مجلة اقرا

عمل المرأة بمهن رجالية يثير الجدل

تحقيق – رانيا الوجيه
في ظل تنامي دعوات نهوض وتمكين المرأة، تقتحم السعوديات يومًا بعد يوم مجالات عمل جديدة، وتمارسن مهن لم يخطر على البال سابقًا مزاولتها، بعدما احتكرها الرجال لعقود طويلة، ومؤخرًا ثارت حالة من الجدل المجتمعي واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي، 
بعد تداول العديد من الأنباء عن عمل سعوديات بمحال بيع قطع غيار السيارات، مما فتح ملف عمل المرأة بصفة عامة، وعملها بمهن عادة يمارسها الرجال بصفة خاصة، “اقرأ” استطلعت آراء بعض الأكاديميين والمهنيين والمهتمين حول الأمر، كما أجرت استطلاع رأي حول عمل المرأة في محلات قطع غيار السيارات والأجهزة الكهربائية ومحطات البنزين وسائقة تاكسي والأعمال الحرفية كالكهرباء والسباكة، والنجارة، وجاءت الآراء متباينة، لكنها ثرية وقيمة في الوقت نفسه؛ وإليكم التفاصيل:
كل القطاعات متاحة
د. نادية باعشن عميدة كلية جدة العالمية تقول إن أي قطاع للعمل هو متاح للمرأة أيضًا، وطالما كانت المهنة شريفة فلا بأس، لأنه حينما تصون المهنة تصونك، والتفرقة ليس بها “جندره بالعمل”، لأن العمل لايحتمل الجندره – تقسيم العمل على أساس نوع الجنس-، حيث أن كل مهنه يمتهنها الرجل تستطيع المرأة إتقانها؛ مالم تتطلب تلك المهنة رفع أثقال أو جهد جسدي ضخم، رغم أننا حاليًا في عصر التكنولوجيا و التقنية، التي تساعد على تأدية الأعمال، وأغلب المهن لم تعد تتطلب الجهد البدني الكبير.
د. نادية باعشن: أي مجال عمل متاح للمرأة والمسألة تتوقف على الجاهزية
مسألة جاهزية
وتضيف د. باعشن أن السؤال المهم هنا هو: هل المرأة السعودية مستعده لممارسة هذه الأنشطة أو المهن المتاحة الآن؟، وتجيب بأن المسألة تتوقف على الجاهزية، ونحن لا نتحدث عن القدرة، بل عن البيئة والثقافة العامة والرغبات والمسموح واللا مسموح من وجهة نظر مجتمعية ودينية، فالمرأة منذ العهد الأول للإسلام كانت تعمل في مهن شاقة مثل؛ رعاية الغنم وحمل القرب الممتلئة بالماء والدباغة، وغيرها من المهن، وكانت الحياة وقتها شاقة، وليست سهلة كما هو الحال الآن.
أعمال غير لائقة
ويعارض د.عصام الرحالي عضو هيئة التدريب بالكلية التقنية بمكة المكرمة وعضو لجنة التدريب بالغرفة التجارية عمل المرأة في وظائف مفترض أنها رجالية، ويؤكد أنه ليس ضد عمل المرأة في المطلق، لكن بنات حواء خلقن بتكوين جسدي معين، لذلك يرفض تمكين المرأة في بعض الوظائف مثل؛ محلات بيع قطع غيار السيارات ومحطات البنزين أو عملها كسائق أو في الأعمال الحرفية كالسباكة والنجارة و الميكانيكا، وماشابه ذلك، ولا يقصد المرأة السعودية فقط؛ بل المرأة العربية بشكل عام، لأنها برأيه أعمال غير لائقة بالمرأة، ومهن تحتاج إلى شخصية معينة وقوى جسدية معينة، والمرأة مكانتها عظيمة، ولها مهن تتناسب معها كطبيبة وصحفية وإعلامية وكابتن أو مضيفة طيران ومعلمة وبائعة في محلات نسائية؛ جميعها مهن تليق بالمرأة.
د.عصام الرحالي: للمرأة تكوين جسدي معين وأرفض تمكينها في بعض الوظائف
استغلال السعودة
ويرى د.الرحالي أنه بعد صدور قرار سعودة قطاعات عديدة، استغل مجموعة من التجار وأصحاب المحلات حاجة المرأة لتشغيلها في المحلات، على سبيل المثال محلات الأجهزة الكهربائية، من باب تطبيق السعودة فقط، إضافة إلى تشغيلهن بشكل عشوائي.
إلا هذه المهن
وبحسب ازدهار باتوباره سيدة الأعمال والمستشارة العقارية كل المهن التي يعمل بها الرجل متاحه للمرأة ماعدا العمل في مصانع البتروكيماويات، التي تضر بصحة وتكوين جسد المرأة، خاصة أثناء الحمل، حيث تتأثر بالإشعاعات الكيماوية خلال عملها في هذا المجال، أيضًا ترفض عمل المرأة في محلات الذهب، فهو بنظرها مجال غير مناسب؛ لأنها قد تتعرض للسرقة ولا تستطيع الدفاع عن نفسها والمحل، فمهما كانت المرأة قوية فلن تكون بقوة الرجل، كما لا تؤيد عمل المرأة سائق تاكسي؛ لأنها تكون معرضه للخطر في هذه المهنة، وترحب بعمل المرأة في باقي المهن، وتجدها مناسبة للمرأة.
ازدهار باتوباره: أرحب باستثناء البتروكيماويات ومحلات الذهب وسائقة تاكسي
نستطيع الاعتراض
وتختتم باتوباره بأن هناك مهن تم إتاحتها للمرأة، ولكنهن كنساء يستطعن الاعتراض عليها، وتفعيل ذلك عن طريق هاشتاق ينشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
فتاة مبادرة للعمل الحرفي
جمانه خولي فتاة سعودية بمؤهل كفاءة تعلن بأنها تستطيع العمل في مجالات العمل الحرفي كالسباكة والنجارة، وتوضح الأسباب من وجهة نظرها، بأنه في الآونة الأخيرة توجد بعض السيدات والفتيات المستقلات بذاتهن، وهناك أيضًا مطلقات وأرامل، ليس لديهن رجال يعتمدن عليهم في متطلبات وإصلاحات المنزل، لذلك ترى أنه إذا توفرت عاملة حرفية للسباكة والنجارة للعمل في البيوت؛ ستخدم فئة كبيرة جدًا من السيدات المستقلات بأنفسهن.
فتح المجال
وتتمنى خولي كما فُتح المجال والتدريب لعمل المرأة في محلات الجوالات والصيانة، أن يفتح مجال التدريب المهني والحرفي في الأعمال الحرفية للفتيات.
القرار للأسرة
ووفقًا للدكتور مهندس يحيى كوشك هناك مهن لا تتناسب مع المرأة، وبعض المحلات يكون مرتاديها رجالًا، فلابد أن يكون في المحل بائع رجل وهذا أفضل؛ حتى لا تتعرض المرأة لمضايقات هي في غنى عنها، ويعتمد عمل المرأة على شكل وبيئة الأسرة القادمة منها، وهي التي – الأسرة – تستطيع تقييم العمل؛ إذا كان يتناسب مع الابنة أو الزوجة أم لا، وكل أسرة تقيم حسب احتياجاتها، وبالنظر إلى وضعها المادي والاجتماعي وظروفها.
د. يحيى كوشك: القرار للأسرة وكل عائلة تقيم حسب احتياجاتها
تلاعب بالاحتياجات
ويصف د. كوشك أصحاب المحلات الذين يوظفون النساء في بعض المحلات غير اللائق عملهن بها، مثل محلات الأجهزة الكهربائية وقطع غيار السيارات؛ بأنهم يتلاعبون بالاحتياجات وبالسعودة، وينذرهم بأنه سيتم الكشف عنهم قريبًا، من قبل وزارة التجارة ومكتب العمل.
تأهيل المجتمع أولًا
وينوه غسان كلكتاوي مهندس سلامة الصحة المهنية والبيئة إلى أن المرأة اقتحمت العديد من مجالات العمل، وهناك تفهم لتمكينها والنهوض بها، وإتاحة الفرصة أمامها للمشاركة في عملية التنمية، خاصة وقد أثبتت جدارتها، لكن وعي المجتمع مازال يحتاج إلى تأهيل أكثر؛ فتقبل المجتمع لعمل المرأة في محلات قطع غيار سيارات، ليس كتقبل عملها كاشير في سوبر ماركت، وبعض المجالات تضطر المرأة للتعامل مع وسط اجتماعي دون المستوى العلمي والاجتماعي، مما يعرضها للمخاطر؛ لذلك يجب تأهيل توعية المجتمع أولًا، ودراسة الطبقة التي ستتعامل معها المرأة خلال عملها.
قوانين رادعة
ويشدد كلكتاوي على أهمية وضع قوانين رادعة وصارمة تمامًا، في حال صدور أية مضايقات للمرأة أثناء عملها، لضمان تأدية دورها مع الحفاظ على حقوقها، وحمايتها من أي تجاوز قد تتعرض له.
استطلاع رأي
” اقرأ” استطلعت آراء الجمهور عبر تويتر، لرصد إحصائية بسيطة عن توجهات المجتمع، حول عمل المرأة في بعض الأعمال الموصوفة بأنها مهن رجالية، وكان السؤال: هل ترى عمل المرأة في المجالات التالية مناسب لها:
محلات قطع غيار السيارات
محلات الأجهزة الكهربائية
عاملة في محطة البنزين
سائقة تاكسي
الاعمال الحرفية كالكهرباء والسباكة والنجارة؟
وجاءت الإجابات كالتالي:
لا 74%
نعم 22%
غير مهتم 4%