التدخلات الإيرانية السافرة في شؤون الدول العربية وما تقوم به أذرعها الإرهابية في عدد من دول الإقليم تجاوزت كل الحدود، فبعد انقلاب الحوثيين على الحكومة الشرعية في اليمن واختطاف ما يسمى حزب الله للدولة اللبنانية تطاول الحوثيون بإطلاق الصواريخ الباليستية على المملكة وكان آخرها استهداف العاصمة الرياض، وتزامن ذلك مع تخريب خطوط النفط في البحرين.
هذه الأحداث وما سبقها أثبتت أن حكام طهران يرفضون كل دعوة للالتزام بعلاقات حسن الجوار والكف عن إثارة الفتن المذهبية والطائفية لأن هدفهم تفتيت الأمة العربية وتدمير مقدراتها ومن ثم إكمال الهيمنة على بعض دولها فكان لابد من كبحها واتخاذ موقف موحد حيالها.
لقد جاءت قرارات مجلس الجامعة العربية عقب اجتماع الوزاري العربي في القاهرة مؤخراً حازمة وحاسمة في إدانة تدخلات إيران في الدول العربية وتأكيد حق المملكة العربية السعودية في الدفاع الشرعي عن أراضيها ومساندتها فيما تتخذه من إجراءات ضد تلك الانتهاكات في إطار الشرعية الدولية وتكليف المجموعة العربية في نيويورك بمخاطبة رئيس مجلس الأمن لتوضيح الخروقات الإيرانية لقرار المجلس في شأن الصواريخ الباليستية، وما تمثله من تهديد داهم للأمن القومي العربي.
وهذا ما أكد عليه مجلس الوزراء في جلسته برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ، حفظه الله، في الرياض أمس من إدانة لجميع الأعمال الإرهابية التي تقوم بها إيران وتدخلاتها المستمرة في الشؤون الداخلية العربية التي من شأنها تغذية النزاعات الطائفية والمذهبية، وضرورة امتناعها عن دعم الجماعات التي تؤجج هذه النزاعات لاسيما في دول الخليج العربي، ومطالبتها بإيقاف دعم وتمويل المليشيات والأحزاب المسلحة في الدول العربية.