مجلة اقرا

أنوشكا لـ «اقرأ»: الغناء بالمملكة دون قيد أو شرط

حوار- آمال رتيب
هي «أنوشكا» قطعة السكر ورمز البهجة في الأغنية العربية٬ تمامًا كما يعنيه الاسم الذي اختارته لنفسها منذ بداياتها الفنية٬ ولم تتغير بروحها الجميلة المتواضعة عن أول مرة قابلتها فيها قبل أعوام طويلة٬ انطلق حوارها لـ «اقرأ» بإشادة قوية بالمرأة السعودية التي تعتز بصداقة كثيرات منهن٬ وتحية تقدير لما تواصله حكومة المملكة من تطوير وإصلاح.

ترفيه

عبرت أنوشكا عن سعادتها بما تشهده المملكة من تطوير وإصلاح بشكل عام٬ وبصفة خاصة في الجانب الفني٬ ممثلًا في الهيئة العامة للترفيه٬ وقالت: «انطباعي جيد جدًا»٬ كنت أقابل سعوديات في لندن وباريس٬ على مستوى راق من الثقافة والاهتمام بالفنون والموضة٬ ومن يهتم بهذه المجالات في حياته خارج بلده٬ من المنطقي أن يهتم بها في بلده٬ والحراك الفني في السعودية أمر إيجابي وسيكون له المردود الإيجابي نفسه على المرأة السعودية والشعب بشكل عام. وحقيقة أن هيئة الترفيه نقلة نوعية في مسيرة السعودية٬ وتعبر عن جوهر روح الحداثة الذي تنتهجه المملكة.
وأضافت: متفائلة بالتعاون بين مصر والسعودية٬ المملكة تتقدم بشكل كبير٬ خاصة في الجانب الفني٬ وهيئة الترفيه تقدم مستوى يليق بمكانتها٬ وأسعدني إنشاء الأوبرا٬

٬ وشكل وتجهيزات المسارح التي تقام عليها الحفلات على أعلى مستوى٬ وأتمنى أن يكون هناك إنتاج سعودي ضخم لعمل فني كبير يشارك فيه فنانين من كل العالم العربي.
دون قيد أو شرط
وأكدت أنها على أتم الاستعداد للحضور إلى المدن السعودية والغناء للجمهور السعودي، الذي يتابعها بشغف عبر وسائل التواصل الاجتماعي وترصد تعليقاته وردود أفعاله.
وقالت: ما شهدته من حفلات لزملاء آخرين من فنانين وفنانات مشهود لهم٬ وتفاعل الجمهور معهم بأسلوب متحضر وراق٬ بالإضافة إلى تجهيزات المسرح أو دار الأوبرا٬ كلها مواصفات تجعل الموافقة على الغناء في المملكة دون قيد أو شرط.
كاريزما
كل من يعرف أنوشكا ويتابع أعمالها٬ يكتشف بسهولة شخصيتها المميزة٬ وبصمتها الخاصة٬ لدرجة أنك تتخيل أنها تطوع الشخصية وتجذبها إلى تلك المنطقة من الصباغة الشخصية٬ وبذكاء لا يُظهر ذلك٬ فهل فرضت تلك الكاريزما أدوارا درامية محددة٬ تحصرها في دور سيدة المجتمع الارستقراطية٬ أو كلمات لأغاني لا تتنازل عنها٬ وكذلك الألحان٬ أكدت أنوشكا أن «الكاريزما» عطية ربانية٬ والموهبة هبة٬ وكل ما تفعله هو أن تحترم هذه المنحة الربانية سواء في الأغنية٬ أو المسلسلات٬ وتترك الاختيار لإحساسها٬ ويكون الفيصل هو درجة تفاعلها مع الدور أو كلمات الأغنية ولحنها٬ وهذا هو حالها في الحياة بشكل عام٬ حدسها وإحساسها هو مصدر إلهامها وقراراتها.
الوطنية
تفتخر بأنه يتم تصنيفها بأنها مطربة «وطنية» قائلة: أنا فخورة بمصريتي٬ وأعشق تراب مصر٬ ونحن جيل تربى على الانتماء والاحترام٬ وحب الوطن مغروس فينا منذ الصغر٬ سواءً من الأهل أو في المدرسة٬ والآن نجري حوارًا صحافيًا٬ وغيرنا يلهو ويلعب أو يجلس على كنبة مريحة يشاهد التلفزيون٬ ولكن غيرنا يقف مدافعًا ساهرًا على حمايتنا وحماية الأرض التي نعيش عليها٬ بهؤلاء افتخر؛ الجنود البواسل.
وتستطرد: غير أني ألتمس العذر للشباب٬ الذي لم ينشأ على هذه القيم٬ ولكن في الوقت نفسه أقول» من ليس له خير في الماضي ليس له خير في الحاضر»٬ فالجيل الجديد عليه أن يعرف معنى الانتماء ويعيشه٬ والمحافظة على الممتلكات العامة٬ والاحترام والرحمة.
دويتو
قدمت أنوشكا العديد من الأغنيات في شكل «الدويتو»٬ ولكن لم نرَ دويتو يذكرنا بشادية وكمال الشناوي أو ليلى مراد وأنور وجدي٬ وترد أنوشكا: الدويتو يكون وليد الفكرة٬ فعندما غنت مع المطرب الإسباني أنطوان٬ كان بدعوة من الفرقة الإسبانية٬ ومع محمد منير٬ كانت الأغنية «بلاد طيبة» بالكامل من إنتاجي وفكرتي٬ حتى الكلمات واللحن كان من اختياري٬ وكان صوت منير هو الأنسب من وجهة نظري ولذلك اخترته للدويتو٬ مع هشام عباس كانت أغنية لافتتاح بطولة الكرة الطائرة٬ وهكذا٬ كل دويتو له ظروف خاصة٬ تختلف عن غيره٬ وعندما توجه لي الدعوة استجيب بما يلائم طبيعتي.
وتضيف: لا أنكر أني أفضل هذه النوعية من الأغاني٬ وقدمتها بأكثر من شكل في برنامجي «صالون أنوشكا»٬ بشكل أوبرالي مع العالمي صبحي بدير٬ ومع رامي عياش «فيروزيات»٬ فكل فكرة تختلف عن الأخرى باختلاف الزميل الذي يقدم معي الدويتو.
عمل استعراضي
وتتمنى أنوشكا تقديم عمل غنائي استعراضي٬ كما ينبغي أن يكون لهذا العمل من ديكورات وملابس وتصميم رقصات وحركات٬ واختيار الكلمات والألحان٬ وليست أغنية بها عدد من الحركات العشوائية٬ فالعمل الاستعراضي ليس عملًا فرديًا٬ ولكنه عملًا جماعيًا؛ من راقصين٬ ومدير إضاءة٬ ومصمم أزياء٬ وإكسسوارات٬ ومخرج.
صالون أنوشكا
«كرسي المذيعة لم يكن سهل أبدًا؛ هو أول رد عن تجربتها في تقديم البرامج٬ رغم ما حققه برنامج «صالون أنوشكا» من نجاح وتفاعل مع جمهور العالم العربي٬ وتقول: المذيعة عليها عبء كبير٬ خاصة لو كان الضيف من الأصدقاء أو المقربين٬ وهو ما صادفني في البرنامج.
وتواصل: أعترف بأنني كنت خائفة في البداية من خوض تجربة تقديم البرامج بشكل عام، لكن ما شجعني هو فكرة البرنامج، حيث أغنّي في حلقاته، وأستضيف أصدقائي في الوسط الغنائي، وهو ما جعل الحوار بيننا عفويًا وممتعًا، وساعد في نجاح البرنامج، لأن الجمهور شعر بالتقارب في ما بيننا، وأن الحوار صادق بحيث نستعيد خلاله الذكريات الفنية والشخصية أيضًا، وكانت ردود الفعل رائعة وأسعدتني كثيرًا».
وتضيف أنوشكا أن تقديم البرنامج لن يشغلها عن نشاطها الفني، سواء الغناء أو التمثيل، وأنها تخبّئ مفاجآت لجمهورها ستكشف عنها في الوقت المناسب٬ كما أنها كانت تريد تقديم برنامج بشكل مختلف عن غيره من البرامج الفنية الحوارية٬ فكل فنان بحكم صلتها به تراه من زاوية مختلفة عن تلك التي يعرفها عنه الجمهور٬ وكانت مهمتها هي نقل المشاهد معها إلى تلك الزاوية ليرى الفنان بنظرة جديدة؛ مثل مي كساب٬ أمينة٬ السلطانة الصغيرة مي فاروق٬ والمهمة لم تكن سهلة أن تقنع الضيوف من الفنانين والفنانات بأن يقدموا لونًا مختلفًا، وربما مغايرًا لما عرفه عنهم الجمهور٬ فالمغني مثل الممثل يدخل منطقة معينة ولا يغادرها٬ مثل الممثل الذي ينجح في دور معين٬ فيظل حبيس هذه النوعية.

هيئة الترفيه نقلة نوعية بمسيرة السعودية وأسعدني إنشاء الأوبرا

ميكرفون وإذاعة
حول تقديم برامج جديدة٬ قالت: أحببت فكرة التقديم وكرسي المذيعة٬ خاصة وأن الإنتاج ترك لي الحرية كاملة فيما يمكن أن أقدمه٬ أناقش بعض الأفكار لبلورتها٬ ولكن هذه المرة ستكون برامج إذاعية!
عصر جديد
وتقول إن أغنية عصر جديد التي قدمتها مع خالد سليم ونيهال نبيل٬ كانت لها ظروف خاصة جدًا٬ فتم تصويرها خلال 48 ساعة٬ مكياج وملابس وربطات شعر إفريقية٬ وأجواء شديدة الحرارة والرطوبة لم يسبق أن شهدتها القاهرة٬ ولكن كان داخلنا جميعًا التزام بأن هذه أغنية افتتاح الأمم الإفريقية٬ وعلينا أن تكون بالشكل الذي يشرفنا٬ وتعلمت ربطات الشعر الإفريقية المختلفة التي ظهرت في الكليب من سيدة إفريقية٬ وتعلمت أن كل لفة لها ألوان وقياسات مختلفة٬ فالمسألة ليست بالسهولة التي كنت اعتقدها٬ والحمد لله أن الأغنية عكست حالة من البهجة والحماس.
الساحرة المستديرة
هل غناء أنوشكا لافتتاح بطولة الأمم الإفريقية لكرة القدم٬ أو الكرة الطائرة٬ يقف خلفه عشق خفي للكرة والرياضة٬ قالت إننا للأسف لخصنا الرياضة في كرة القدم٬ ولست ضليعة فيها ولكن ما جذبني هو الفرق بين لاعب فريق ولاعب منتخب٬ هذه رؤيتي٬ فكرة القدم ليست مجرد ساحرة مستديرة يجري خلفها 22 لاعبًا٬ فطريقة اللعب الاحترافية أقرب لسيمفونية ممتعة يجيدها كل العازفين٬ والأخلاق التي تغرسها في المتفرج٬ وحاليًا لا تفوتني أي مباراة للنجم «محمد صلاح» رغم أني لا أفقه شيئًا في الكرة، ولكن أعشق الرسائل التي يقدمها من خلال لعبه، فهو قدوة عملية٬ والمسألة أكبر وأعمق من مجرد لعب.

أتابع حفلات الزملاء بالمملكة والجمهور السعودي متحضر وراق

جراند أوتيل
برعت أنوشكا في التمثيل٬ بإجادة وإتقان٬ تماما كبراعتها في الغناء٬ وكان مسلسل «جراند أوتيل» تتويجا لهذه المقولة٬ وتؤكد: لي تجارب عديدة في الدراما خاصة في السنوات الأخيرة٬ منها: مسلسل حلاوة الدنيا٬ وفيلم هيبتا٬ وهز وسط البلد٬ ولكن كان التتويج لهذه التجربة من خلال حصولي على لقب أحسن ممثلة عن مسلسل «جراند أوتيل»٬ إلى جانب الفنانة هالة صدقي٬ والفنان الكبير د. يحي الفخراني٬ وليس أجمل من أن يتم تكريم الفنان وهو على قيد الحياة٬ فكانت الجائزة مصدر سعادة لي٬ ولكن دائمًا مع كل نجاح أسأل: ما القادم؟؛ فالحصول على قصة جيدة ودور مناسب ليس بالأمر السهل٬ وجراند أوتيل توفرت له كل عوامل النجاح من كتابة جيدة وإنتاج وممثلين ومخرج٬ بالإضافة إلى الإعداد الجيد قبل البدء في التصوير.
وبما يشبه العتاب، تقول: لا ألوم الكتاب٬ ولكن السنة 12شهرًا٬ فلماذا ننتظر اللحظات الأخيرة٬ فيخرج العمل «مسلوقا» بلا نكهة.
الشريرة قسمت
ولأن دور «قسمت هانم» الذي أدته أنوشكا ببراعة رغم شره٬ في مسلسل «جراند أوتيل»٬ لدرجة جعلت المشاهدين يتعاطفون مع قضيتها٬ فهل الشر مبررًا٬ تقول الفنانة أنوشكا عن شخصية «قسمت هانم»: قسمت «شخصية من لحم ودم تمتلك مبررات لأفعالها». وترى أن قسمت لم تكن شخصية شريرة يحركها الشر لمجرد الشر فقط، بل هي شخصية قوية للغاية وفي الوقت نفسه مظلومة في عديد من الأمور، وتعاندها الظروف دائمًا، فكلما كانت تحاول أن توجد حلولًا لمشاكلها تتفاقم المشاكل وتتأزم.
وتضيف أن كل هذه الأمور جعلتها تحب هذه الشخصية للغاية وتتعاطف معها وتبرر لها كل تصرفاتها، بالإضافة إلى ذلك جرأتها، فلم تكره قسمت في أي شيء، لأنها في بادئ الأمر امرأة مظلومة٬ حين كذب عليها زوجها واستولى على أموالها وأملاكها، وتنازلت عن كل شيء باسم الحب والثقة٬ وأمام هذا خانها مع امرأة أخرى، ورغم ذلك لم تنجرح بدرجة كبيرة أمام جرحها الذي سببته لها ابنتها التي كانت تنادي الخادمة بـ «ماما». ولفتت إلى أن «قسمت» كانت تحارب من أجل استرداد كيانها كأم في المقام الأول ثم كيانها كزوجة وضعت كل أموالها بين يدي زوجها لضمان مستقبل مستقر ماديًا لأسرتها، مؤكدة أنها متعاطفة معها لأقصى درجة بغض النظر عن الأسلوب والطريقة التي حاولت أن تسترد بها حقوقها.
ولفتت إلى أن من أسباب نجاح «جراند أوتيل» أنه عمل جماعي راق شامل متكامل، يضم نوعيات مختلفة من الدراما بما في ذلك مشاهد الأكشن، التي نفذت بحرفية عالية، وكذلك المشاهد العاطفية والرومانسية.
غيرة داخلية
عندما يجد الإنسان نفسه ناجحًا في مجال لم يكن مخططًا له من قبل٬ كيف يكون إحساسه٬ توقفت أنوشكا للحظات قبل أن تجيب قائلة: هي ليست غيرة بين الممثلة والمطربة٬ قدر ما هي صعوبة في أن أجد ما يلائمني سواء في كلمات الأغاني والألحان٬ أو دور مناسب يرضي الجمهور٬ فهو صراع داخلي٬ ولكن كما ذكرت أن الإحساس هو الحكم.
رشاقة ولياقة
كل من يشاهد ويتابع أنوشكا يجد أنها من القلائل اللاتي يحافظن على رشاقتهن ولياقتهن، وكشفت أنوشكا عن سر رشاقتها الدائمة وقالت: «ببساطة، أحرص على ممارسة الرياضة، خاصة ركوب الخيل والمشي، وأعتبرهما في غاية الأهمية لأنهما يساعداني في الحفاظ على رشاقتي ولياقتي، كما أبتعد عن تناول الأطعمة الدسمة، وأفضّل تلك الخفيفة، فالرياضة والطعام الصحي هما سر رشاقتي الدائمة».