المشرف على كرسي الملك سلمان لدراسات تاريخ مكة المكرمة لـ ( إقرأ )
حوار : محمد حامد الجحدلي
• في حوارنا مع الأستاذ الدكتور عبدالله بن حسين الشريف المشرف على كرسي الملك سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ مكة المكرمة ، والذي استمر لأكثر من ساعة في أجواء مكية غلب عليه روحانية المكان وشذى عطر الزمان ، أمام أكاديمي عاش وترعرع على بطاح وأودية مكة المكرمة ، امتزجت شخصيته بروعة الحديث بلغة سهلة جاذبة ، يقنعك بوجهة نظره بخلفية علمية ، مكنته من أن يكون أمينا على أدبيات هذا الكرسي ، لما له من مكانة تاريخية تشربت جذورها من أقدس بقاع الأرض على وجه الإطلاق ، بل أنه لم يتردد أن يطلب من محاوره الالتزام نصًا بما قال ، فهو عراب الصحافة والإعلام كاتبا ومحررا في عدد من الصحف المحلية ، في مجال تخصصه ( الدراسات التاريخية والتراث الإسلامي ) والذي يعشقه حتى النخاع ، ولا اكتم سرًا إذا قلت بأنني طلبت إجراء هذا الحوار معه منذ ثلاثة أشهر ، ألاَّ إنه في كل مرة يعتذر لمشاغله التي أقدرها ، لكنني حاولت بشيء من الإصرار أن أحظى بهذا الشرف ، في إجازته الأسبوعية فكان لي ذلك ، وسط حفاوته وكرم ضيافته وفنجان قهوته العربية برائحة مكة المكرمة ونكهتها الخاصة .
هدف الكرسي إبراز تاريخ مكة المكرمة
•• البطاقة الشخصية التي يقدم من خلالها ضيفنا الأستاذ الدكتور/ عبدالله بن حسين الشريف المشرف على كرسي الملك سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ مكة المكرمة في هذا الحوار ؟
•عضو هيئة التدريس بقسم التاريخ بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى، المشرف على كرسي الملك سلمان بن عبد العزيز لدراسات تاريخ مكة المكرمة، والذي عمل سابقا رئيسا لقسم التاريخ والحضارة الإسلامية ، ورئيسا لقسم الدراسات العليا التاريخية والحضارية، والأمين العام لمركز الجودة الشاملة والاعتماد الأكاديمي الدولي للدراسات الإسلامية والعربية، ووكيل كلية الشريعة والدراسات الإسلامية للدراسات العليا والبحث العلمي، وهو مستشار وعضو في عدد من الهيئات والمجالس واللجان والجوائز والاتحادات والجمعيات ، وهو من المتخصصين في تاريخ صدر الإسلام ، ومن المهتمين بتاريخ أهل الكتاب وأهل الذمة وعلم الأنساب والأدب، يقرض الشعر ، وكاتب له مقالاته في عدد من الصحف ومنها عكاظ ومكة وغيرهما، وله إسهام إعلامي في وسائل الإعلام المختلفة المرئية والمسموعة والمقروءة .
•• نود في البدء التعرف على أهداف كرسي الملك سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ مكة المكرمة بجامعة أم القرى بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة ؟
• يهدف الكرسي إلى خدمة وإبراز تاريخ مكة المكرمة وتوثيقه وتمحيصه، ودعم البحث العلمي وتعميق الفكر التاريخي ونشر المعرفة التاريخية دراسة وتحقيقا وترجمة ونشرا، وتوجيه البحث في خدمة المجتمع بدراسة القضايا التاريخية والإسهام في حل المشكلات،واستقراء الماضي خدمةً للحاضر واستشرافاً للمستقبل، وأن تكون جامعة أم القرى مرجعاً لتاريخ مكة المكرمة.
•• ما مدى أوجه الدعم المعنوي والمادي الذي يجده الكرسي من إدارة جامعة أم القرى تحديدا ليمضي في تحقيق الأهداف المناطة به وهل هناك جهات أخرى مماثلة في عملية الدعم بوجهيه إن وجدت ؟
خادم الحرمين الشريفين أدرك أهمية الحفاظ على الهوية الوطنية
•اعتمد الكرسي في تمويله الرئيس على وزارة التعليم خلال فترته الرئيسة ووجد كل الدعم من معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور بكري بن معتوق عساس إداريا ولوجستيا وماليا، ويتهيأ الكرسي الآن لمرحلة جديدة ستكون إن شاء الله أكثر عطاءً في خدمة تاريخ مكة والتاريخ الوطني عامة وسيسعى الكرسي فيها إلى البحث في جوانب أخرى تسخر فيها الوسائل والتقنية الحديثة في نشر الفكر التاريخي والإسهام في اقتصاد المعرفة وذلك من خلال إنتاج بعض الأفلام الوثائقية والتطبيقات الالكترونية ونظم المعلومات الجغرافية عن تاريخ مكة ومعالمها الإسلامية وآثارها التاريخية بما يخدم أهدافه الرئيسة ومتطلبات الرؤية السعودية 2030 التي تعمل على استثمار الموقع الجغرافي والمكانة الدينية والتاريخ المجيد والموروث من المعالم والآثار والتراث في التوسع في السياحة والتنمية المستدامة واقتصاد المعرفة الذي أصبح شأنا ملحوظا في جامعة أم القرى وشركة وادي مكة .
•• هناك العديد من الكراسي العلمية والبحثية المماثلة والتي تحمل اسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في عدد من الجامعات السعودية ما الذي يميز كرسيه حفظه الله في جامعة أم القرى وهل هناك تنسيق فيما بينكم وبين بقية هذه الكراسي ؟
• دارة الملك عبدالعزيز والمراكز التاريخية والكراسي البحثية تدل على اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بالتاريخ وعلى علمه يحفظه الله وخبرته وإدراكه بضرورة معرفة الأمم بتاريخها استنباطا للدروس والعبر من حوادث التاريخ ومسارات الحضارات للسير في الطريق الصحيح وتجنب ويلات الماضين، وإدراكه حفظه الله بأهمية التاريخ في الحفاظ على الهوية الوطنية والعربية والإسلامية وتعميق روح الولاء والانتماء بما يعزز الوحدة وتماسك المجتمع وحفظ الأمن والاستقرار لان الإنسان كلما كان على علم بتاريخه المجيد وموروثه الحضاري الثري والعريق ومكتسباته الحضارية العظيمة كلما كان أكثر اعتزازا بهويته وافتخارا بوطنه وولاءً لقيادته واستشعارا للسعادة الوطنية.
ويتمثل معالي الأمين العام لدارة الملك عبد العزيز المكلف الدكتور فهد السماري دوما إذا سؤل مثل هذا السؤال بقول هارون الرشيد أمطري حيث شئت فإن خراجك سيأتيني والمقصود إن هذه الكراسي العلمية التي تسمت باسم خادم الحرمين الشريفين وغيرها من المراكز التاريخية كلها تصب في خدمة تاريخ المملكة الوطني والتاريخ الإسلامي عموما وهي مكملة لبعضها البعض في توثيق التاريخ وتدوين مكتسباتنا الوطنية ونشر المعرفة التاريخية والإسهام في إبراز موروثنا وآثارنا وحضارتنا، فكل كرسي يعمل في مجاله ونحن في هذا الكرسي نختص بدراسة تاريخ مكة وحضارتها ولكل من الآخرين مجاله ، وبينا من التواصل والتكامل ما يعزز دورنا في خدمة تاريخ الوطن.
••ما هي الإنجازات التي حققها الكرسي في جامعة أم القرى منذ إنشائه في كل ما يتعلق بالرسائل العلمية والمشاريع البحثية لطلاب الدراسات العليا ؟
• نظمنا حزم من الفعاليات الثقافية وشاركنا في أخرى داخل الجامعة وخارجها ومنها:
أولا : دورة تخريج المرويات التاريخية والحكم عليها 14-16 / 6 / 1433هـ نظمها الكرسي برعاية معالي مدير الجامعة الدكتور بكري بن معتوق عساس في قاعة الشيخ عمر السبيل بكلية الشريعة خدمةً للباحثين من أعضاء وعضوات هيئة التدريس وطلاب وطالبات الدراسات العليا قدمها ثلاثة من الأكاديميين المتخصصين في علم التاريخ وعلم الحديث وحضرها نحو (200) باحث وباحثة .
ثانيا : المشاركة في الملتقى الثالث للكراسي العلمية بالمملكة بجامعة الملك سعود 12-13/7/1435هـ وذلك بركن لإصدارات الكرسي ضمن معرض الجامعة ، كما شارك الكرسي بورقة علمية في الندوة للمشرف على الكرسي الدكتور عبدالله بن حسين الشريف عن تجربة كرسي الملك سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ مكة المكرمة .
ثالثا : المشاركة في ندوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الإنسان والتاريخ 18/6/1436هـ التي نظمها النادي الثقافي الأدبي بمكة ، وذلك بمعرض الصور التاريخية لمكة المكرمة ومنشورات الكرسي وقد حظي معرض الكرسي بزيارة الشخصيات التي حضرت الافتتاح وأعداد كبيرة من طلاب المدارس وأفراد المجتمع خلال فترة الندوة وحظي بإعجابهم .
رابعا : المشاركة في معرض جدة الدولي للكتاب 12-22/12/2015م ب (15) من كتب الكرسي المنشورة التي حظيت باهتمام وإقبال زوار المعرض .
خامسا : الرحلة العلمية لزيارة المعالم التاريخية بمكة المكرمة 17/6/1437هـ التي نظمها الكرسي بإشراف المشرف الدكتور عبدالله بن حسين الشريف وحضور فضيلة عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية الدكتور غازي بن مرشد العتيبي ومشاركة جمع من الهيئة التدريسية لقسم التاريخ وطلاب الدراسات العليا .
سادسا : مشاركتي باسم الكرسي في عدد من الندوات واللقاءات والبرامج التلفزيونية ولإذاعية والصحفية ومن ذلك : المشاركة ببحث وادي طوى بمكة المكرمة الجغرافية والتاريخية في الملتقى العلمي لجمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في البحرين 19-20/7/1437هـ ، وغيرها من النشاطات الأخرى المتعددة .
•• وهل هناك محاضرات ذات علاقة بأهداف الكرسي تم إقامتها على مستوى جامعة أم القرى أو خارجها واكبت المناسبات الدينية والثقافية ؟
• محاضرة المؤرخ الهولندي أرنولد فروليك حول كتابات سنوك عن مكة المكرمة، وعقدها الكرسي في قاعة الملك عبدالعزيز التاريخية بجامعة أم القرى برعاية معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور بكري بن معتوق عساس وحضرها معالي الأمين العام للدارة الدكتور فهد السماري وجمع كثير من المسؤولين ونحو (300) من والمثقفين والمهتمين بالتاريخ المكي والأكاديميين والباحثين والباحثات
•• هل من نشطات علمية أخرى لكرسي الملك سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ مكة المكرمة في جامعة أم القرى في مواسم الحج والعمرة والزيارة وإلى أي مدى يتم تغطية هذه الأنشطة من قبل وسائل الإعلام المحلية والعالمية في مثل هذه المناسبات والشعائر الدينية ؟
• هناك مشاريع مستقبلية إن شاء الله بالشراكة مع مؤسسات الحج العمرة لتثقيف الحجاج والمعتمرين وفي هذا المجال قمنا بعقد ندوة كبرى عن الطوافة المطوفين نشر إصدارها العلمي في ثلاثة مجلدات رصدت تاريخها وخدماتها وآثارها والسبل إلى تطويرها بما يحقق تقديم أرقى الخدمات لحجاج بيت الله الحرام حتى يؤدوا حجهم بيسر وسهولة .
•• ما مدى التنسيق بين جامعة أم القرى ودارة الملك عبدالعزيز في اختيار مواضيع المحاضرات والشخصيات المدعوة لإلقاء هذه المحاضرات من داخل المملكة وخارجها وهل هي مرتبطة ببرامج زمنية معينيه يتم اعتمادها في وقت مسبق ؟
• أنشئ كرسي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لدراسات تاريخ مكة المكرمة بالشراكة بين جامعة أم القرى ويمثلها معالي مدير الجامعة الدكتور بكري بن معتوق بكري عساس ودارة الملك عبدالعزيز ويمثلها المستشار بالديوان الملكي معالي الأمين العام للدارة الدكتور/ فهد بن عبدالله السماري وبدأ العمل في الكرسي من حينه ومقره جامعة أم القـرى ولذلك فإن للدارة ومعالي أمينها دورا مشكورا في إنجازات الكرسي الثقافية والبحثية بالتكامل مع جامعة أم القرى ولمعالي أمين الدارة دورا رائدا بحكم تمثيله للدارة وأنه عضو الهيئة الاستشارية للكرسي والتي يرأسها معالي مدير الجامعة وتنظر في كل الخطط و المشاريع وتقرها.
••ما هي الأعمال الأكثر إقبالا من قبل المتلقي المثقف في داخل المملكة وخارجها وكيف تتم عملية تقييم معايير الأفضلية وهل هناك لجان علمية مشرفة أعدت لهذا الغرض وإن كُنَّا نحسن الظن مُسبقا في عدالة هذه المعايير ولاسيما وأن أعضاء اللجان معظمهم من الأكاديميين من داخل جامعة أم القرى ؟
• تجد أعمال الكرسي من ندوات ومحاضرات ودورات وغيرها وأعماله البحثية إقبالا من المتلقين متخصصين ومهتمين بل والعامة لأن تخصص الكرسي في تاريخ مكة وحضارتها ولما لمكة من المكانة الروحية ولتاريخها ومعالمها وآثارها وعبقها وقيمتها الخاصة في نفوس المسلمين الذي يجعل منتجات الكرسي أكثر جاذبية وقوة ولا شك أن جميع أعمال الكرسي تقوم على أساس أكاديمي مهني تخصصي يشرف عليها لجان استشارية وعلمية وإدارية وتخضع للتحكيم والمراجعة والتدقيق العلمي وفق منهج وضوابط البحث التاريخي الرصين.
•• أسماء المكرمين من طلاب الدراسات العليا والأساتذة المحاضرين والمشاركين بورش العمل التي سجلت نجاحات علمية بشهادات المتابعين والمكلفين بعملية التحكيم؟
• كرم الكرسي كل الباحثين الذين قاموا بإعداد المشروعات البحثية كما دعم بعض طلاب الدراسات العليا بنشر رسائلهم وكرمهم ، كما دشنت كل أعمالهم البحثية تثميننا وتسويقا.
•• كيف تتم استضافة المشاركين في هذه الأنشطة من إلقاء المحاضرات أو المشاركة في ورش العمل العلمية وهل هناك تعاون مع الجامعة من جهات حكومية أو القطاع الخاص داخل مكة المكرمة أو خارجها في هذا الصدد ؟
• تستضيف الجامعة المشاركين في الندوات والفعاليات الأخرى من خارج الجامعة وتكون الاستضافة للباحثين وعددا من الإعلاميين المتخصصين والمهتمين الذين يثرون الفعاليات بمداخلاتهم وعلمهم وقد تمت بعض الفعاليات كندوة الطوافة والمطوفين بالشراكة بين جامعة أم القرى وإمارة منطقة مكة المكرمة ووزارة الحج، كما وجدت الندوة دعما مشكورا من الهيئة التنسيقية لأرباب الطوائف.
•• هل بالإمكان الإفصاح عن خططكم المستقبلية لكرسي الملك سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ مكة المكرمة في جامعة أم القرى ؟
• يعمل الكرسي على الاستمرار في البحث العلمي والفعاليات الثقافية والانتقال بجهوده في خدمة تاريخ مكة وحضارتها نحو منتجات بحثية وتطبيقات الكترونية وأفلام وثائقية،والتوجه إن شاء الله لمشاريع وفعاليات لنشر الثقافة والتوعية بين الحجاج والمعتمرين خلال المواسم للتعريف بمكة وحرمها ومناسك الحج فيها وتعظيما لحرمة الحرم وحفاظا على أمنه وسلامة قاصديه وتطوير آليات العمل لخدمة للإنسان أيا كان في المعرفة بتاريخ خير البلدان.
حزم من الفعاليات الثقافية داخل جامعة أم القرى وخارجها
•• ما مدى تعاونكم مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وما موقعكم من رؤية المملكة 2030 ؟
• العلم بتاريخ الوطن وأمجاد الأمة معالمها التاريخية وآثارها الإسلامية وتراثها الشعبي ومكتسباتها الحضارية الوطنية من دعامات الحفاظ على الهوية الوطنية والعربية والإسلامية ومن عوامل الانتماء ودواعي الحفاظ على الأمن والاستقرار ووحدة المجتمع السعودي الكبير، ونحن في الكرسي أعطينا اهتماما للعناية بالمعالم والآثار والتراث ضمن دراساتنا التاريخية والحضارية لمكة المكرمة، ولدينا خطط لمزيد من الدراسات وبخاصة في جوانب تطبيق نظم المعلومات الجغرافية على مواقع التاريخ الإسلامي ومعالم مكة وآثارها الإسلامية وإبراز مكانتها وقيمتها الروحية والتاريخية وهي تصب في خدمة الرؤية السعودية التي تعمل على استثمار مكونات أرض الحرمين وبلادنا السعودية أرض العرب ومنارة الإسلام،
والتي كانت ملتقى الحضارات القديمة ومسرحا لكثير من الحضارات البائدة والباقية بما يخدم برنامج التحول الوطني وأهداف الرؤية السعودية2030 ومشاريعها التنموية، وأنا الآن ممن يتشرف بالعمل مستشارا في الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وهناك مشروع اتفاقية تعاون بين الكرسي ممثلا للجامعة والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في طريقه إلى التوقيع إن شاء الله لتوثيق مواقع التاريخ الإسلامي في مكة المكرمة حسب نظم المعلومات الجغرافية سيسهم مع غيره من الدراسات والفعاليات في تفعيل الشراكات العلمية وتحقيق الغايات الوطنية.
•• ما هو دور وسائل الإعلام بتعدد تخصصاتها في تغطية هذه الأنشطة وإبرازها بالطريقة التي تليق بهذه الأنشطة الدينية والتاريخية وتخاطب شريحة من النخب الثقافية والرأي العام داخل المملكة وخارجها ؟
• وجدت فعاليات الكرسي الثقافية ونتاجه البحثي تفاعلا متميزا من وسائل الإعلام المختلفة المرئية والمسموعة والمقروءة والإلكترونية ، وكان للرعاية الكريمة من خادم الحرمين الشريفين لتدشين الكرسي وبعض فعالياته الثقافية وتسلمه لنتاج الكرسي واستقباله لأعضاء إدارته، وتأكيده على أهمية التاريخ وضرورة توثيق تاريخ الحرمين الشريفين وتشرفه بالتلقب بلقب خادم الحرمين الشريفين والتفاني في خدمتهما وخدمة ضيوف الرحمن من الحجاج والعمار والزوار وأن ذلك من واجبات الدولة التي لا تنتظر عليها شكرا، ،
ولما حظي به الكرسي من متابعة وتوجيهات وتقدير سمو مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير مكة المكرمة خالد الفيصل بن عبد العزيز الذي تشرفنا بلقائه ثلاث مرات تسلم فيها منتجات الكرسي البحثية دعما منه وتحفيزا على مواصلة العطاء، ولكون الكرسي وحدة منتجة فاعلة ضمن مخرجات جامعة أم القرى في خدمة الوطن وقد تميز نتاجه بالغزارة والتنوع والعمق والمهنية، كل ذلك أسهم في استمرارية عطاءنا وتفاعل الإعلام مشكورا مع مناشطنا الثقافية ومخرجاتنا العلمية،
وها هو هذا الحوار المشكور من مجلة ( أقرأ ) الموقرة نموذجا للتغطية الإعلامية المتسمة بالمهنية ومتابعة الحراك الفكري وإبراز المنتجات الوطنية وأعمال أبناء الوطن والمؤسسات المنتجة وتثمين جهود ولاة الأمر وفقهم الله لكل خير في الارتقاء بوطننا السعودي العزيز إلى الصدارة العالمية.
••الكلمة التي يختتم بها الأستاذ الدكتور/ عبدالله بن حسين الشريف المشرف على كرسي الملك سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ مكة المكرمة ؟
• كلمة شكر ووفاء وولاء لخادم الحرمين الشريفين الذي تشرفت بارتباط اسمي باسمه وباسم مكة المكرمة الملك سلمان بن عبدالعزيز حامي حمى الحرمين وخادمهما والحرم المكي المقدس من خلال إشرافي على الكرسي نحو (6) سنوات ، والإعلان عن مدى سعادتنا وفوزنا مؤخرا نحن إدارة الكرسي بلقائه حفظه الله وأيده ونصره وكان تشرفنا نحن أعضاء الهيئة الاستشارية للكرسي ولي شخصيا أنا المشرف على الكرسي بالسلام على مولانا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز و إهداءه إصدارات الكرسي الذي يحمل اسمه الكريم وتكرم بالموافقة على إنشائه ودشن انطلاقته قبل سنوات حين كان أميراً للرياض آنذاك وهو المؤرخ المثقف العارف بأخبار أمته وتاريخ وطنه وأنساب قبائل العرب وشؤون المجتمع السعودي المعتني بالتاريخ والراعي للمؤرخين ورائد الحركة العلمية والثقافية في وطننا السعودي العزيز،
وزادنا سعادة ما سمعناه من الكلمات الأبوية والتوجيهات المسؤولة وما دل على رضاه عن هذه الإصدارات وتأكيده على أهمية التاريخ وأهمية تدوين وتمحيص تاريخ مكة المكرمة وتوثيق تاريخ الحرمين الشريفين ومدى تشرفه يحفظه الله بلقب خادم الحرمين الشريفين والمسؤولية العظمى تجاه هذا اللقب وواجب الدولة في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديها من الحجاج والزوار والمعتمرين والطائفين والعاكفين والركع السجود ، فكان هذا اللقاء تتويجا لأعمالنا العلمية ورعاية كريمة لنتاج الكرسي البحثي وتكريماً لإدارة الكرسي والباحثين والباحثات الذين ألفوا هذه البحوث وفي ذات الوقت دعما للعلم وأهل الفكر والقلم.