ولي العهد والرئيس المصري يستعرضان تعزيز العلاقات والتطورات
تعزيز الشراكة السعودية البريطانية وتوقيع مذكرتي تفاهم وتعاون
القاهرة -لندن- واس-اقرأ
حفلت زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، إلى القاهرة بناء على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، واستجابة للدعوة المقدمة لسموه من فخامة رئيس جمهورية مصر العربية بالعديد من المباحثات الرسمية والأنشطة والفعاليات التي أكدت على قوة وخصوصية العلاقات التاريخية ، وحرص البلدين على تعزيزها في مختلف المجالات، فضلا عن أهمية تدعيم أواصر التعاون على كافة الأصعدة، بما يسهم في تعزيز التضامن العربى فى مواجهة مختلف التحديات التى تواجه المنطقة العربية .
وتتميز العلاقات التي تربط المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية بمكانة عالية لما تتمتعان به من موقع على الخريطة السياسية والجغرافية جسد ثقلها على الأصعدة العربية والإسلامية والدولية. كما تمتاز المواقف بين البلدين الشقيقين بتطابق الرؤى واتفاق حول القضايا الإقليمية باختلاف جوانبها، وبما تشكله من علاقات عميقة وقوية وتاريخية واستراتيجية، لا تشوبها شائبة، وتزداد متانة وقوة وصلابة في المستقبل – بعون الله – في أفضل حالاتها بدعم من قيادتي البلدين برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – وفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية.
وكان سمو ولي العهد قد وصل بحمد الله ورعايته إلى القاهرة الأحد الماضي وكان في مقدمة مستقبلي سموه في مطار القاهرة الدولي، فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية.
وبعد استراحة قصيرة في صالة التشريفات في المطار، صحب فخامة الرئيس المصري سمو ولي العهد في موكب رسمي إلى قصر الاتحادية.
وضم الوفد الرسمي لسمو ولي العهد معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، ومعالي وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور عصام بن سعيد، ومعالي وزير التجارة والاستثمار الدكتور ماجد القصبي، ومعالي وزير الخارجية الأستاذ عادل الجبير، ومعالي وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن الفضلي، ومعالي رئيس الاستخبارات العامة الأستاذ خالد الحميدان.
جلسة المباحثات:
عقد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، لقاءً ثنائياً، مع فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، وجلسة مباحثات موسعة، بحضور وفدي البلدين.
وفي بداية اللقاء الثنائي رحب فخامة الرئيس المصري، بسمو ولي العهد في بلده الثاني، فيما عبر سموه عن الشكر والتقدير لفخامته على الحفاوة وحسن الاستقبال التي حظي بها.
ونقل سمو ولي العهد، تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، لفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، فيما حمله فخامته تحياته وتقديره لخادم الحرمين الشريفين.
وقد جرى خلال جلسة المباحثات الموسعة، استعراض العلاقات الثنائية الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين والسبل الكفيلة بتطويرها، في مختلف المجالات، إلى جانب بحث عدد من الموضوعات على الساحتين العربية والإسلامية، وتطورات الأحداث في منطقة الشرق الأوسط وجهود البلدين تجاهها، خاصة مناقشة الملفات المتعلقة بأمن واستقرار المنطقة ومكافحة الإرهاب، والتحديات التي تواجه الدول العربية في الفترة الحالية، وعدد من القضايا الإقليمية والدولية المشتركة، على رأسها تنسيق الجهود وتعزيز العمل العربي المشترك.
توقيع 3 اتفاقيات ومذكرة تفاهم استثمارية:
وشهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، في القاهرة مساء الأحد الماضي، توقيع ثلاث اتفاقيات ومذكرة تفاهم استثمارية بين البلدين في عدد من المجالات.
وجاءت الاتفاقيات على النحو التالي :
1- اتفاقية تعاون في مجال حماية البيئة والحد من التلوث بين وزارة البيئة في جمهورية مصر العربية، ووزارة البيئة والمياه والزراعة في المملكة العربية السعودية، وقعها من الجانب السعودي معالي وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن الفصلي، ومن الجانب المصري معالي وزير البيئة الدكتور خالد فهمي.
2 – الاتفاق المعدِل لاتفاق إنشاء صندوق سعودي مصري للاستثمار بين صندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية، ووزارة الاستثمار والتعاون الدولي في جمهورية مصر العربية، وقعها من الجانب السعودي معالي وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور عصام بن سعد بن سعيد، ومن الجانب المصري معالي وزيرة التعاون الدولي الدكتورة سحر نصر.
3 – مذكرة تفاهم بشأن تفعيل الصندوق السعودي المصري للاستثمار بين صندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية، ووزراة الاستثمار والتعاون الدولي في جمهورية مصر العربية، وقعها من الجانب السعودي معالي وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور عصام بن سعد بن سعيد ومن الجانب المصري معالي وزيرة التعاون الدولي الدكتورة سحر نصر.
4 – برنامج تنفيذي للتعاون المشترك لتشجيع الاستثمار بين الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة في جمهورية مصر العربية، والهيئة العامة للاستثمار في المملكة العربية السعودية، وقعها من الجانب السعودي معالي وزير التجارة والاستثمار الدكتور ماجد القصبي، ومن الجانب المصري وزيرة التعاون الدولي الدكتورة سحر نصر.بعد ذلك أقام فخامة رئيس الجمهورية المصرية مأدبة عشاء تكريماً لسمو ولي العهد والوفد المرافق له.
زيارة مشروعات الإسماعيلية الاقتصادية:
قام فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، بزيارة لمدينة الإسماعيلية لتفقد عدد من المشروعات الاقتصادية، وذلك بحضور الوفد الرسمي المرافق لسمو ولي العهد وكبار المسؤولين بجمهورية مصر العربية.
واستمع فخامة الرئيس المصري وسمو ولي العهد، خلال حفل أقيم بهذه المناسبة في اليوم الثاني للزيارة إلى عرض حول المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، الذي يهدف لتحويل مصر إلى مركز تجاري لوجستي عالمي، وما يوفره من فرص استثمارية ضخمة في القطاعات الصناعية والخدمية والسياحية.
وتناول العرض الآفاق الواسعة التي توفرها فرص التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس ومشروع “نيوم” على ساحل البحر الأحمر، بحيث يصبحا قبلة للتجارة العالمية.
كما شاهد فخامة الرئيس المصري وسمو ولي العهد، عرضاً حول مشروع أنفاق قناة السويس وتطورات تنفيذها، التي تشمل التخطيط لإنشاء نفق لربط سيناء بباقي الأراضي المصرية، وتعزيز حركة النقل والتجارة من وإلى سيناء.
بعد ذلك صحب فخامة الرئيس المصري، سمو ولي العهد في جولة تفقدية لأنفاق أسفل قناة السويس، والمصممة لاختصار زمن عبور قناة السويس إلى 20 دقيقة فقط، بدلاً من الانتظار لأيام.
كما شملت الجولة التفقدية مدينة الاسماعيلية الجديدة في الشاطئ الشرقي لقناة السويس التي توفر مشروعات اسكانية رائدة. بعد ذلك قام فخامة الرئيس المصري وسمو ولي العهد، بجولة بحرية في المجرى الملاحي لقناة السويس، بمشاركة عدد من القطع البحرية المتنوعة، وصولاً إلى منتجع الفرسان بمدينة الاسماعيلية، حيث قاما بافتتاح المنتجع الذي يعد مشروعاً سياحياً متكاملاً.
لقاء شيخ الأزهر وتواضروس الثاني:
على صعيد آخر التقى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع في القاهرة الاثنين الماضي، شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، بحضور الوفد الرسمي المرافق لسمو ولي العهد.
ورحب شيخ الأزهر بسمو ولي العهد في زيارته لمصر، مشيداً بدور المملكة العربية السعودية في خدمة الأمة الإسلامية والدفاع عن مصالحها.
فيما نوه سمو ولي العهد بدور الأزهر في نشر العلم الشرعي وخدمة قضايا الأمة الإسلامية.
كما جرى خلال اللقاء التأكيد على أهمية التنسيق المشترك لمعالجة التحديات التي تواجه الأمة العربية والإسلامية للحفاظ على الثوابت الدينية ونشر الثقافة الإسلامية، وإبراز المبادئ السمحة والقيم النبيلة، ونبذ الفكر المتطرف.
كما التقى سمو ولي العهد في القاهرة البابا تواضروس الثاني، بحضور الوفد الرسمي المرافق لسمو ولي العهد. وجرى خلال اللقاء، استعراض العلاقات الأخوية بين المملكة ومصر، والتأكيد على أهمية دور مختلف الأديان والثقافات في تعزيز التسامح ونبذ العنف والتطرف والإرهاب وتحقيق الأمن والسلام لشعوب المنطقة والعالم.
وثمن سمو ولي العهد دور الأقباط في استقرار مصر والوقوف مع قضايا الأمة العربية والإسلامية.
وزار سمو ولي العهد في مساء نفس اليوم دار الأوبرا المصرية، حيث التقى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية.
وشاهدا عرضًا خاصًا لمسرحية “سلم نفسك” والذي تم اختياره كأفضل عرض مسرحي خلال عام 2017، وهو مشروع تخرج لطلبة استديو مركز الإبداع الفني. وتسلط أحداث المسرحية الساخرة الضوء على عدد من القضايا ذات الصلة بالواقع الذي يعيشه المجتمع خلال الفترة الأخيرة.
لقاء رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس النواب:
التقى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، في القاهرة في اليوم الثالث والأخير للزيارة، دولة رئيس مجلس الوزراء بجمهورية مصر العربية المهندس شريف إسماعيل.
ورحب رئيس الوزراء المصري بسمو ولي العهد في زيارته الحالية، فيما عبر سموه عن الشكر لحسن الضيافة والاستقبال. وجرى خلال اللقاء التأكيد على متانة العلاقات السعودية المصرية العريقة، وتعاونهما المستمر في مختلف المجالات، بالإضافة إلى استعراض تطورات الأحداث في منطقة الشرق الأوسط. حضر اللقاء الوفد الرسمي المرافق لسمو ولي العهد، فيما حضر من الجانب المصري معالي وزير الأوقاف الدكتور المصري محمد جمعه، ومعالي وزير التجارة المهندس طارق قابيل، ومعالي وزير البيئة الدكتور خالد فهمي.
كما التقى سمو ولي العهد في القاهرة رئيس مجلس النواب المصري الدكتور علي عبدالعال، بحضور الوفد الرسمي المرافق لسمو ولي العهد.
وجرى خلال اللقاء، استعراض العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، ومجالات التعاون بين المملكة ومصر في الجانب البرلماني.
افتتاح أعمال ترميم الجامع الأزهر:
قام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع،الثلاثاء الماضي، بزيارة الجامع الأزهر الشريف، حيث كان في استقباله فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية وفضيلة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب.
وافتتح فخامة الرئيس وسمو ولي العهد أعمال ترميم الجامع الأزهر عقب اكتمالها، والتي استغرقت أكثر من ثلاث سنوات، الذي تم بدعم من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله – وبرعاية ودعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
وقد أدى الرئيس المصري وسمو ولي العهد، تحية المسجد. وتفقدا أعمال الترميم التي شهدها الجامع، واستمعا إلى شرح حول جميع مراحل عملية الترميم، والتي تعد أكبر وأوسع عملية لتطوير الجامع الأزهر على مر تاريخه الذي تجاوز الألف عام، إذ شملت تغيير وتحديث البنية التحتية للجامع بشكل كامل، ومع مراعاة الطبيعة الأثرية للجامع الأزهر الشريف تحت الإشراف الكامل لوزارة الآثار.
سمو ولي العهد يشكر الرئيس المصري:
وقد غادر – بحفظ الله ورعايته -سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، القاهرة الثلاثاء الماضي، وكان في وداع سمو ولي العهد في مطار القاهرة الدولي، فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، وكبار المسؤولين في البلدين. وبعث صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، برقية لفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، إثر مغادرة سموه مصر.
وقال سمو ولي العهد : يطيب لي وأنا أغادر بلدكم الشقيق أن أعرب لفخامتكم عن بالغ امتناني وتقديري على ما لقيته والوفد المرافق من حسن الاستقبال وكرم الضيافة.
فخامة الرئيس .. لقد أكدت المباحثات التي عقدناها متانة العلاقات بين بلدينا، والرغبة المشتركة في تعميق التعاون بينهما في المجالات كافة، وفقاً لرؤية سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وفخامتكم، والتي تهدف إلى تحقيق مصالح البلدين والشعبين الشقيقين، وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، متمنياً لفخامتكم موفور الصحة والسعادة، ولبلدكم وشعبكم الشقيق الأمن والأمان ودوام التقدم والنماء.
البيان المشترك:
وقد صدر بيان مشترك بمناسبة زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولى العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع إلى جمهورية مصر العربية. وفيما يلي نص البيان :
انطلاقاً من الروابط العميقة التي تجمع بين جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية وبين شعبيهما الشقيقين، والوشائج الأخوية الراسخة التي تربط بين فخامة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وجلالة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وتعزيزاً للعلاقات العريقة الاستراتيجية والمتميزة بين البلدين، فقد لبى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولى العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع في الرابع من مارس 2018 الدعوة لزيارة جمهورية مصر العربية، حيث استقبله فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وقد تم خلال المباحثات تناول آفاق التعاون الثنائي بين البلدين، حيث أعرب الجانبان عن ارتياحهما لمستوى التعاون والتنسيق بين البلدين الشقيقين، مؤكدين على أهمية دعمها وتعزيزها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين في المجالات السياسية والأمنية والعسكرية والثقافية والتعليمية والتجارية والاستثمارية والسياحية، ويتيح الاستثمار الأمثل لجميع الإمكانات والفرص المتاحة لتعزيز التكامل بين البلدين، والتضامن في مواجهة التحديات المشتركة، والبناء على ما سبق وإن تحقق من نتائج إيجابية في الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين خلال الفترة الماضية.
كما تم تبادل وجهات النظر حول المسائل والقضايا التي تهم البلدين على الساحتين الإقليمية والدولية بما يسهم في دعم وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم. وقد عبر الجانبان عن عزمهما التصدي لخطر التطرف والإرهاب، وما يشكله من تهديد للأمن والسلم في المنطقة وفي شتى أنحاء العالم، مؤكدين على ضرورة استئصال الإرهاب من جذوره، وهزيمة جميع التنظيمات الإرهابية، بلا استثناء، وبشكل شامل ونهائي، ومواجهة كل من يدعم الإرهاب بالدعم أو التمويل أو توفير الملاذات الآمنة أو المنابر الإعلامية.
وفى هذا السياق، عبر الجانب السعودي عن دعمه الكامل للجهود الناجحة التي تبذلها الحكومة المصرية لاستئصال الإرهاب بشكل كامل ونهائي في إطار عملية “سيناء 2018″، مشيراً لتقديره للنجاحات الكبيرة التي حققتها هذه العملية، والتضحيات الكبيرة التي تقدمها القوات المسلحة والشرطة المصرية.
وبحث الجانبان أبرز القضايا المطروحة على الساحة العربية، مؤكدين على أهمية الحفاظ على الأمن القومي العربي، وحماية وحدة أراضي وسلامة الدول العربية. وأعرب الجانبان عن التزامهما بالعمل على بلورة رؤية شاملة وخطة طموحة لتطوير وإصلاح منظومة العمل العربي المشترك وفي القلب منها جامعة الدول العربية، بما يكفل تعزيز القدرات العربية على مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة، والتهديدات المتزايدة للأمن الإقليمي.
وقد أكد الجانبان أن تعزيز التعاون المصري السعودي يمثل دعامة أساسية لحماية الأمن القومي العربي، ومواجهة التدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية للدول العربية والتي أفضت إلى تأجيج التوترات والنزاعات والنشاطات الإرهابية في سوريا وليبيا واليمن والعراق.
وفي هذا السياق، تم بحث آخر تطورات القضية الفلسطينية، حيث أكد الجانبان على دعمهما الكامل لكافة حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وعلى رأسها حقه في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967، وفقاً لمبادرة السلام العربية، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، واستناداً لحل الدولتين وبما يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني.
كما أكد الجانبان على أهمية دعم المسار السياسي لإنهاء الأزمة السورية بما يحافظ على وحدة الأراضي السورية ويحقق الطموحات المشروعة للشعب السوري الشقيق، وفقاً لإعلان جنيف (1)، وقرار مجلس الأمن رقم ( 2254 )، معبرين عن دعمهما للمبعوث الدولي للأزمة السيد / استيفان دي ميستورا، ومثمنين التعاون المثمر بين البلدين الذي أسفر عن تشكيل وفد موحد لمختلف فصائل المعارضة السورية في مؤتمر الرياض ( 2) الذي عُقد في شهر نوفمبر 2017. وبالنسبة لليمن، فقد شدد الجانبان على أهمية المحافظة على وحدة اليمن، وتحقيق أمنه واستقراره، ودعم حكومته الشرعية، وإيجاد حل سلمي للأزمة اليمنية وفقاً للمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني، وكذلك تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق اليمنية.
وقد أدان الجانب المصري إطلاق جماعة الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران الصواريخ الباليستية على المملكة العربية السعودية، مؤكداً على تضامنه الكامل مع المملكة العربية السعودية في مواجهة أي خطر يهدد أمنها. كما أكد الجانبان رفضهما القاطع للتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية، مشيرين إلى استمرار التنسيق فيما بينهما في هذا الملف في إطار عضويتهما في اللجنة العربية المعنية بمواجهة التدخلات الإيرانية في إطار جامعة الدول العربية، ومشددين على أن أمن المنطقة العربية لا يمكن أن يتحقق إلا بوقف كافة محاولات التدخل في شؤون الدول العربية من أي طرف إقليمي، والتزام جميع دول الجوار بمبادئ حُسن الجوار، والمصالح المشتركة وعدم التدخل.
أما بالنسبة لليبيا، فقد أكد البلدان دعمهما للمسار السياسي الشامل الذي تقوده الأمم المتحدة لحل الأزمة الليبية، مشددين على أن الاتفاق السياسي الليبي يظل الإطار الأمثل لمعالجة الأزمة الليبية، مؤكدين على دعم تنفيذ كافة عناصر المبادرة التي قدمها المبعوث الأممي إلى ليبيا السيد / غسان سلامة، للوصول إلى حل سياسي يحقق أمن واستقرار ووحدة الأراضي الليبية ويتيح لليبيا التخلص من كافة أشكال التطرف والإرهاب.
وفى هذا السياق، عبر الجانب السعودي عن تقديره للجهود التي قامت بها مصر لاستضافة اجتماعات الأطراف الليبية في مختلف أنحاء ليبيا والتي أسفرت عن وضع رؤية شاملة لحل الأزمة ودعم مؤسسات الدولة الليبية، ومكافحة خطر الإرهاب، كما أشاد بالاجتماعات التي تستضيفها مصر لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية ودعم الجيش الوطني وتمكينه من الاضطلاع بمسؤوليته في الحفاظ على الاستقرار ودحر التنظيمات الإرهابية.
وأوضح الجانبان أن مبادئ حُسن الجوار ورفض كافة أشكال التدخل في الشؤون الداخلية للدول أو نشر خطاب الكراهية والتحريض، هي المبادئ التي تأسس عليها القرار السيادي والتدابير التي اتخذتها الدول العربية الأربع المحاربة للإرهاب، والتي يكفلها لها القانون الدولي، لمواجهة الدعم القطري للإرهاب والتدخلات القطرية السافرة في شؤون الدول العربية.
من ناحية أخرى، فقد أكد الجانب السعودي أيضاً على تقديره الكامل لحقوق واستخدامات مصر من مياه النيل باعتباره شريان الحياة للشعب المصري، مطالباً جميع الدول بمراعاة ذلك وعدم تعريض الأمن المصري لأية مخاطر. وأعرب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ين عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع عن شكره وتقديره لفخامة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، وللحكومة والشعب المصري على ما لقيه والوفد المرافق من حُسن الاستقبال وكرم الضيافة.
سمو ولي العهد يزور المملكة المتحدة:
وصل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ،بحفظ الله ورعايته، مساء الثلاثاء الماضي إلى المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية في زيارة رسمية، وذلك بناءً على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – واستجابةً للدعوة المقدمة من حكومة المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية. وكان في استقبال سمو ولي العهد لدى وصوله العاصمة البريطانية لندن معالي وزير الخارجية البريطاني السيد بوريس جونسون وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة، والسفير البريطاني لدى المملكة سايمون كوليز .
كما كان في استقبال سمو ولي العهد صاحب السمو الأمير نواف بن محمد بن عبدالله وصاحب السمو الأمير سلطان بن فهد بن عبدالله وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الأمير سعود بن ناصر بن فرحان وصاحب السمو الأمير عبدالعزيز بن جلوي بن عبدالعزيز وصاحب السمو الأمير سلطان بن جلوي بن عبدالعزيز وصاحب السمو الأمير تركي بن ناصر بن فرحان وصاحب السمو الأمير محمد بن ناصر بن فرحان وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن محمد بن نواف وصاحب السمو الأمير سعد بن عبدالعزيز بن تركي وصاحب السمو الأمير سعود بن فيصل بن هذلول .
ويضم الوفد الرسمي لسمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة، ومعالي وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان ومعالي وزير التجارة والاستثمار الدكتور ماجد القصبي ومعالي وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة ومعالي وزير الخارجية الأستاذ عادل الجبير ومعالي وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى ومعالي وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح ومعالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد العواد ومعالي وزير الاقتصاد والتخطيط الأستاذ محمد التويجري ومعالي رئيس الاستخبارات العامة الأستاذ خالد الحميدان .
ويضم الوفد المرافق معالي المستشار بالأمانة العامة لمجلس الوزراء الأستاذ أحمد الخطيب ومعالي المستشار في الديوان الملكي المشرف العام على مكتب سمو وزير الدفاع الأستاذ فهد العيسى ومعالي المستشار بالأمانة العامة لمجلس الوزراء الأستاذ ياسر الرميان ومعالي رئيس هيئة الأركان العامة الفريق أول ركن فياض الرويلي ومعالي رئيس الشؤون الخاصة لسمو ولي العهد الأستاذ ثامر نصيف ومعالي نائبة وزير العمل والتنمية الاجتماعية للتنمية الاجتماعية الدكتورة تماضر الرماح.
الملكة اليزابيث الثانية تكرم سموه:
الملكة أليزابيث الثانية تستقبل تكرم سمو ولي العهد
واستقبلت جلالة الملكة اليزابيث الثانية ملكة المملكة المتحدة، في قصر باكنجهام في لندن الأربعاء الماضي، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع. ونقل سمو ولي العهد، تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – لجلالة الملكة، فيما حملته نقل تحياتها لخادم الحرمين الشريفين.
كما تم تبادل الأحاديث الودية حول العلاقات التاريخية السعودية البريطانية، وروابط الصداقة التي تجمع بين البلدين والشعبين الصديقين.
وقد أقامت جلالة الملكة اليزابيث الثانية مأدبة غداء على شرف سمو ولي العهد بمناسبة زيارته الحالية للمملكة المتحدة.
تعزيز الشراكة السعودية البريطانية
واستقبلت دولة رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي الأربعاء الماضي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وذلك بمقر رئاسة الوزراء في 10 داونينغ ستريت في لندن، حيث عقدا لقاءً ثنائياً. وفي بداية اللقاء رحبت رئيسة وزراء بريطانيا بسمو ولي العهد في زيارته الحالية، فيما نقل سمو ولي العهد تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – لدولة رئيسة وزراء بريطانيا، كما رغبت من سموه نقل تحياتها لخادم الحرمين الشريفين رعاه الله .
وعبر سموه عن سعادته بتلبية الدعوة لزيارة المملكة المتحدة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وتلا اللقاء الثنائي انعقاد الاجتماع الأول لمجلس الشراكة الاستراتيجية السعودي البريطاني، الذي يرأسه سمو ولي العهد ودولة رئيسة وزراء بريطانيا .
وجرى خلال الاجتماع استعراض العلاقات التاريخية الوثيقة بين البلدين الصديقين، وسبل تعزيز شراكتهما الاستراتيجية في مختلف المجالات، بما في ذلك المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والتعليمية والصحة والثقافة والدفاع والأمن، بالإضافة إلى الفرص التي تتيحها رؤية المملكة 2030. كما جرى بحث مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، والجهود المبذولة تجاهها لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة بما فيها محاربة الإرهاب ومكافحة التطرف . وقد حضر الاجتماع الوفد الرسمي المرافق لسموه وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين البريطانيين. بعد ذلك وقع سمو ولي العهد ودولة رئيسة وزراء بريطانيا على مذكرة تفاهم للتعاون العلمي والتعليمي ، وعلى مذكرة تعاون مشترك للإغاثة والأعمال الإنسانية. وقد التقطت الصور التذكارية بمناسبة انعقاد الاجتماع الأول لمجلس الشراكة الاستراتيجية السعودي البريطاني.