(ليتني طقاقه) عبارة نسمعها من شريحةٍ كبيرة في لحظات المرح أو الضجر بسخريةٍ من الواقع حينما يدب اليأس بنفوسهم بعدم جدوى شهاداتهم نظير تواضع مؤهلات محي الأفراح الذين يجنون في الليلة الواحدة ما يوازي في بعض الاحيان شهرين أو ثلاثه للبعض خلال عدة ساعات فقط باليوم الواحد.
هو سؤالٌ واحد تم توجيهه إلى قراء مجلة اقرأ : هل تمنيت في لحظة أن تكون مطرب حفلات؟، فكان كفيلاً بأن يستفز مشاعرهم.
سؤالٌ موجع
تفاعلت الصحفية مرام مبارك تجاه السؤال قائلةً : يا إلهي ما هذا السؤال الموجع؟، فأنا لا اتوقع بأن هناك أحداً لم يتمنى ذلك في ظل الوضع الراهن الذي يُقاسي منه الأغلبية.
هذا زمن المهارات
ووضح الأستاذ “نصر الفريد” أن الواقع يعكس لنا أن هذا الزمن لم يعد يُعنى بالشهادات شئنا ذلك أم أبينا، فزمننا هو زمن المهارات. فمشاهير السناب أصبحوا يتقاضوا في البوست الواحد أكثر من راتب موظف في ستة شهور.
راتب لايُغطّي الاحتياجات
وقالت السيدة “حياة جملول” تعقيباً على الموضوع : كلنا للأسف مررنا بلحظات تمنينا فيها أن نكون مطربات حفلات، فنحن “نكرف” طيلة الشهر والراتب لا يكاد يكفي احتياجاتنا، أما محيوا الحفلات في ليلة واحدة ولمدة ٤ ساعات يتقاضون مبالغ كبيرة.
وأشارت أخصائية التغذية “رند بدوي” ساخرةً انها تمنّت العمل في احدى قنوات الرقص” بعد أن سمعت بأنهم يتقاضون أجوراً أعلى من رواتب أخصائي التغذية.”
الشهادة في سُبات
ووضحت السيدة “جهاد حسن” أنها تمنّت كثيراً دخول من أوسع ابوابه وتترك الشهادة الجامعية في سباتها العميق، لكن ما منعها أن ليس لديها صوتٌ جميل.
طقاقة ضحكت لها الحياة
ووضحت “بدرية القرني” أنه يوجد في منطقتهم “طقاقه” معروفه وتتقاضى اجراً كبيرة، كلما رأيتها حفلات الزواج تذكرت ايام المدرسة ومستواها الدراسي المتدهور، وتعبي واجتهادي المستمر لأكون من المتفوقات، لكن حالياً هي من ضحكت لها الحياة.
حققت أحلامي
أمّا الأستاذة “ميثاء ال مساعد” فقد نفت أن تكون مّت بلحظات تمنّت فيها أن تكون مطربة حفلات قائلة : الحمدلله شهادتي نفعتني كثيراً، واستطعت في حياتي تحقيق احلامي بإرادتي وعزيمتي.
وقال الاستاذ “عبدالله باكدم” وان كان أجري سيصل الى ٥٠ الف ريال فلن أقبل أن أكون مطرب يحي الحفلات، لكن أسمع كثيرا عن النساء اللواتي يتمنين ذلك.
سيدة أعمال : لا ضير من مجال (الطقاقات)
وتوجهنا إلى سيدة الاعمال سارة خاشقجي لمعرفة رأيها فوضحت أنه بغض النظر عن (طقاقة) أو سيدة أعمال فهي ترى أن على الشخص أن يخوض غمار المجال الذي يحبه، فلا ضير من مجال احياء الحفلات في حال كان الشخص يحبه ويجد نفسه فيه.
وفي مجال الأعمال تنصح الشباب عندما يبدئوا المشروع الخاص بهم أن يكون لديهم تجاهه حبٌ وشغف حتى يكون تعبهم ذو لذة وطعم، وأن يقوموا بدراسته جيداً قبل البدء فيه، وان يعطوه كل وقتهم واهتمامهم وقوتهم، ويجب عليهم عدم الاهتمام بإرضاء الناس في المجال الذي يرغب الشخص أن يعمل فيه.
ردود الفعل صادمة وطببيعية
وبعد تلقي العديد من وجهات النظر التي غلب عليها التأكيد بحلول لحظات تمنّى فيها الكثيرون أن يكونوا “محيوا حفلات” لكون الشهادة والاجتهاد لم تنصفهم مادياّ، توجهت صحيفة “البلاد” إلى التربوي الأستاذ علي يماني الذي اعتبر أن النتائج وردود الفعل التي تم رصدها (صادمة) وأيضاً طبيعية في ظل الاحباط الموجود لدى بعض الشباب والفتيات بسبب أن شهاداتهم وخبراتهم لم يحصلوا من خلالها على المردود المادي الذي يوازي من وجهة نظرهم جهدهم في الوظائف الحالية.
فأشار إلى 5 نقاط تمكّن المرء من تحويل هذا الاحباط والسلبية إلى ايجابية وحافز نقاط:
1- الموهبة : فمن الملاحظ ان هذه (الطقاقة) أو (المطرب) كان لديه موهبة وقام بتنميتها ، لذلك لابد من الشباب والفتيات أن يقوموا بتنمية مواهبهم على شكل فرص عمل ومهن يمارسونها في المستقبل.
2- العمل الحر وريادة الأعمال : الكثير ينتظر الوظيفة المكتبية ونسوا موضوع العمل الحر وريادة الأعمال التي تساهم في تطور العديد من الدول الاخرى، وحاليا نجد الكثير من الشباب اللذين قادوا العديد من الاعمال الى مستوى عالي بحكم اختلاف التخصصات. لذلك اقترح أن يتم انشاء مؤسسة عملية تضم تخصصات مختلفة للشباب والفتيات ويتم العمل مع بعضهم بشكل تكاملي لإنشاء مؤسسة خدمة مجتمعية تقدم للمجتمع خدمات كبيرة فتعود لهم بمردود مالي.
3- التدرج المهني وعدم اليأس : فهؤلاء المطربين والطقاقات بدئوا من الصفر، وكانوا صغاراً في مجالهم، ثم تدرجوا ليصبحوا مشهورين. وشبابنا يريدوا البدء ويصبحوا مشاهير على الفور، لذلك عليهم التدرج في اعمالهم ويتطوروا حتى يصلوا الى الهدف المنشود.
4- العلم والشهادة هي سلاح في اليد : فهو يستطيع من خلالها العمل في أي مكان في العالم، أما المطرب والطقاقة قد ينطفئ نورهم في أي لحظة ويتم نسيانهم.
5- استحضار النيّة : في المهنة يقدم الانسان خدمة كبيرة للوطن وللمجتمع لذلك يجب استحضار النية وهذا يمنح راحة كبيرة، والمردود المادي سيأتي بإذن الله.
150 ألف في الليلة
وفي المقابل توجهت البلاد إلى عدد من المطرين المتواجدين في الساحة ومشهورين بإحيائهم لحفلات الزفاف، كانت البداية مع مدير أعمال مطرب معروف بتواجده النشط في أفراح العديد من العوائل السعودية والخليجية، وعند الحديث عن أسعار إحياءه لليلة الواحدة أضح أن أسعارهم تختلف باختلاف المناسبات وأماكن تواجدها ففي مدينة الرياض تكون ما بين 75 ألف – 100 ألف ريال بحكم استقراره فيها، أما خارج مدينة الرياض فإن المبلغ لا يقل عن 150 ألف ريال،
موضحاً أن مواصفات مكان الحفل تؤثر أيضاً على موافقتهم من عدمه خصوصا أنهم يحرصون أن يكون المكان لائقاً بالمطرب وشعبيته، مبررا أن ذلك ليس تكبراً وإنما انعكاس لقيمته في السوق. وعن سبب ارتفاع سعر المطرب أشار أن الأمر يعود إلى التكاليف التي يتم تجهيزها في كل حفل فكل شخص في الفرقة بناءً على خبراتهم يستلمون مبالغ تليق بهم لتصل إلى 6000 ريال، وذلك يختلف عن مطرب عادي يستلم اعضاء فرقتهم ما بين 500 – 1500 ريال.
وحول إن تم تحديد اسعار المطربين تجاه إحيائهم لحفلات الزفاف للحد من الاسعار الباهظة أشار أنهم لن يتأثروا، على العكس فإن الإقبال سيزيد عليهم وسيزيد عدد الحفلات التي سيقومون بإحيائها لذلك لن يترتب عليهم خسائر، لكن من سيتضرر هم المطربون المبتدئين وذو الجماهيرية المتواضعة.
نرحّب بتوحيد الأسعار
ووضح الاستاذ محمد عبدالقادر مدير أعمال الفنان السعودي (راكان)، بأنهم سعرهم يصل في حفل الزفاف إلى 70 ألف ريال، بغض النظر عن مكان الحفل، فالأمر يتوقف على من يرغب بـ (راكان) ويدفع المبلغ. وتجاه غلاء الأسعار يرى ان هذا التسعيرة ليست باهظة على فنان ذو سمعةٍ ومعروف مثل (راكان) وادائه يحبه الكثيرون، وأنهم من خلال هذا المبلغ يسيرون مع التيار، لكونه من الصعب أن يضعوا أسعار أقل عن غيرهم.
ورحب الاستاذ محمد بفكرة توحيد التسعيرات تجاه مطربوا احياء حفلات الزفاف، لأنه يرى بذلك سيكون في مقدور اغلبية العوائل احضار الفنان المحبوب لديهم في مناسباتهم.