على مدى تسعة عقود مضت تميزت العلاقات السعودية الروسية بالأهمية لكلا الطرفين ، والحرص على التفاهم المشترك بين قيادتي البلدين، فالمملكة وروسيا تمتلكان إمكانيات كبيرة في مختلف المجالات وفرص متاعظمة للتعاون المشترك لما فيه مصلحة الدولتين والشعبين الصديقين على كافة الأصعدة وبما يعزز الاستقرار الإقليمي والأمن والسلم الدوليين ،
الأمر الذي عزّز من مكانة هذه العلاقات، والارادة الثنائية على تقويتها في مجالات متنوعة تعود بالنفع المشترك، خاصة خلال عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ، حيث تتوج زيارته التاريخية – حفظه الله – إلى روسيا متانة هذه العلاقة وتطلعات البلدين لتطويرها.
في هذا يتصدر التعاون الاقتصادي والاتفاقيات الضخمة المتوقعة خلال الزيارة عناوين مهمة لتميز العلاقات السعودية الروسية ، كما تحرص المملكة على تجربة تعاون جديدة مع روسيا ،
فإلى جانب التعاون السياسي والاقتصادي وجهت الرياض بوصلة برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي إلى أعرق الجامعات الروسية المعروفة في العالم، ضمن قوائم المبتعثين والمبتعثات والدارسين في نحو 30 دولة في العالم تجاوزت أعداهم 189 ألف ، يتلقى معظمهم التعليم في أفضل 200 جامعة موصى بها عالميًا، في تخصّصات متنوعة.
وهكذا لا تقتصر العلاقات السعودية الروسية على الجوانب الاقتصادية والسياسية فحسب بل تتعداها لتشمل الجانب الثقافي والإعلامي والرياضي، وبرز الاهتمام الروسي بالثقافة العربية في القرن السابع عشر حين ظهرت أول ترجمة لمعاني القرآن الكريم بحسب مجلة البحوث العلمية الصادرة من الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء، وذلك في مدينة بتراجراد الروسية “لينينجراد” حاليًا.