الفكرة تكون أجمل عندما يتشاركها إثنان؛ هذا ما حدث مع محمد الشرقاوي الذي اتفق مع أخيه ليبدءا سوياً مشروع “الوافل اللذيذ” قبل دخول رمضان الماضي؛ ولم يمنعه عمله في محل المثلجات “باسكن روبنز” من جدولة يومه وترتيب أوقات عمله بين الدوام في محل المثلجات وعمله بـ” التراك”؛ بل أن عمله في “باسكن روبنز” لبيع الآيس كريم والحلويات ؛ جعل فكرة التراك محل تفكيره واهتمامه، وكانت أولى خطوات التنفيذ التوجه لمدينة الرياض بحثاً عن عربة تراك تناسب المشروع وذات جودة عالية.
· «التفصيل» بالرياض
ويرجع الشرقاوي سبب توجهه إلى الرياض رغم توفر العربات في جدة ؛ إلى رغبته في تأسيس مشروع ناجح يريد له الاستمرار ، ويضيف أن عربات التراك في جدة جودتها منخفضة رغم تقارب أسعارها مع أسعار عربات الرياض ، مع فارق الجودة والخبرة الذي يميل بشدة لصالح العاملين بمجال تصنيع وتجهيز العربات في العاصمة، وبفارق بسيط جدا في السعر؛ حيث بلغت تكلفة “تفصيل” العربة 20 ألف ريال؛ بينما التكلفة في جدة تترواح بين 17و20 ألف ريال.
· التكلفة حسب التجهيزات
ويشير الشروقاي إلى أن التكلفة الاجمالية لأي عربة تترواح بين 50 و90 ألف ريال ، ويصل سعر بعض العربات إلى 100 ألف ريال ؛ تبعاً لنوعية المنتج الذي يقدمه صاحب العربة وما يترتيب على ذلك من تجهيزات للعربة من الداخل؛ إلا أنه في حالة الشرقاوي كلفته عربته بالتجهيز الداخلي 50 ألف ريال؛ بالإضافة إلى 3 آلاف ريال ؛ تكلفة “الفنش” أو اللمسات الأخيرة ” تصميم الشعار وتنفيذ الاستيكرات على العربة وتلبيس الثلاجات والبيزنس كارد”.
· خطوة بطريق الألف ميل
ويفسر الشرقاوي أسباب اختياره بيع ” الوافل والحلويات والمشروبات الباردة مثل الميلك شيك وغيرها” ، بأن عمله في “باسكن روبنز” أوحى له بنوعية المنتجات التي سيعرضها بالعربة ، كما أن الإقبال على هذه النوعية من المنتجات كبيرجداً ؛ بالإضافة إلى أنه شخصياً يحب صناعة “الوافل والحلويات ” ، رغم بعض العقبات التي يجدها الشرقاوي بسيطة في حال وجود الاصرار والعزيمة على التواجد والنجاح وتخطي اول خطوة في طريق الألف ميل.
· التنقل والكهرباء
وبحسب الشرقاوي ، مشكلته الأساسية في تثبيت الموقع؛ لأن تحريك التراك وانتقاله مرهق للغاية ، حيث تنقل بين “طريق المدينة” الذي كان فاتحة خير عليه وأخيه ، خاصة مع تقديمهما عروضاً للبيع بنصف الثمن ، مما ساهم في استقطاب كثير من الزبائن ؛ حتى أن بعض العملاء القدامي يترددون على العربة حتى الآن في المكان الجديد بـ” الرحيلي” ، ومشكلة الشرقاوي الأخرى الكهرباء ؛ المولدات سعرها مرتفع بشكل كبير ، ولو كانت “فاتورة” ستوفر عليهم نفقات وجهد .
· دعم الأصدقاء
اصرار محمد الشرقاوي وأخيه على النجاح والتخطيط لتملك سلسة محلات خاصة بهما؛ لم يأتي من فراغ حيث كان ومازال دعم الأصدقاء عنصراً أساسيا في مسيرتهما ، ويختتم الشرقاوي بأن حياته الاجتماعية لم تتأثر كثيراً بسبب دعم أصدقائه وتواجدهم الدائم في منطقة التراك ومساعدتهما ؛ الأمر الذي يجعله وأخيه يشعران وكأنهما يقضيان بالتراك وقتاً للسمر والتسلية ، لكن مع وجود عمل وعائد مادي جيد: المسألة كلها مرهونة بجدولة وترتيب الأوقات فقط.