“ماهيناز وشاهيناز وصافيناز”٬ 3 أخوات جمعهن نهاية الاسم “ناز”٬ وعشق الشكولاته٬ الذي تحول إلى مشروع استثماري٬ بدأ قبل سنوات كمشروع منزلي٬ دعمهن الوالد “فؤاد عيد” الذي كان مؤمنا بنجاح بناته وتميزهن٬ وبعد انطلاقة المشروع٬ وفسح مجالات العمل للمرأة٬ أصبح لديهن 3 فروع في مدينة جدة٬ صافيناز فؤاد عيد ، صاحبة النصيب الأكبر في الاهتمام بالمشروع وإدارته٬ ترى أن ” الحفاظ على القمة أصعب من الوصول إليها”٬ لذلك تحرص على التطوير والتجويد المستمر ،
بفضل اللمسات الأنثوية سواء للعاملات أو للإدارة ، لأن المجال يحتاج إلى صبر ودقة وهو ما يميز المرأة، وتضيف أن البداية كانت الشكولاتة٬ ثم الحلويات وبعدها المعجنات٬ والآن أضفن خطاً للمأكولات الصحية٬ وتشجع إنتاج الأسر المنتجة وتدعم مبادراتهم ، وتشير إلى أن “الانستجرام” ساعد على التسويق لمنتجات كثيرة ٬ لكنه أيضا ساعد على التقليد وأحيانا يختلط الأمر ، لذلك تحرص على التطوير هرباً من تقليد منتجاتهن، وتحلم صافيناز بمصنع يمكنهن من طرح منتجاتهن بكل الأسواق وليس في جدة فقط، وتعمل على مشروع طموح لتأسيس مصانع غذائية متخصصة بإدارة نسائية بالكامل ، مؤمنة أن القيادة الرشيدة ورؤية 2030 من أهم أسباب تقدم وتطور المرأة السعودية، وإلى التفاصيل.
اللمسة الأنثوية
تقول صافيناز فؤاد إن مجال صناعة الشكولاتة متطور بطبعه٬ لابد من الابتكار والبحث عن الجديد٬ واللمسة الأنثوية كانت من أبرز أسباب النجاح، البداية كانت بالتميز في الحجم الصغير للشكولاتة بالإضافة إلى حشوات مختلفة٬ ثم شمل التطوير الحشوات المتنوعة و الشكل و طريقة التقديم٬ وعادة تبحث عن كل جديد،
والتسويق ليس فقط مهمتها في المشروع٬ لكنها تهتم بكل تفاصيله ، تحاول التجديد في القوالب والحصول على قوالب حصرية ؛ فالمرأة بطبعها تميل للتجديد٬ والمملكة تتميز بكثرة مناسباتها٬ وتداخل العوائل٬ وكل عائلة تريد أن تظهر بالأفضل ، وصلنا لكسب ثقة العملاء٬ سواء بالمعاملة الجيدة أو بجودة المنتج٬ والتركيز ليس ماديا٬ إنما الهدف المشاركة في مناسبة سعيدة وإضافة لمسات مبهجة تجعلها أكثر ألقا وسعادة، والآن عدد العاملين زاد بشكل كبير٬ خاصة من الفتيات والسيدات٬ ويغلب على العمالة الإناث أكثر من الرجال لأنهن يحتجن إلى اللمسة الأنثوية٬ فمنتجاتهن كلها صغيرة الحجم وتصنع باليد في كل مراحلها٬ وتحتاج إلى صبر ودقة وهو ما يميز المرأة.
بهجة الألوان
وتضيف فؤاد أنها تحرص على “بهجة الألوان” في كل المنتجات٬ وأنهن تميزن بالألوان منذ بداياتهن وهي صفة لصيقة بـ “naz” ٬ حتى في المعجنات التي تم إدخالها على خطوط الإنتاج٬ أضفن لها الألوان؛ حقيقة أنها تناسب بهجة المناسبات ورونقها.
خط المأكولات الصحية
وتشير إلى أن البداية كانت الشكولاتة٬ ثم الحلويات وبعدها المعجنات٬ والآن أضفن خطاً للمأكولات الصحية٬ يتضمن السلطات بمكوناتها الصحية من الخضروات أو الفواكه المناسبة٬ مع إضافة زيوت وتوابل قليلة ومنخفضة السعرات الحرارية٬ لتصبح وجبة مثالية لمتبعي الحمية الغذائية٬ أو حتى من تريد المحافظة على صحتها٬ بعيدا عن أضرار الزيوت المشبعة والوجبات الدسمة؛ الغالبية أصبحت تبحث عن المنتجات الغذائية الصحية٬
وليس فقط مرضى السكر والضغط فكان خط السلطات٬ بعيدا عن “المايونيز والكاتشب” وغيرها من الإضافات الدسمة٬ يستخدمن المواد الطبيعية ” الأورجانك”٬ كما تم ادخال خط الساندويشات الصحية٬ المصنعة من دقيق “البُر” مع إضافة حبوب “الشيا “وبذور الكتان وغيرها من الحبوب الصحية٬ التي تضفى مذاقا مقبولا للساندويتش٬ وكذلك بعض المقبلات من معجون الزيتون٬ مع مراعاة السعرات الحرارية في كل منتج٬ بل وختم الساندويتش بشكل حصري بمقولة أو عبارة خاصة للمناسبة ٬ وأحيانا بالاسم٬ ولاقى الأمر استحسان العملاء٬ وتزايد الطلب عليه٬ حتى الحلويات من “الكوكيز والكيك” بأنواعه كلها بسعرات حرارية منخفضة.
تجهيز المناسبة بالكامل
وتلفت فؤاد إلى أنهن أحيانا يجهزن المناسبة بالكامل ؛ في الولادات يزيين الغرفة وعمل الهدايا٬ إنما في حفلات الزواج يقمن بالضيافة كاملة٬ من المدخل والطاولات٬ والتقديم المباشر٬ ولكن لا يقمن بترتيب القاعات والكوش.
الاستقلال فكرة غير مطروحة
وتؤكد أنهن لا يملن لفكرة استقلال كلا منهن بمشروع خاص بها؛ المشروع بدأ بثلاثتنا٬ ونحن على العهد٬ رغم أن ماهيناز الآن لديها مشروع “تباتيك ماهي” بالرياض٬ تحف وبراويز مميزة ليست متواجدة في السوق السعودي٬ وذلك لأنها مقيمة في الرياض.
وتشدد فؤاد على أنه كلما كبر المشروع كلما كانت المسؤولية أكبر٬ للحفاظ على السمعة المكتسبة٬ فلا نركن لمعرفة العملاء بنا٬ ولكن التجويد والتجديد المستمر مطلوب مع الحفاظ على الأساسيات٬ وكما يقال ” الحفاظ على القمة أصعب من الوصول إليها”٬ حتى مع العاملين هذه هي التعليمات الأساسية والدائمة٬ قبل البيع نصاحب الزبون٬ نساعده أكثر ونكسب ثقته٬ لأن هناك بعض المشاريع تتكئ على ما اكتسبته٬ فيتراجع مستواها٬ ونعمة من الله أن الزبون يطلبهن في كل المناسبات وليست مناسبة واحدة.
أهمية معرفة صاحب المنتج
وتنوه إلى أن السوق الآن أصبح أكثر انفتاحا٬ ومنصات البيع الإلكتروني أصبحت منافسا قويا٬ فلابد من وضع بصمة مميزة٬ كثير من المنتجات يتم تقليدها٬ فتلغيها على الفور٬ وتستبدلها بمنتج آخر أو طعم مختلف٬ ممكن التقليد يكون في الشكل أو الطعم أو الحشوات٬ لكن مستحيل التشابه المتطابق٬ حقيقة أن “الانستجرام” ساعد على الانتشار٬ لكنه أيضا ساعد على التقليد وأحيانا يختلاط الأمر٬ وردنا يكون بالطعم والإخراج النهائي للمنتج، وهناك نقطة لفت انتباهها لها عديد من الزبائن ، وهي أهمية معرفة العميل بصاحب المنتج٬ أو المكان الذي يدير له مناسبته٬ فمن الصعب الثقة بمنتج يباع على الانستجرام مجرد صورة٬ وتكليف صاحب المنتج بمناسبة زواج أو مواليد٬ فهي مخاطرة ٬ كذلك ضمان مواعيد التسليم٬ وشكل المنتج.
الأسر المنتجة و”يد بيد”
وترى فؤاد أن المنتجات المنزلية تختلف جودتها ؛ هناك سيدات يعملن من المنزل ويكون منتجهن متكامل٬ من حيث الشكل والطعم والترتيب٬ وهناك العكس، ومؤخرا خصصت مكانا في معارضهن للأسر المنتجة٬ لكن بالإضافة لنوعية المنتج وطعمه٬ لابد من التأكد من النظافة٬ والإعداد والتغليف والسعر٬ فالبعض يبيع بأسعار مبالغ فيها٬ وبعضهن يبعن بأسعار مقبولة٬ والأسر المنتجة هم من يتصلون بهن ويعرضون منتجاتهم٬ فإذا كان مناسبا لما يقدمنه٬
وما اعتاده الزبون٬ سواء من ناحية الشكل والمحتوى٬ يرحبن بعرضه٬ وهناك سيدات ينتجن حلويات مميزة وبتغليف رائع٬ والبعض لديه موهبة في إخراج بطاقات المناسبات٬ وهذه أيضا يتم عرضها في الركن المخصص للأسر المنتجة، كما نفذن مبادرة “يد بيد .. مجتمع واحد” لاستضافة الأسر المنتجة٬ وعرض مختلف منتجاتهم بأحد فروعهن في دور كامل شرط البيع بنصف السعر أو بعروض مميزة٬ بحضور العديد من مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي٬ والفكرة تلاقي نجاحا وإقبالا كبيرا٬ رغم أنهن يقدمنها قبيل رمضان فقط.
حلم المصنع
وتكشف أنهن يخططن لتواجد المنتج في السوبر ماركت٬ ويجهزن لذلك حاليا٬ لكنهن كما اعتدن لا ينزلن بشيء إلا إذا كن على ثقة بقبوله٬ يدرسن الخطوات و يعتمدن آراء الزبائن ويحاولن تلبية الأذواق٬ فالسوق الآن أكثر انفتاحا٬ والزبائن على دراية بكل جديد.
فروع خارج جدة
وبحسب فؤاد كثير من العملاء يطلبون منهن فروعاً خارج جدة٬ وهن يمتلكن سيارة مبردة ومجهزة للنقل خارج جدة٬ لكنها تحرص على الإشراف ومتابعة كل خطوة في مراحل الإنتاج٬ لأن المنتج في النهاية يقدم في ليلة مهمة كـ ” الزواج” فلابد أن يكن أهل للثقة، لذلك يتريثن في الانتشار.
مصانع بإدارة نسائية بالكامل
وتعمل صافيناز فؤاد عيد على أن يتحول مشروعها وأختيها إلى مصانع غذائية متخصصة بإدارة نسائية بالكامل ؛ هناك بنات يبدعن في الحلويات والكيك وتزيينها بطرق مبتكرة٬ وأحيانا تكون مجرد هاوية٬ ونتمنى اكتشاف مواهب وتدريبها لتنطلق إلى الحياة العملية بكل ثقة٬
خاصة أن كل العمالة الآن من البنات ٬فعهد الملك سلمان وولي العهد – حفظهما الله- ورؤية٬ 2030 تؤكد أن المرأة السعودية سيكون لها دور أساسي وقوي٬ وحتى الغرب يدرك هذا الأمر٬ فقبل أيام كانت في رحلة عمل بين سويسرا وفرنسا٬ ووجدت ردود فعل غربية إيجابية ٬ وتفاعل قوي وملموس لما سيكون عليه وضع المرأة السعودية في رؤية 2030 ، وهذا يعطيهن مزيداً من الثقة والطاقة الإيجابية والحماس٬ لتطوير أنفسهن ومجالات أعمالهن ، وهن إن شاء الله قادرات.