جدة – ليلى باعطية
عالم العمارة مليءٌ بالإبداع والجمال بجميع فروعه، ويكشف في ثناياه عن فلسفةٌ ورؤيةٌ خاصة لكل مصمم يعكسها من خلال تصاميمه، وللمصمم المعماري “عمّار علمدار” فلسفةً أبهرت كل من ورأى تصميمه “الرواق” أو سمع شرحه، خلال مشاركته بأحد المعارض المحلية في مدينة جدة، حيث يستوحي تصاميمه من الطبيعة كونها المصدر الرئيسي لإلهامه، ويمزج عناصره بشكل يتوافق مع رؤى فلسفية عميقة، لكنها مبهرة ومنطقية في الوقت نفسه.
عين الماء
أكثر عنصر لفت أنظار واهتمام الزوّار؛ التصميم الدائري الموجود على أرض الرواق، وهو عبارة عن فتحة في الأرض تشبه عين الماء ، ويوجد بها طبقة زجاجية وأسفلها مرآة، وبالحديث عن الناحية التقنية للتصميم يقول علمدار إن الطبقة الزجاجية في الفتحة يُرى من خلالها انعكاس الوجه، ويوجد بالأعلى منارة مصنوعة من قماش شماغ أبيض، والفكرة وراء ترابط العناصر أن ؛ الانعكاسات الداخلية للإنسان ناتجة عن تمازج الإنسان بطبيعته الفردية ،
وطبيعته المجتمعية كعضو في بيئته ووسطه الإنساني ، ويوضح علمدار أن الفكرة والهدف من التصميم ؛ تجسيد للنظر في باطن الأرض أو في عين مائية، فمن خلال انعكاسات الرؤية يستطيع الناظر أن يرى نفسه وما بداخله؛ مثلاً يعلم هل هو إنسان مائي أم ترابي أم ناري، بالإضافة إلى أن التراب الموجود في المنارة التي فوقها تعطي طابعاً كأنها برج هواء، والنقشات عبارة عن نجوم من الخشب، وتشكل النجوم والهواء والماء والتراب العناصر الاساسية الـ 4 للأرض ، أو أي شيء موجود عليها.
ويضيف علمدار أن التصميم يحتوى على تعبيرات مجازية ودلالات عميقة؛ فنحن في اللغة العربية لدينا شيء مميز؛ حيث هناك بعض الكلمات تشبه بعضها، لكنها ليست متماثلة أو متشابهة في المعنى.
الرقم 4
ولأنه يؤمن بالمترادفات المجازية وربط العناصر ببعضها البعض، يولي علمدار اهتماما خاصا برقم (4) واعتمده كرقم مؤثر، ويرتب خطواته بناءً عليه ، ليقينه أن هناك حكمة وراء هذا الرقم ؛ كون كل شيء في الحياة يأتي على 4 مراحل أو عناصر؛ فالأرض مكونة من 4 عناصر، وللكرة الارضية 4 فصول ، وللبيت 4 أعمدة، ويوجد في قلب الانسان 4 أجزاء، وغيرها من الأمور، وبناءً على ذلك اختار 4 أشخاص متميزين لمشاركته في تصميم (الرواق)هم : “حافظ للأعمال الخشبية، وurban couture ، وشماغ دسار، و noa couture ، و turl jadallah”.
حرف العين
وللمصمم المعماري عمار علمدار تصميمات متعددة لقطع مفروشات على شكل حرف (العين)، كانت نتاج فلسفةٍ خاصةٍ به تكونت خلال سفرياته الكثيرة حول العالم، فقد وجد أن أصعب حرف في العالم هو (العين) ، حيث أن اللغات العالمية الأخرى لا تستطيع نطقه، لذلك يتميز حين النطق به، لذلك سميت لغتنا بـ (العربية).