مجلة اقرا

عبدالرحمن حجي قصة نجاح بدأت برشفة قهوة

بقلم- نوره العمودي

دائمًا تكون هناك صدفة في حياة كل منا لتحدث فرقًا وتترك أثرًا عظيمًا؛ لقاء أو كلمة وأحيانًا رشفة! نعم رشفة من كوب قهوة هي بداية هذه الحكاية، بالصدفة البحتة، في مطلع عام ٢٠١٤، لتعلن عن بدء وانضمام قصة نجاح جديدة لقوائم قصص النجاح؛ بطلها وصاحبها عبدالرحمن حجي.

 

من هو عبدالرحمن؟

عبدالرحمن حجي أحد خريجي كلية الحقوق من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، يبلغ من العمر ٢٧ عامًا، يعمل بالمحاماة وهو أحد ملاك أشهر محلات القهوة المختصة بجدة مع شريكيه الأخوين حمزة وهنادي عثمان.

كانت صدفة

يحكي عبدالرحمن حجي عن بداية شغفه بالقهوة، ويقول: كنت أشرب القهوة وأشتريها من أي مكان ولا أُفرِّق بين أنواعها، حتى بدأ الموضوع من دبي في مطلع عام ٢٠١٤ حين كنت مع أحد الأصدقاء ودعاني لمشاركته شرب أحد أنواع القهوة، ووجدت أن مذاقها رائع وقد شدني، ومنذ ذلك اليوم بدأت أقرأ وأتعمق أكثر في عالم القهوة، حتى أنني أصبحت أصنع قهوتي لنفسي في المنزل، ولم تأت نهاية ٢٠١٤ إلا وعدة القهوة منتشرة في كل أرجاء منزلي.

ويكمل: لقد كنت أواجه حيرة الأهل والأصدقاء واستغرابهم من عدة القهوة الكثيرة بالتبسم، فقد كان الجميع يستغربون من اقتنائي لها، ودائمًا يتساءلون: “تضيّع فلوسك على القهوة؟” وكنت أجيبهم بأن “كيفي جاء على القهوة”.

وأستمتع جدًا بطلب الناس مني إعداد قهوتهم لهم، فالموضوع تعدى الحب والشغف إلى اللذة والاستمتاع بها.

ذات يوم

وذات يوم جاء فيه صديقه حمزة عثمان (شريكه الحالي في محل القهوة) إلى منزله بعد رحلة ابتعاث في أمريكا، وقدم له عبدالرحمن كوبًا من القهوة وتفاجأ صديقه بلونها الفاتح حتى ظنّ أنها شاي! وبعد أن تذوقها صرح لعبدالرحمن بأنه ولأول مرة يشعر بأنه يشرب قهوة حقيقية. ومن هنا بدأ التعاون والشغف، حين بدأ صديقه يشاركه نفس الهواية والاهتمام.

ويقول عبدالرحمن أنه دائمًا كان يواجه سؤال صديقه حمزة له :”طالما تجيد صنع القهوة فلم لا تبيعها؟” وكان جوابه المعتاد والمكرر على هذا السؤال أنه يعرف كيف يصنع القهوة، لكن لا يعرف كيف يبيعها، وبالتحديد لا يفهم في مجال الـ “بزنس”.

أول خيبة

اتفقا بعد ذلك على أن تكون العملية تبادلية، عبدالرحمن يعلمه صنع القهوة، وحمزة يعلمه كيف يسوّقها ويبيعها، وجاء حمزة يومًا ومعه أحد المستثمرين، وعرضا عليه فكرتهما، وقاموا بالدراسة الكاملة لمشروعهم وتوصلوا لتكلفة مبدئية وصلت إلى المليون ونصف المليون ريال! في الوقت الذي لم يكونوا يمتلكون حتى ١٠٪ من هذا المبلغ الكبير، ولم تسير الأمور كما أرادوا لها.

بداية الطريق

بعدها عرضت عليهما هنادي عثمان (الشريك الثالث) المشاركة في ركن لصنع وبيع القهوة بإحدى الفعاليات المقامة في مدينة جدة، بعدما لاحظت عدم وجود أي مشاركة من محلات القهوة. وترتبت الأمور وقرروا المشاركة قبلها بـ١٢ يومًا فقط، ووزعوا المهام عليهم؛ فسافر عبدالرحمن للرياض ليشتري المعدات، وتكفل حمزة بإحضار النجار الذي سيجهز ركنهم، وهنادي قامت بتنفيذ فكرة الشعار، وكانت هي المشاركة والخطوة الأولى ليعرفهم الناس في الأول من شهر مارس عام ٢٠١٨.

ويذكر عبدالرحمن أنه لم تكن هناك أرباحًا كبيرة تُذكر، ولكن الأهم بالنسبة لهم كان التجربة والإحساس بها.

ومع نهاية الفعالية جاء أحد المنظمين وطلب منهم المشاركة في فعالية أخرى، وشاركوا بالفعل وبدؤوا بعد ذلك في تكرار التجربة ثالثًا ورابعًا، وأخذ الاسم يُعرف أكثر وينتشر بين الناس.

وكما حدث في كل ما سبق، وعلى سبيل الصدفة البحتة أيضًا، عُرض عليهم من أحد المعارض المعروفة المشاركة في بيع القهوة من خلالهم، وتمت التجربة، ونجح الأمر، واليوم عبدالرحمن وشركائه الاثنين مُلاكًا لأشهر محلات القهوة المختصة في جدة.

الشغف سر النجاح

بدأت القصة من رشفة قهوة، وانتهت بواقع ملموس لم يكن يومًا هدفًا ولم يخطر على البال، ولكن دائمًا هناك شعور ذاتي وإيمان بالشغف، وتوفيق من الله يسخر الأسباب، وقد نجح صاحب القصة في اتباع شغفه والتعمق فيه وتطويره، حتى أنه أصبح مصدرًا للرزق والكسب.

وعلى هامش القصة يقول عبدالرحمن حجي كلمته الأخيرة: اعمل ما تحب، لتحب ما تعمل وتنجح فيه وتبدع.