مجلة اقرا

مبادرة «كيف للتأليف» تدرب الموهوبين على الكتابة المسرحية

بقلم- آمال رتيب
تجاوز عدد المسجلين في مبادرة محترف «كيف للتأليف» في مجال الكتابة تحت شعار «مسرحنا هويتنا»70 شابًا وشابة حتى الآن، وقال الكاتب والباحث المسرحي ياسر مدخلي عبر حسابه في «تويتر»: ضمن برنامج المسؤولية الاجتماعية، التي نقدمها منذ تأسيس مسرح «كيف» للفنون المسرحية سندرب 10 موهوبين وموهوبات على التأليف المسرحي لصقل مهاراتهم وإطلاق أعمالهم ضمن أنشطة المحترف لهذا العام، وتأتي الأولوية فيها للمبتدئين والمبتدئات في مجال الكتابة.
وأوضح مدخلي أن “مسرح كيف” أسلوب مسرحي يعتمد على نظرية التجربة٬ يعمل عليه منذ العام 2006، وتتلخص هذه النظرية في أن كل سلوك في الحياة خاضع بشكل مقصود أو غير مقصود للتجربة، التي تبحث عن نتيجة ( ردَّة الفعل ) المواجهة لهذا السلوك٬ سواءً بالرفض أو القبول٬ وكل ردود الفعل عبارة عن سلوكيات تخضع أيضًا لفكرة التجربة٬ وهكذا دواليك.
وأضاف أن العمل المسرحي واحد من ضروب الإنتاج الاجتماعي، الذي يعتبر إفرازًا للظروف والعادات والتقاليد، وتؤثر فيه الحالة الاجتماعية لدى فريق العمل والمتلقي، ودراسة المسرح لا تكون (كاملة) إذا اقتصرت على النص فقط (أدبيًا)، كما هو الحال في علم اجتماع الأدب، فنحن بهذا نتجاهل ردة فعل المتلقي؛ وهو ركن ركين من أركان المسرح، وإذا جاءت نظرتنا منغلقة على العرض كما في أسلوب السايكودراما العلاجي؛ فنحن بذلك نتجاهل اللبنة الرئيسة في صناعة العرض.
واستدرك مدخلي أن البعض قد يرأها فكرة معقدة لأنها تحتاج إلى مباشرة الحدث وتسجيله وملاحظته بدقة، ومراقبة عناصره منذ بدء التكوين للتجربة المسرحية وحتى ممارستها كحياة٬ وما بعدها. وهذا التعقيد هو سمة يفرضها علينا هذا الفن٬ إذ لا يصح أن يُعرف المسرح بأنه فن اللحظة ونقوم بدراسته بعد انتهاءه؟! فمن لم يرصد أحداث صالة العرض، سيقدم انطباعًا لا يعدو كونه توقعات وتكهنات لن تقارب الصدق والواقع.
وتابع أن هذا العلم يحتاج كذلك راصدًا نابهًا ذكيًا مثقفًا مسرحيًا واجتماعيًا وباحثًا متمكنًا من أدواته؛ لتعينه على التعمق في الفهم لما يرصد من سلوكيات.
وقال: أذكر عندما طبَّقت دراسة في دبلوم الدراسات العليا في البحث الاجتماعي بجامعة الملك عبدالعزيز، وجدت نفسي بين جدة والرياض والدمام لأباشر دراسة بعض العروض، وكنت حريصًا فيها على ضبط ما يحدث من سلوك المؤدي والمتلقي، ووجدت أمرًا في غاية الدهشة جعلني أؤمن بفكرة “مسرح التجربة”، التي أتوقعها ستلهم الكثير من المسرحيين الذين يتوقون لممارسة اللعب مع المتلقي، لاسيما وأن بيننا مسرحيون رائعون مغامرون بما فيه الكفاية لتقديم جنونهم، بعيدًا عن القواعد والمسلمات القديمة في عالم المسرح والاجتماع.
واختتم الكاتب والباحث المسرحي ياسر مدخلي بأن المنهج العلمي الذي يخدم هذا العلم (التجربة المسرحية)، هو المنهج (الكيفي / النوعي). الذي يعتمد الملاحظة والمقابلة وتحليل المضمون كأدوات رئيسة لتطبيق البحث والتجربة، ولا يمنع ذلك من توزيع الاستبانات، في حال رغب الباحث في رصد كمي يدعِّم نتائجه.