“سامويش ورقي” مدونة صوتية تقدم عرضاً وتلخيصاً مسموعاً لكتب قيمة ، معظمها لم تتم ترجمته للعربية بعد؛ نشراً لثقافه القراءة لمن لا يقرأ ، أو لا يملك الوقت للاجتهاد في بناء علاقه مع كتاب ، “أنس حسين” مؤسس ومقدم “البرود كاست” بدأ تجربة تحويل الكتاب إلى وجبه خفيفة لذيذة يستطيع الجميع تلقيها ببساطة، بعدما لم يجد الاهتمام بالكتاب على القدر الكافي ، ونتيجة قراءته كتب إنجليزية عظيمة لم تترجم للعربية، من هنا بدأت قصة “سامويش ورقي” كدقائق معدودة تشرح رؤية الكاتب وفكرة الكتاب الذي لم يأخذ حقه في النشر والترجمة من الإنجليزية للعربية.
بداية الفكرة
يقول حسين إن البداية كانت بموضوع فلسفي عن طرق البحث وبعض التساؤلات الخارجة عن نطاق المألوف تداولها مع صديق من المجتهدين في البحث العلمي ، ومن ثم وجدا في الحوار قيمه وأهمية كبيرة ، تمنيا لو تنقل ويتم تسجيلها ، وبالفعل تم أخذ الفكرة بجدية لتنفذ ، وتواصل مع أحد الزملاء بخصوص ترجمه كتاب عن الأنظمة الأخلاقية واشترى ميكروفوناً وسجل 7حلقات، كان أساس الفكرة تبسيط المعلومة خاصة العلوم المجردة التي لا ترى أو لا تحس، وفي كل مرحلة كان للمشروع خصوصيته وظروفه الخاصة بداية من المنولوج بحلقات منفردة ، ثم الانتقال من حلقات قصيرة تهتم بالنخبة لحلقات أطول ، يستطيع العامة والنخبة على السواء الاستفادة منها .
اختيار الكتاب
ويضيف أنه بسبب عشقه ونهمه للقراءة لم يكن اختيار الكتب صعباً، خصوصاً من بين الكتب غير المعرّبة التي لم تترجم للعربية من قبل ، لكنه ركز في البداية على نقل تجربة الكاتب ، وهل فعلاً تستحق التقديم ، بإلإضافة لفوائد الكتاب العملية للمستمع واثراء ذائقته المعرفية ، كما تعمد اختصار أهم الأفكار من الكتاب ، والتركيز على هوامشه لتكون الوجبة المعرفية للمستمع أكثر خفة.
إجابة للسؤال المزعج
وينوه حسين إلى أن المشروع كان رداً وإجابة على سؤال مزعج يوجه إليه بشكل دائم: “ماذا قدمت لك القراءة؟”، لذلك كان مشروع “سامويش ورقي” ردة فعل تجاه من لا يلمسون قيمة القراءة المجردة التي لا ترى، لكنه يجدها أقرب لـ”الأكل ” تبعث النشاط وتعطينا الجزء الملموس (الدليل) على نمو المعارف ، كما أن الفكرة بداية للحاق بوتيرة النشر الرهيبة المتسارعة بالعالم الغربي.
علاج رتابته المضمون
ويوضح أنه استخدم في المدونات الصوتية أسلوب جديد لاقتناص المعلومة المفيدة وغير الواضحة عن قصة الكتاب ورؤى الكاتب داخل القصص المطروحة التي شكلت وكونت تفاصيل الكتاب.
التحويل لمحتوى مرئي
ويؤكد حسين أن الجمهور السمعي أكثر عاطفية وسهولة عن جمهور المحتوى المرئي , لكنه رغم ذلك يعمل على تطوير الفكرة للوصول إلى المستوى المطلوب لتحويل المواد الصوتية إلى محتوى مرئي ذو طابع مميز ومختلف.
مشروعات «تحت التنفيذ»
ويكشف أن أهم المشروعات المقبلة ؛ كتاب فلسفي جسده مسلسل أمريكي يتحدث عن فلسفة الحياة، ومحاولات لإنشاء قناة يوتيوب بجودة عالية، ونسخ “بورد كاست” جديدة أكثر تخصصية من خلال التركيز على مفهوم التمكين، “تمكين الإنسان من نفسه ومن دنياه وعالمه الحالي”؛عبر تسليط الضوء على أهم القضايا والمشاكل اليومية التي من الممكن أن تواجه أي فرد في المجتمع، وعرض بعض السير الذاتية المختصرة لشخصيات مغمورة، لنستنتج منها بعض القيم الأخلاقية التي قد تنفعنا في الحياة.
الموسيقى تكمل «الوجبة»
ووفقا لـ”أنس حسين” لا يجد صعوبة في انتقاء الموسيقى المصاحبة للمقاطع الصوتية في “البورد كاست” ؛ لأنه موسيقي عزفاً واستماعاً ويجد روابط بينه والموسيقى مثل المتلازمة التي تصيب بعض الأشخاص عندما يستمعون للحن معين ويترجمونه إلى ألوان واحساس ومعان ، لذلك يجد في نفسه القدرة على الربط بين ما يقرأه أو يسمعه وبين الموسيقى التصويريه المناسبة التي تجعله يعيش المشهد ، ويتم توليف الموسيقى باستخدام برامج بسيطة تدمجها مع الصوت.