تتزاحم الأفكار وتتشابه المشروعات٬ خاصة تلك التي تعرف طريق البدايات المجردة٬ بعيدا عن إرث عائلي أو تاريخ مهني٬ وهذا ما حدث مع سلوى عبدالله مقلان٬ خريجة كلية التربية الفنية بجدة، والتي انتقلت بين أكثر من فكرة لتصل إلى صناعة الصابون منزليا٬ ولم تكتف بذلك ولكن الصابون الخاص بالمواليد٬ ونتعرف في حوارنا معها عن تفاصيل مشروعها..
• أين الأسرة من حياتك؟
زوجة وأم لولدين تعتبر أسرتها الصغيرة هي كل حياتي، وأكرس وقتي لسعادة وراحة هذه الأسرة، وعندما فكرت في مشروع كانت وما زالت أسرتي دائما أمام عيني.
• كيف كان الوصول لفكرة مبتكرة لبداية مشروعك؟
اشتغلت بمجالات كثيرة مرتبطة بدراستي وهوايتي في نفس الوقت، مثل فن الرسم على الجسد (التاتو المؤقت) والتصوير والتدريس وغيرها الكثير، ولكني لم أكن أجد نفسي في أي من هذه المجالات، بحثت كثيرا عن فكرة مبتكرة لمشروعي الخاص، إلى أن وصلت إلى فكرة غير اعتيادية والأهم أني وجدت فيه بصمتي الخاصة، حتى بدأت فكرة تصنيع الصابون منزليا قبل خمس سنوات، لمجرد التسلية وشغل أوقات الفراغ، وأول مرة كانت تجربة فاشلة والثانية والثالثة والعاشرة، جميعها باءت بالفشل، خاصة في الشكل، وعندما خرجت أول صابونة على شكل وردة بالشكل الذي كنت أريده، اعتبرتها بداية النجاح، وكنت أفكر بشيء مميز وغريب، وغير معتاد في السوق السعودي، وفكرت بأشكال تخص المواليد، خاصة وأن كل دقيقة يولد مولود، وكل يوم هناك زيجات كثيرة، فقررت أن أصمم أشكال تناسب جميع المناسبات.
فكان مشروع “سلوى مقلان لصناعة الصابون.
الأقارب أولا
• وكيف كان التسويق لمشروعك؟
كعادة المشاريع الصغيرة التي تبدأ أولى تجاربها باستطلاع رأي الأهل والمقربين في المنتج٬ واعتبارهم السوق الأول أحيانا، هكذا بدأت في الترويج لمشروعها والأخذ برأي الأهل والصديقات في المنتج، وعندما وجدت تفاعلا وتشجيعا من الجميع قررت الانطلاق، والبحث عن مزيد من الأفكار التي تجعل المنتج أكثر تميزا ومن ثم أكثر طلبا.
وعملت في البداية على الخامات المتوفرة في السوق المحلية، وأطلقت على المشروع اسمي “سلوى مقلان Salwa Moglan “، وكانت الصعوبة في تواجد بعض المواد والقوالب، ولكن كنت أحصل عليها من كل بلد أسافر إليه، وأصبح البحث عن الأشكال الجديدة والقوالب المميزة هدفي لتطوير مشروعي.
البازارات
• هل البازارات وسيلة التعريف الأولى بمشروعك؟
المشاركة في البازارات وسيلة جيدة للتعريف بالمشروع٬ ولكنها ليست الأهم، ولا اعتمد كثيرا على المشاركات في البازارات٬ ربما اكتفي باثنين طوال العام٬ ولم أشارك قط في أي معرض، والأهم من وجهة نظري هو وسائل التواصل الاجتماعي خاصة الانستجرام ، الذي يعرف بالمشروع ويسهل على كل الأطراف التفاعل والطلب، فالشغف بمواقع التواصل الاجتماعي واستخدام البيئة التي توفرها الإنترنت وسهولة التواصل مع الناس كاف لترسيخ ماركة حتى لو كانت صغيرة، والحمد لله حققت نجاحا جيدا وتميزا مشهودا في مجال تصنيع الصابون، والذي يعتبر زينة أكثر منه للاستخدام.
المشروعات الصغيرة
• هل ما زال المنزل الملاذ الآمن للمشاريع الصغيرة؟
ما يقارب 90% من المشاريع الصغيرة الناجحة تدار من المنزل، ولكن هناك مؤشرات جيدة من واقع الاهتمام بالمشروعات الصغيرة وتطويرها بدأت تأخذ حيزا، لأن غالبيتها تقوم على فكرة التصنيع، فلو تم تنميتها وتطويرها ستتحول إلى صناعات ضخمة تساهم في تنمية الاقتصاد، فقط تحتاج إلى الابتكار والتطوير، وتعلم فن إدارة المشروع.
• من الملاحظ أن غالبية المشاريع الصغيرة هي مشروعات نسائية.. برأيك لماذا؟
المرأة السعودية تعيش فترة ذهبية من خلال دعم خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله- لها، وسمو ولي العهد – حفظه الله-٬ سواء بتولي المناصب أو بتذليل العقبات لدخولها مجالات العمل والاستثمار٬ والمرأة السعودية بدورها يوما بعد يوم تؤكد قدرتها على تحمل المسؤولية، وحققت نجاحات في مجالات غير تقليدية، وما زال أمامها الكثير لتحققه.
وأنصح كل سيدة راغبة في تحسين نوعية حياتها أن تقوم بالخطوة الأولى، ألا وهي البحث عما يجذبها من هواية أو موهبة، وتعمل على تطويرها، وتستخرج من مخزون خبراتها الحياتية ومهاراتها ما يمكنها من إدارة مشروعها، فالمرأة كائن متعدد المهارات لأنها تقوم بأكثر من دور في الحياة٬ هذه المهارات القيادية والإدارية عليها أن تطوعها لإدارة مشروعها الخاص لتسهل طريق النجاح.
المستقبل
• وماذا عن طموحاتك المستقبلية؟
الحمد لله على ما تحقق من نجاح٬ واعتبره مؤشرا لنيل المزيد، فمنذ كنت على مقاعد الدراسة كنت أمزح مع زميلاتي وأقول: «سأصبح يوما بشهرة ماركة كذا أو كذا العالمية» ، واليوم عندما أجد تزايد أعداد المتابعين لي على الانستجرام، أو الطلبات من كل أنحاء المملكة وخارجها، أشعر أن ضياءً من حلمي وأمنيتي ينتشر ليكتمل تحققها – بإذن الله -.