المشاهير

د. سمر السقاف:الصعوبة في البقاء على القمة وليس بالوصول إليها

بقلم- آمال رتيب
مسيرة نجاحات حافلة تزخر بها المسيرة العلمية والعملية للدكتورة سمر السقاف عميد كلية الطب لقسم الطالبات بجامعة الملك عبدالعزيز سابقًا، ورئيسة الملحقية الطبية بسفارة المملكة بواشنطن 2011-2015، وأحد أقوى وأكثر الشخصيات تأثيرًا، حصلت على العديد من الجوائز وشهادات التقدير والتكريم، ولكن جميعها ليس لها وقع لقبها المحبب لنفسها” أم المبتعثين”؛ عندما كانت تضع كل ما في قلبها من مشاعر أمومة ممتزجة بخبرة وتعاليم السنين تحت إمرة كل مبتعث.
خبرة تراكمية
من عمادة كلية الطب إلى الملحقية الطبية بواشنطن.. مسيرة نجاحات متتالية
قراءة لمشوار عملي ما بين عمادة كلية الطب قسم الطالبات إلى إدارة قسم البرامج الطبية في سفارة المملكة في أمريكا، كآخر منصب رسمي شغلته الدكتورة السقاف٬ تعتبر فيها أن الخبرة الإدارية هي خبرة تراكمية يكتسبها المرء خلال سنوات، وتقول: «كل مرحلة من مراحل عملي زادتني مهارات جديدة وعلاقات قيمة، وأكسبتني خبرة أكاديمية وإدارية مميزة».
تحديات
وتضيف: لقد مررت بتحديات خلال مناصبي الإدارية كوكيلة لجنة الطب وعميدة لشؤون الطالبات في جامعة الملك عبدالعزيز٬ تتعلق بالإدارة والمسؤوليات للعمل عن تطوير شؤون الطالبات بما يليق بمكانة جامعة الملك عبدالعزيز.
وتواصل: ثم جاء اغترابي إلى بلاد العم سام وزادت التحديات الاجتماعية والأكاديمية٬ ومنها قيادة سيارة ولأول مرة بعد عمر الـ 40، وكان منها أيضًا أن أترك أولادي لكثرة سفري وانشغالي عنهم بإيجاد فرص وفتح أبواب لتدريب الطب (الزمالة الأمريكية) للمبتعثين السعوديين والحمد لله مرت بنجاح. وكوني خريجة الطب وعميدة كلية الطب في جامعة الملك عبد العزيز فلدي معرفة مسبقة مع الطلاب والأطباء وعدد كبير منهم جاء إلى الولايات المتحدة الأمريكية لإكمال الدراسات العليا، مما ساعدني على أن أقوم بمتابعتهم أكاديميًا.
علم التشريح
اختارت الدكتورة سمر السقاف لمسيرتها العلمية تخصصًا دقيقًا لم تتطرق له طبيبة سعودية من قبل٬ فكانت أول من تخصص في علم التشريح٬ وتعترف أن مادة التشريح مادة صعبة تحتاج للكثير من الصبر وتعامل مع الصبغات والحافظات والروائح الكريهة، وهو من الدراسات الشاقة، وهو أيضًا أبو الطب ويعلم الطالب الصبر وتحمل المشقة.
وتتابع: الحمد لله فبفضله فتحت لي أبواب التاريخ وكنت أول أستاذة تشريح في المملكة العربية السعودية وأول عميدة في قسم التشريح وعلم الأجنة بجامعة الملك عبد العزيز، وأول مديرة لقسم البرامج الطبية والعلوم الصحية في الملحقية الثقافية السعودية في أمريكا.
وموضوعات أخرى
غير أنها درست عددًا من الموضوعات الطبية لطلاب الطب البشري وطب الأسنان والتمريض في مستويات دراسية مختلفة منها: مادة علم التشريح للسنة الثانية الطب البشري وطب الأسنان والتمريض (نظري وعملي) ٬ ومادة علم الأنسجة للسنة الثانية الطب البشري وطب الأسنان والتمريض (نظري وعملي) ومادة علم الأنسجة للسنة الثانية صيدلة، وتقول: إن علم التشريح هو أساس علم التدريس، لا ينفصل عن مهنة التدريس، وهو يسمى أيضا بأبو الطب. ولا يستطيع أي طبيب التخرج بدون معرفة شاملة وكاملة بجسم الإنسان وتفاصيله وتكوينه. فعلاقة التشريح بالتدريس علاقة متلاحمة.
اغتراب وجوائز
هل تأتي الغربة دائما بأوجاعها٬ أم أن لها وجهًا آخر٬ نتعرف من الدكتورة سمر السقاف أن لها وجوهًا كثيرة٬ تنظر دائمًا إلى المشرق منها٬ فتقول: الاغتراب أضاف لي خبرة خارجية جديدة، وكثير من الجوائز منها الدكتوراة الفخرية من جامعة سانت جوزيف في ولاية كونيتكت بالولايات المتحدة، التي تعتبر من أقدم الجامعات في تعليم النساء (26 نوفمبر 2012)؛ تقديرًا لدوري في خدمة تعليم المرأة في الثلاثين عامًا الماضية،
وجوائز أخرى حصلت عليها مثل شهادة تقديرية من إدارة البعثات والعلاقات الجامعية بجامعة أم القرى، يناير 2015، وجائزة الدبلوماسية الطبية جامعة جورج واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية 2013، والجائزة الدولية لتعليم طب الأسنان من جامعة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية 2013، وشهادة تقدير من جامعة إيموري في أتلانتا بالولايات المتحدة الأمريكية 2012، وشهادة تقدير من كلية ماساشوستس للصيدلة في بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية 2012، وشهادة تقدير من جامعة تافتس بالولايات المتحدة الأمريكية 2012، وجائزة التميز في البحث العلمي من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة 2012، وأفضل مديرة لعام 2012 و 2011 في الملحقية الثقافية السعودية بالولايات المتحدة الأمريكية، وتم التعريف بي في موسوعة شخصيات أكاديمية،
وتم ترشيحي لجائزة الأمير محمد بن راشد آل مكتوم للإدارة العربية في فئة المرأة الإدارية العربية المميزة لعام 2007، وتكريمي من اللجنة العلمية لمعرض غازي الثقافي العربي بالدورة السادسة عشر عن المسيرة العلمية والفكرية (25/7/2007)، الحصول على الترشيح لجائزة المركز الدولي البيوغرافي التابع لجامعة كامبردج بالمملكة المتحدة للحصول على لقب ” المتخصصة الصحية المتميزة عالميًا لعام (2005 /2007)، والحصول 3 مرات على جائزة أحسن طبيب مقيم من جامعة الملك سعود للتفوق العلمي.
تفهم و مساندة
و تقول الدكتورة سمر السقاف: كما أعطتني سنوات عملي الكثير فهي أخذت مني الكثير: أخذت مني الوقت، وأبعدتني عن وطني الحبيب وعن والدي وأحبائي، وحتى ظروف عملي في أمريكا كانت تضطرني إلى السفر كثيرًا داخلها لإبرام عقود واتفاقيات مع الجامعات، مما كان يبقيني بعيدة عن أولادي، ولكن الحمد لله وجدت تفهم ومساندة من أولادي.
أم المبتعثين
تحلم بكتاب يلخص خبرتها وتجربتها الأكاديمية والدبلوماسية
ورغم حصول الدكتورة السقاف على العديد من الجوائز والألقاب، إلا أن لقب ” أم المبتعثين” هو الأقرب إلى قلبها٬ وتحكي قصة هذا اللقب قائلة: «لقد بدأ الأمر مع تسلمي إدارة قسم البرامج الطبية والعلوم الصحية في الملحقية الثقافية السعودية في أمريكا، ومن خلال جهودي في زيادة فرص قبول الأطباء وحرصي الدائم على تقديم الدعم المعنوي للطلبة وتواصلي معهم من خلال face book،
فحدث في أحد المرات أن قام أحد طلابي بالتعليق على محادثة وكتب أن الدكتورة سمر هي أم الأطباء، وعلق عليه آخر أن الدكتور سمر هي أم لكل المبتعثين». وأظن أن هذا راجع لأنني كنت أتعامل مع كل الطلاب بكثير من الأمومة والاهتمام حتى بمشاكلهم الشخصية، وبعضهم كان يستشيرني حتى في أمورهم العائلية، وبابي وبيتي كان دائمًا مفتوحًا لهم، وخاصة في رمضان للإفطار. والحمد لله أن جعل المولى لي في قلب الناس محبة، وأنا أؤمن دائمًا أن أحب الناس إلى الله أنفعهم إلى الناس.
شخصية قيادية
ولا تنفي الدكتورة السقاف سعادتها بترشيح آخر وهو قائمة أفضل ١٠٠ شخصية قيادية٬ والذي تقول عنه: «يعني كثير من المسؤولية والجهد، لأن الوصول إلى القمة قد يكون سهلًا٬ ولكن البقاء في المستوى نفسه من جودة العمل والإتقان والاستمرار في العطاء والتفكير في طرق غير تقليدية صعب جدًا. وكوني ضمن هذه القائمة يعتبر فخر لي لكوني أول امرأة سعودية حصلت على هذه المرتبة، وفخرًا للبلد العزيز، وهذا جزء بسيط من رد الجميل لوطني السعودية.
كتاب
تحلم الدكتورة السقاف أن تضع خبرتها ومسيرتها بين ضفتي كتاب٬ يكون ضمن قائمة الكتب الأكثر مبيعًا في العالم (BEST SELLER)٬ تقول: «سأتحدث فيه عن تجربتي كامرأة قيادية حصلت على عدة مناصب أكاديمية ودبلوماسية، قادت عدة أجيال من الأطباء والممارسين المهنيين، ومثلت بلدها في المحافل العالمية، ووضعت المملكة العربية السعودية على خارطة التقارير الطبية الامريكية لبرنامج المطابقة الأمريكي (الزمالة الامريكية)، لأول مرة في تاريخ هذه المنظمة التي يتقدم لها سنويًا أكثر من (50000) ألف طبيب من جميع أنحاء العالم».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *