جدة – وليد الفهمي
انتظر أيمن إبراهيم العبدالقادر ذو الـ 43 عاما ربع قرن حتى يحقق حلم أيام الصبا وبواكير الشباب بامتلاك عربة طعام «فود تراك» يتنقل بها بين الأحياء ، العبد القادر طاف وجال وتنقل بين دبي والرياض ، لكنه حط الرحال في عروس البحر الأحمر جدة ، ليمارس شغفه بالطبخ ، خاصة وجبته المفضلة المكرونة بأنواعها والدجاج ، ويحول الهواية إلى عمل لطالما تمناه طويلاً.
من المطاعم للفود تراك
مسيرة العبدالقادر مع الطبخ بدأت منذ عام 1996 ، حيث افتتح مطعماً في دولة الإمارات ، كانت أبرز أطباقه المكرونة والدجاج ، ثم انتقل إلى الرياض بمطعم آخر ، يقول العبدالقادر إن رحلته تبدو عكسية ، حيث تحول من صاحب مطعم لمالك عربة طعام متنقلة ؛ بينما أصحاب الفود تراك يمارسون النشاط بطموح امتلاك مطعم في المستقبل ، ويفسر رحلته العكسية؛ بأن الفود تراك يشعره بالحرية في الحركة والتنقل من مكان لآخر ، كما أنه يوفر علاقة مباشرة أكثر حميمية بالزبائن ، فضلاً عن الاستمتاع بجو الشارع والبيئة المحيطة ، بما يجعله يجمع بين العمل وممارسة حياته الاجتماعية وجو السمر والتنزه.
المنافسة تدفع للتميز
ويضيف أن ميزات وأجواء الفود تراك «المبهجة» ساهمت في انتشاره الواسع في العديد من مدن السعودية، وتحديداً في الرياض وجدة، حيث تتواجد العربات في الطرقات والمنتزهات العامة، وكل صاحب مشروع جديد يحاول التميز بأصناف طعام وحلويات ومشروبات مختلفة ، فضلاً عن ابتكار أساليب متطورة في إعداد وتقديم وتسويق المنتجات ، ورغم أن بدايات الفود تراك الرسمية في المملكة كانت في 2016 ، إلا أن الزائر للمدن السعودية يظن أنه بدأ منذ سنوات طويلة ، بالنظر لكثافة التواجد ، والإقبال الكبير من العملاء.
وجبات صحية بلا مشروبات غازية
ويؤكد العبدالقادر أن التميز بالفود ترك يحتاج إلى احترافية بالعمل وحب للطبخ ، والأمر ليس فقط موضة ، داعياً من لدية الهواية والحب إلى الولوج للمجال ، ويبشر بأن المستقبل واعد لكل من يملك الخبرة وحب العمل بالمجال ، مشيراً إلى أنه يركز على تقديم الوجبات الصحية الخالية من الزيوت المضرة ، التي يستخدمها بعض أصحاب المطاعم أو بعض ملاك الفود ترك ؛ ويستخدم العبدالقادر «زيت الزيتون» بشكل أساسي في وجباته ، لفوائده الصحية ، كما أنه لا يبيع المشروبات الغازية الضارة بالصحة ، ويشدد على نصح أصحاب المشروعات الصغيرة والناشئة بالصبر والعمل باخلاص ، وعدم الشعور باليأس و الاحباط ؛ لأن النجاح يتطلب وقتاً واستمرارية وتراكم.
الإجازات موسم الفود تراك
وينوه إلى أن المبيعات تتفاوت «وسط الأسبوع» بين الصعود والهبوط، عكس الإجازة الأسبوعية و إجازة العام الدراسي والمواسم والأعياد والمناسبات العامة ، حيث ترتفع المبيعات بشكل كبير ، لذلك ينتظر ونظرائه الإجازات بفارغ الصبر حتى يزيد الدخل .
مشكلة «السحب»
ويختتم أيمن إبراهيم العبدالقادر ، بأن أكبر الصعوبات التي تواجهه وباقي أصحاب العربات ؛عملية نقل وسحب العربة ، حيث تصيبهم بالتعب والارهاق ، بالإضافة إلى اهدار الوقت ، وهم مضطرون لذلك ؛ لأن الأمانة تشترط نقل العربة كل يوم ، وعدم ابقائها بموقعها ، وإلا توقع عليهم غرامات مالية ، ويطالب بايجاد حل للمشكلة تيسيراً على أصحاب المشروعات ، خاصة أن الفود تراك يستوعب اعداداً كبيرة من الشباب ، ويساهم في الحد من البطالة ، كما يساعد في انعاش الأسواق وزيادة الحركة التجارية ، ويعزز الأمن والأمان بالشارع.