«لا موسيقى في الأحمدي» يُعيد لدراما الكويت زمنها الجميل
إقرأ
بقلم- أميمة الفردان
عودة إلى حقبة الأربعينيات والخمسينيات وصولًا إلى السبعينيات من القرن الماضي، في الكويت والسعودية وعُمان، تشهدها الشاشة من خلال العمل الدرامي «لا موسيقى في الأحمدي» للكاتبة منى الشمري والمخرج محمد دحّام الشمري؛ يرصد العمل حياة عدة أسر في ذلك الزمن مضيئًا على شخصية «عضيبان» وهو رجل كويتي تعود أصوله للقصيم في السعودية، صاحب مكانة كبيرة في المجتمع، ولديه ابن وحيد هو «حمد»؛ الذي يعمل في حقول النفظ في الأحمدي، ويتزوج مرتين، الأول زواج تقليدي من حصة، والثاني من جليلة وهي ابنة مهندس عراقي يعمل معه. كل ذلك في موازاة حكايات متشابكة من ذلك الزمان، تحمل الكثير من التشويق.
الكاتبة منى الشمري استندت إلى نصوص باحثين كويتيين وسعوديين حرصًا على الأمانة بعد فوزها بجائزة الدولة التشجيعية عن روايتها «لا موسيقى في الأحمدي»، حوّلت الكاتبة نص الرواية إلى سيناريو وحوار مسلسل بالاسم نفسه.
أعماق البيئة الكويتية
تقول الشمري: «نحن أمام مسلسل تراثي فيه حقب زمنية متنوعة تغوص في أعماق البيئة الكويتية، وخطوط درامية أخرى ترتبط بالسعودية، ويهتم بالإضاءة على الإنسان وهمومه ومشاكله ضمن بيئات مختلفة تشكّل النسيج الكويتي».
منى الشمري: المسلسل يتناول حقب زمنية متنوعة ويغوص في أعماق البيئة الكويتية
وتلفت إلى أن :»الأحداث تدور في الأحمدي، المنطقة التي كانت تاريخيًا تحت سيطرة الإنجليز، إثر اكتشاف البترول في الكويت، فصارت تعرف بمنطقة الإنجليز». وتضيف أن :»العمل مكون من ثلاث حقبات زمنية، وحرصًا على الدقة والمصداقية، أعدتُ قراءة كتب في التاريخ، واستندت إلى نصوص باحثين في التراث من الكويت والسعودية، لنتمكن من استعادة المفردة الأصلية، حفاظًا على تقاليد المجتمع الكويتي القديم ولغته، ولكي يأتي تقديمه أكثر أمانةً».
تطور الدولة والإنسان
وفي تعليقه على اسم المسلسل قال الفنان جاسم النبهان: «الاسم يأخذ طابعًا فلسفيًا، لأن الموسيقى موجودة في كل مكان من حياتنا، وفي كل حركة من حركاتنا، وتتمثل في الأصوات التي نسمعها يوميًا، من صوت الريح وحفيف الأشجار وأصوات الطيور وموج البحر، كلها أسماء لموسيقى الحياة».
جاسم النبهان: صورة واقعية بمفردات التعامل واللهجة والملابس
مضيفاً :»لأنني عاصرت المراحل المختلفة للعمل، كوني ناهزت الرابعة والسبعين من عمري، أذكر الكويت في كل المراحل التي يرصدها المسلسل»، مشيرًا إلى أن :»رحلة عضيبان تبدأ منذ الأربعينيات وصولًا إلى السبعينيات، من خلال عمل يحكي عن تطور الدولة الحديثة وتطور الإنسان معها، وقدوم الجاليات المختلفة إلى الكويت، إضافة إلى قضايا أخرى مطروحة ضمن الرواية الدرامية للكاتبة منى الشمري، مع رؤية إخراجية جميلة للمخرج محمد دحام الشمري».
ولفت النبهان إلى أن «العمل يقدم صورة واقعية للبيت الكويتي بمفردات التعامل واللهجة والملابس ومكوّنات تلك المرحلة»، كاشفًا أن: «عضيبان هو رجل مثقف ومتصل بكل ما يحدث في العالم، ويتقبل الآخر، ولكنه يريد من الآخرين الحفاظ على موروثهم من عادات وتقاليد، فنراه يحاول الحفاظ على العلاقات داخل الأسرة إلى أن يحدث ما ليس في الحسبان».
عكس التيار
من جانبه، قال فهد العبد المحسن :»المسلسل مليء بالخطوط الدرامية، كما أنه ضخم إنتاجيًا، وفيه الكثير من الأحداث، ولا شك أن الجيل الجديد لديه شغف وفضول لمتابعة مرحلة ثورة البترول والنقلة الاجتماعية التي حدثت في الكويت».
فهد العبد المحسن: الجيل الجديد شغوف لمتابعة مرحلة ثورة البترول والنقلة الاجتماعية
وأضاف أن :»شخصية حمد عضيبان في العمل لها طابع خاص خارجة عن السرب يومذاك، ولديها طموح للتغيير وهو شخص مثقف، ويتطلع لأن يكون مغايرًا للواقع الذي فرض عليه، كما أن لديه فكراً مستقلًا، ويعيش عكس التيار فيمشي باتجاه معاكس لوالده، الذي يحاول أن يفرض عليه أموراً كثيرة حتى اختيار الزوجة».
تفاصيل
من جانبها قالت نور التي تؤدي دور جليلة في المسلسل: «هذه المرأة تتميز بالانفتاح وهي مثقفة ومتعلمة، كونها ابنة مهندس بترول من الجنسية العراقية، عمل في الكويت، في ذلك الزمن»، موضحةً: «أحببت حمد عضيبان عندما التقيته، وارتضيت الزواج به، علمًا أنه كان متزوجًا من امرأة لم تنجب له سوى البنات، وكان يتمنى أن يرزق بالصبي من زيجته الجديدة، وبالفعل سأنجب له ثلاثة صبيان».
نور: شخصيتي تتميز بالانفتاح وهي ابنة مهندس بترول عراقي
قضية الاختلاف
يظهر على كاكولي ببشرة سمراء، هي لزوم الشخصية، يقول:»هذا الشكل ليس صدفة، بل له دوره الأساسي ضمن السياق الدرامي للأحداث»، مشيراً إلى أن :»العمل يتكلم عن الاختلاف والخلافات التي يسببها هذا الأمر من خلال قصص حب تحصل في العمل في مرحلة السبعينيات، وهي بالمناسبة تبدأ منذ الأربعينيات، لكن شخصيتي «الدكتور سيف» تظهر فقط ضمن مرحلة السبعينيات».
على كاكولي: المسلسل يحمل رسالة للمواطن الخليجي ويطرح قضية عالمية
كما يعرب كاكولي عن سعادته بالتعاون الأول له مع المخرج محمد دحام الشمري، ويضيف: «كنت أتمنى أن أقف أمام كاميرته منذ زمن.. واليوم نقدم عملاً مناسبًا للبيئة الخليجيّة والكوييتة، يحمل رسالة سامية تتوجه إلى المواطن الخليجي، وتطرح قضية عالمية هي الاختلاف».