ارتبط الجمال بالورد منذ وجد وأصبح الورد مضرب المثل بالجمال وتعبيرًا عن الحب، ويعتبر من أجمل الهدايا بين الأحباب والأصحاب.
ومن شدة جماله يتعمد البعض تشبيه المرأة بالوردة، فأصبحت الوردة النباتية وصديقتها الوردة الإنسانية ( المرأة ) وردتان جميلتان جمع بينهما الجمال واللطافة؛ تميزت الأولى بالجمال والرائحة الزكية فشبهوا بها الثانية تفاؤلًا بأن تكون مثلها جمالًا وعطرًا ولطافة، لكن الواقع جعل منهما شبهًا كبيرًا في كل شيء، فهما متشابهتان في كل مراحل الحياة؛ فالوردة كانت في بستانها تحظى بكل الاهتمام من ساقي الورود حتى اكتمل نموها وحان قطافها .
وصديقتها ( المرأة ) كانت في أسرتها محل اهتمامهم حتى بلغت من العمر الزهور بانتظار نصيبها صاحب الحظ السعيد، وبعد قطف الوردة تغلف بغلاف خاص لتقدم لصاحبها كباقة ورد وقد دفع لها ثمن خاصًا، بينما صاحبتها يتقدم لها صاحب الحظ والنصيب، ويدفع لها مهرًا جعله الله حقًا مشروعًا لها، وتلبس فستانها الأبيض لتصبح عروسة.
وهنا تبدأ مرحلة الفراق بين الوردتين؛ فالوردة تذبل وتتحول الى غصن بالٍ وأوراق هامدة، بينما صاحبتها تستمر بالحياة، وقد كفل الله لها حقها من الاهتمام، فبعد أن كانت وردة في بيت أهلها، قال تعالى: ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا ) أمست وردة في عين زوجها، قال تعالى : ( وجعل بينكم مودة ورحمة )، وتمر الأيام لتكون أجمل وردة في عيون أولادها وبناتها، قال تعالى: ( ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا ) وتبقى كالوردة إلى أجل مسمى عند الرحمن الرحيم.
فما المرأة إلا وردة في مجتمعنا؛ فهي الأم والزوجة أو الابنة والأخت، فحافظوا على وردة الحياة من الجفاف؛ فالبر بالأم أولًا والرفق بالزوجة ثانيًا وتربية الابنة على الحشمة والحياء ثالثًا والعطف واللين مع الأخت رابعًا، بذلك نكون قد كفلنا للحب النقاء وللمجتمع الارتقاء وللورد البقاء.
بقلم – فهيد الشمري