مجلة اقرا

فنون التعامل مع طفلك المراهق

بقلم– رانيا الوجيه

مرحلة المراهقة هي الفترة التي تعزز مشاعر الخصوصية لدى الأبناء ، وتبدأ المراهقة أو مرحلة البلوغ في الفترة ما بين 13-19 عاماً، ولكن التغيرات الجسدية أو النفسية قد تبدأ باكراً وعادةً في الفترة ما بين 9 سنوات وحتى 12 سنة، وتعد فترة المراهقة فترة انتقالية من مرحلة الطفولة إلى مرحلة البلوغ، وقد يعاني الطفل فيها من حالات من الارتباك أو الفضول بسبب بدء تغيّر وجهات نظره حول العديد من الأمور، وقد يسعى للاستقلالية، ومحاولة البحث عن الذات ويبدي اهتماماً في العديد من القضايا الصعبة مثل العاطفة، أو الأمور المتعلقة بالمدرسة، أو الحياة الاجتماعية، أو غيرها. ف نتعامل مع أطفالنا في هذه المرحله.

نصائح للأباء عند بدء سن المراهقة:

التحدث مع الطفل: من الضروري التحدث مع الطفل عن ما يتوقع أن يمر به، وعن التغيرات التي قد تطرأ عليه وعلى جسده قبل حدوثها؛ لأن التحدث عنها بعد حدوثها سيكون بعد فوات الأوان، كما ويجب الإجابة عن أي سؤال يخطر ببال الطفل من دون الإفراط في تقديم المعلومات غير الضرورية.

إعطاء المراهق البعض من الخصوصية: يجب أن يعطي الأهل ابنهم المراهق الخصوصية التي يحتاج إليها، إذ لم يعد الطفل الصغير الذي يرافق والديه على الدوام، ولكن على الخصوصية أن تنتهي في حال كان المراهق يواجه مشاكل لا يتمكن من حلها.

مراقبة مشاهدته لوسائل الإعلام: يتوفر في وقتنا هذا تواصل غير محدود مع وسائل الإعلام، وكم هائل من المعلومات التي قد تضر بالمراهقين وتسيئ بأفكارهم، لذا من الضروري أن يراقب الأهل ما يشاهده ابنهم، وأن يحددوا له ساعات يومية من وسائل الإعلام.

كثرة التحقيق مع الطفل: يشير الاختصاصيون إلى أن تربية المراهقين فن، وعلى الأباء أن يكونوا حاضرين لمساندة أبنائهم، ولكن في الوقت نفسه لا يجوز أن يكونوا محققي شرطة.

عزلة الطفل والاختلاء بنفسه: فالباب المغلق يشير إلى رغبته في الاختلاء بنفسه، لكن في الوقت نفسه إذا أُغلق الباب لفترة طويلة جدًا فهذا مؤشر الى مشكلة تواجه المراهق، وفي كلتا الحالين يجدر بالأهل طرق الباب وطلب الإذن بالدخول إليه كما يفعل الراشدون.

ملاحظة الآباء الى ما يقلق طفلهم: من المعروف أن العلاقة العاطفية مع الجنس الآخر من الأمور التي تشغل بال المراهق. فمن الملاحظ في هذه الفترة اهتمام المراهقين إناثًا وذكورًا بمظهرهم الخارجي للفت الانتباه، ويلاحظ في المجتمعات الشرقية خصوصًا محاولة الأهل تضييق الخناق على أبنائهم المراهقين، لا سيما الإناث، في حين يؤكد الاختصاصيون أن العلاقات العاطفية ليست أبدًا طريقاً إلى الرذيلة بقدر ما هي تعبير عن طاقة حيوية يجب أن تتكامل مع الأنا، من خلال العلاقة السليمة مع الآخر، ومن خلال السيطرة على الدوافع الغريزية والقدرة التكيّفية مع الظروف الخارجية.

بالتالي يجدر بالأهل أن ينظروا إلى هذه المسألة نظرة علمية، لأن العلاقة العاطفية مهمة جدًا في حياة المراهق، وعليه أن يفهم جسده حتى يحافظ عليه ويدرأ عنه الأمراض والانحرافات.