“العود”أكثر الأشياء ارتباطاً بالشخصية السعودية والخليجية، حتى أن كثير من الأجانب يظنوه منتجاً سعودياً، حيث تفوح رائحته العطرية من المنازل السعودية والخليجية لتمنح سكانها وزوارها احساسا بالتفاؤل والجمال، وفي الأعياد والاحتفالات والمناسبات المختلفة والولائم وجلسات الأهل والأصدقاء ، تشير تصاعد رائحة العود إلى افتتاح المجالس في البيوت الخليجية والسعودية تحديداً، بينما يستخدم “دهن العود” في التعطر والتطيب الشخصي للرجال والنساء، ويعد هذا النوع من العطر الأغلى سعراً على الاطلاق، وقد يصل سعر بعض أصناف “العود الكمبودي” إلى 20 ألف دولار للكيلوجرام الواحد الواحد ، وتشير بعض الروايات إلى أن بحارة وتجارعرب اكتشفوه في رحلة لكمبوديا.
لغات عديدة تعرفه
الاسم العلمي للعود ” AQUILARIA SPP”، والاسم العربي “أشجار العود “، و الهندي”أجار”، والبنغالي” أجارو”، والإنجليزي” إيجل وود”، والصيني”تشن شيان”، ومعناه اللغوي عربياً ” الطيب الذي يتبخر به بعد قطع أغصانه” ، والجمع عيدان وأعواد ، ويستعمل العود في الأيام العادية ، وبكثافة في المناسبات المختلفة.
الهند و كمبوديا بالصدارة
عطر العود الساحر يستخرج من شجرة دائمة الخضرة معمرة، يصل إرتفاعها إلى 20 متراً، تنمو في المناطق الإستوائية من قارة آسيا، خصوصاً في الأراضي الجبلية غير العالية والسفوح ذات التربة الرملية، والموطن الأصلي لهذه الأشجار الهند و كمبوديا و فيتنام و أندونيسيا وماليزيا، ويحتل العود الهندي المرتبة الأولى من حيث الجودة والرائحة العطرة، وقد قل حالياً وجوده؛ لكثرة الطلب عليه ولارتفاع ثمنه، ويأتي في المرتبة الثانية أو الموازية للعود الهندي، العود الكمبودي الذي يمتاز برائحته العطرة وطول مدة بقائه في الملابس.
هل العود اكتشاف عربي؟
تتعدد الروايات عن اكتشاف العود، بعضها يرجع الفضل في ذلك للهنود أو البنغاليون وغيرهم ، لكن إحدى الروايات تشير إلى أن بحارة وتجار عرب كانوا يجولون بسفنهم الشراعية في عدة موانيء بقصد التجارة، وفي إحدى الرحلات البحرية المتجهة لسواحل كمبوديا ، تحطمت إحدى السفن إثر اصطدامها بالصخور وغرقت، وبعدما تمكن بعض البحارة من النجاة بأنفسهم ، وسبحوا نحو الساحل ، اصطادوا بعض الحيوانات والطيور والأسماك ، وجمعوا الأخشاب لاشعال النار والطهي، ولاحظوا أن بعض الأخشاب تتميز برائحة عطرة، ومن هنا اكتشفوا أشجار العود، وبذلك يكون البحارة العرب هم مكتشفو العود.
أسعاره
العود من أغلى أنواع العطور في العالم، ويصل إنفاق دول الخليج على العود بالإضافة إلى المسك والعنبر والعطور التقليدية، ما يزيد عن 3 مليارات دولار سنوياً، ويختلف سعر العود باختلاف نوعية الأخشاب التي يستخلص منها، ويعتبر “العود الأرزق” من أجود أنواع العود وأغلاها ثمناً، وهو عبارة عن قطع سوداء ثقيلة الوزن، أما “عود الصندل” فيستخرج من أشجار الصندل في الهند وجنوب شرق آسيا، “العود الكمبودي” يميل إلى اللون البني وهو من الأصناف النادرة التي يصعب الحصول عليها؛ لأنه يستخلص من أشجار لا تتنج اللحاء المعطر قبل بلوغها الـ 50عاماً، ويباع الكيلوجرام الواحد من “العود الكمبودي” بـ 1500 دولار ، وقد تصل بعض أصنافه إلى 20 ألف دولار للكيلوجرام الواحد.
وسائل خاصة للحفظ
للعود أدوات وأماكن لحفظة ، إذ يعتبر من الأشياء الثمينة، لذا يحفظ في خزائن وحقائب خاصة ، ولا يتم تعريضه للشمس أو الهواء حتى لا يفسد ، وتختلف قوة رائحة العود تبعا للمكان الذي توجد فيه شجرته، إذا كانت الشجرة على رأس جبل كانت الرائحة قوية، وإذا كانت في السفح تكون الرائحة بسيطة، أما إذا كانت في سطح الأرض فهي عادية، ويتم الحصول على أجود أنواع خشب العود من الأشجار المعمرة التي تكون مصابة بنوع من الفطريات، ويتم استخراج خشبها بعملية الحصاد والتقطيع في موسم الشتاء، وخشب العود يتم فرزه من قبل خبراء بحسب معياري اللون والوزن، وينتج عن عملية الفرز تقسيم العود إلى عدة أنواع تختلف جودتها وأسعارها.
طرق الغش
يمكن تمييز العود الجيد من الردئ بوزنه وشمة مع ملاحظة درجة لمعانه، ولصعوبة فعل ذلك فإنه في أحيان كثيرة يكون العود مغشوشاً، ولا يصل الشخص لمعرفة ذلك إلا حين يحترق العود ، وهناك طرق عديدة ومتنوعة لغش العود منها ؛ وضع خشب العود مع مادة الشمع في آلة يتم تدويرها وتحريكها باستمرار فترة زمنية حتى يذوب الشمع، وبذلك يكون العود لامعا وبراقا ، ومن مشتقات خشب العود “دهن العود”، ويستخرج على هيئة سائل يميل لونه إلى اللون الأسود، ويتميز برائحته النفاذة القوية التي تميزه عن سائر أنواع العطور ، ويعتبر دهن العود من الأطياب المحببة إلى النفوس ، والأكثر انتشارا في المجتمع السعودي والخليجي للرجال والنساء ، ويستعمل بشكل دائم بصرف النظرعن نوع المناسبة.