زواج الصالونات “التقليدي” أم الزواج المبني على معرفة ، أيهما أفضل وأكثر ضماناً لبدء واستمرار حياة زوجية سعيدة، كثير من الأسر السعودية والعربية لاتتقبل فكرة المعرفة المسبقة بين الشاب والفتاة ، حتى لو كان القصد شريف ، ويرفضون العريس لو علموا أنه يعرف ابنتهم ، رغم أن غالبية أفراد المجتمع يتواصلون ليل نهار على مواقع التواصل ، ورغم انفتاح المجتمع وانتشار تعليم البنات حتى خارج البلاد، وأيضا عملهن في مختلف المؤسسات والأنشطة، “اقرأ” استطلعت آراء قرائها من الجنسين حول الأمر ،
وجاءت الآراء كالعادة متباينة؛ أغلبية يؤيدون التعارف قبل الزواج ، لكن بـ”العقل” وبالاحترام ، وأقلية لا يفضلون ذلك ، ويرون الزواج التقليدي أفضل ، والحب الذي يعقب الزواج أعمق وأقوى، كما أن معظم وجهات النظر توافقت على عدم إعلام الأهل بوجود معرفة قبل الزواج؛ تجنباً للاصطدام بالموروثات الاجتماعية ، بينما أكدت الدكتورة سميرة الغامدي عضو جمعية حماية الأسرة، أنه لا علاقة للمعرفة قبل الزواج بزيادة نسب الطلاق، وأرجعت الأمر إلى “زواج البكدج”، والجهل بالواجبات وتغير مفاهيم المجتمع ، وإليكم التفاصل.
كذب × كذب
ترفض أمل الريمي”28 سنة”موظفة وأم لـ 3 أبناء، مبدأ قصص الحب التي تنشأ عن طريق مواقع التواصل، وترى بأن غالبيتها كذب × كذب، ونسبة نجاحها 30%، ووضحت أنه في حال تقدّم لابنتها شاب أحبها وأحبته ولم يضحك عليها، ستتعرّف عليه لتعرف عيوبه حتى تنقل لابنتها الصورة الصحيحة، وتكون هي صاحبة القرار، فالزواج عن طريق الحب أفضل من الزواج بدونه.
(الحيلة) أو إلغاء كل شيء
تمارا سالم تحكي قصة زواجها الحقيقية التي لا يعرفها أحد تقول : مجال عملي جعلني في يومٍ من الأيام أتواصل معه، وأعجب بي، وقبل أن يخطو خطوة مصارحتي بمشاعره تحرّى عن أخلاقي وتصرفاتي، وعندما سمع كل الخير اعترف لي برغبته أن يتقدم لخطبتي، فوضحت له مسبقاً أن عائلتي مسالمة جداً ، لكن في حال شعرت ولو بنسبةٍ قليلة بأننا نعرف بعضنا سيتم رفضه وإلغاء كل شيء، وأمضينا تقريباً شهرين نتحدث ونتعرف على بعض أكثر، بعد ذلك تقدم لخطبتي وتم كل شي ظاهرياً بشكل تقليدي جدا،
ولم يشعر أحد بأننا نعرف بعض لأننا كنا حريصين جداً في جميع خطواتنا، وتم ولله الحمد الزواج، والآن مضى على إرتباطنا 9 سنوات مع ابنينا، بصراحة قبل الزواج ، كنت أتمنى أن أصارح أهلي بكل شيء خصوصاً بأني على ثقة بأني لم أُجرم، لكن لكوني متأكدة من ردة فعلهم لجأت للإحتيال للأسف.
تتويج الحب بالزواج
أما عماد سليمان فهو مع الزواج والإرتباط بمعرفةٍ وحب بأي طريقة وأسلوب، المهم أن يكون تتويج لصداقة راقية وتوافق فكري وانسجام نفسي، واحترام وتقدير وافتخار بمن تحب.
ضرورة المعرفة قبل الإرتباط
الدكتورة سحر السبهاني ترى أنه من منطلق أن تفكير الشباب تغيّر عن السابق أن المعرفة قبل الإرتباط “ضرورية” ، المهم أن تكون المعرفة واضحة بضوابط شرعية، وتخلو من الغش، لأن الغرض هو الإرتباط.
الحب بعد الزواج أعمق
أما المستشار الاقتصادي الدكتور فهد الشمري فكان رأيه مختلفاً ، يقول: اعتقد أن الحب الذي يعقب الزواج أعمق وأقوى من الحب الذي يسبقه، وعلى هذا الأساس اعتقد ان الزواج القائم على معرفة سابقة قد لا ينجح كثيراً؛ لان الزواج بحد ذاته يكشف أشياء لم تكن ترى بالعين المجردة قبل الزواج، ولذا عند الزواج من شخص تعرفه قد تصدم بحقيقة أنك لم تكن فعلا تعرفه قبل الزواج حق المعرفة ، وأن ما رايته فيه قبل الزواج ، لا يعكس حقيقة شخصيته فعلا ، التي كشفها الزواج ، وهنا تحدث الصدمة التي قد تؤدي الى فشل الزواج.
«التضبيط» دون معرفة الأهل
المعلم خالد تركستاني يشير إلى أن نسبة كبيرة من الزيجات تتم بأن يتعارف الطرفان و”يضبطوا” أمورهم دون علم أهاليهم، لذلك يجب أن نحسب حساب المستقبل والانفتاح الكبير، فالشطارة ليست في اغلاق وسائل التعارف، بل في تحديدها بتعقل، وفيما يخص تقبّله للأمر بالنسبة لابنته فقد قال مسبقاً لوالدتها: (أعرف الرجل وأروح أدور عليه ، بعد ما تختاره البنت).
المعرفة أفضل بكثير
وبحسب منار بافقيه” 30 سنة” أخصائية تغذية وأم لطفلين، أن وجود معرفة قبل الزواج أفضل بكثير من عدم التعارف، وتؤيد وبشدة إقدام أبنائها على ذلك.
نؤيد .. لكن نخاف الجرح
محمد زمزمي يرى أن المعرفة المُسبقة أفضل؛ لأن الطرفين سيقتنعان ببعضهما، وكون عائلة الفتاة لن تتقبل هذا المبدأ ، يقول: ليس شرطاً إخبارهم بأن العريس يعرفها ، وبالنسبة لعائلته سيقول : أخطبوا لي من هذه العائلة دون الدخول بالتفاصيل.
ورضية” 26 سنة ميك اب ارتست” ، تؤكد أن: “اللي يسبقه معرفة أفضل”، لكن الخوف أن الجرح الذي يأتي منه سيكون أقوى من الغريب.
المجتمع يعرف ويتجمل
ولتشخيص الموضوع من ناحية اجتماعية ومعرفة السلوك والتوجه الأمثل، توجهت “اقرأ” إلى الدكتورة سميرة الغامدي عضو جمعية حماية الأسرة، التي نوهت إلى أن مجتمعنا اعتاد أن يجمّل صورته لأسباب كثيرة، منها اجتماعية وأسرية، وكل ما يخالف المنظومة الاجتماعية يتم رفضه ، وإن كانوا بداخلهم موافقين عليه، ويظهر ذلك في مواقع التواصل الاجتماعي التي لازالت لها حساسيتها في المجتمع ، رغم أن كل نشاطنا عليها، وتتواصل عليها فتيات كثيرات بأسماء مستعارة، والرجال المتزوجون أيضاً يتواجدون بأسماء مستعارة.
وتضيف أن هناك شباب وبنات يتواصلون مع بعضهم البعض ، تحت إطار الأدب والاحترام دون علم اهاليهم، لأنه في حال علموا ستُفتح عليهم النار، وأيضاً هناك حالات يتطور فيها الأمر ، ويكون هناك استلطاف بين الطرفين وإعجاب وتقارب أفكار، فيتقدم الشاب رسمياً إلى أهل الفتاة للزواج بها، لكن هناك حالات كثيرة لا يتم التصريح بسهولة عن حقيقة المعرفة بينهما، وهناك زيجات كثيرة تتم ، ولا يعلم الأهل أن هناك معرفة مُسبقة لأنه في حال معرفتهم أو شكّهم بذلك سيتم إلغاء الموضوع فوراً ، وإن كان الشخص المتقدم مشهود له بالخلق، لذلك الشباب في الجيلالحالي يُطالب ويسعى لتحقيق مطالبه ، مع الحرص على عدم الدخول في صدامات مع المجتمع.
زواج (البكج)والطلاق
الزواج بين الصالونات والتعارف السابق .. أغلبية تؤيد تواصل الطرفان .. وأقلية:الحب بعد الزواج أقوى
وتستكمل الغامدي بأنه في السابق كانت الفتاة تتزوج السيء وغير الكفء ولا تجرأ على الاعتراض، لكن الآن الوضع اختلف، أصبحت البنات لديهن القدرة في الرفض، والشباب أيضاً يرفضون الزواج من فتيات غير مناسبات، وتشدد على أن الطلاق ليس له علاقة بوجود معرفة أو مشاعر مُسبقة أو لا، والدليل الدول الأوروبية، الطلاق منتشر بينهم رغم المعرفة الكاملة المسبقة، كما أن الطلاق يحدث عندما تكون توقعاتنا من الطرف الاخر عالية جدا، وعندما يكون الزواج عندنا زواج عوائل، بمعنى تتدخل العوائل في الاختيار، فنرى الزوجة تتزوج (بكج) ؛
بمعنى تتزوج الزوج وعائلته، والزوج يتزوج المرأة وقبيلتها، ومن أسباب الطلاق أن الشخص يطالب بحقوقه ولا يعلم بواجباته، وأيضا تغيّر المفاهيم ؛ في السابق عندما كانت الزوجة تريد الطلاق ، يقال لها من بيتك لبيت زوجك لقبرك، أما الآن عندما ترغب في الطلاق ، اَهلها يقولون لها :” إن لم تشلك الأرض نضعك في عيوننا”، وان لم يرغبوا تستطيع أن تتدبر أمرها بنفسها.