بقلم– رانيا الوجيه
الرواية البوليسية تحظى باهتمام كبير من الكتاب والقراء على مستوى العالم، لكن قلة من كتاب الوطن العربي هم من يتجهون لكتابة الروايات البوليسية، ولأن ذلك يعتبر تحدي خاصة لدى الكتاب الشباب، أطلق طالب الهندسة الكهربائية الشاب السعودي «جمال الحسن» رواية « قتلني بهدوء»، والتي صنفت كأول رواية بوليسية سعودية، ويبدو أن هذا خطًا جديدًا على الساحة السعودية؛ ليولد شارلوك هولمز العربي الجديد.. في حوار خاص مع مجلة اقرأ يكشف لنا الكاتب الصاعد « جمال الحسن» سبب جرأته التي استفزته لإطلاق رواية بوليسية مليئة بالإثارة والتشويق .
يُعرف جمال الحسن نفسه أنه من مواليد 14 مارس 1995، طالب هندسة قسم هندسة الكهرباء في جامعة الجوف، ويهوى الكتابة منذ الصغر، كما أن له محاولات شعرية.
قاسم مشترك
ولا يرى الحسن ثمة تناقضًا بين تخصصه العلمي البحت «طالب هندسة» وموهبة الكتابة، قائلًا : إن أغلب الكتاب الكبار سواءً في العالم العربي أو العالم كانت تخصصاتهم العلمية والمهنية مختلفة أو بعيده كل البعد عن الأدب؛ فالكاتب «السير آرثر إجناتيوس كونان دويل» طبيب اسكتلندي وكاتب مشهور بتأليفه لقصص المحقق شرلوك هولمز، التي تعد معلمًا بارزًا في الأدب البوليسي، أيضًا أجاثا كريستي كانت ممرضة وكاتبة روائية شهيرة، وعلى المستوى العربي الشاعر الكبير نزار قباني أيضًا كان تخصصه في القانون وكان شخصية دبلوماسية. أما بالنسبة لي فتخصصي الهندسي ساعدني نوعًا ما لوضع حلول للإجرام من الناحية العلمية كاستخدامي للفيزياء في روايتي .
رواية الدهاء والذكاء
ويقول إن الرواية العربية في الوقت الحالي غالبًا أو شبه دائما محصورة بين الاجتماعي و الرومانسي، والاختلاف الذي يقدمه هو التوجه للكتابة البوليسية، رغم أن هناك روايات عربيه بوليسية لعدة روائيين، لكن ليس بالأسلوب الذي يطرحه، فأغلب الروايات البوليسية العربية تتمحور حول أجواء الشرطة والإجرام، واختلاف روايته في طرح الإثارة والألغاز واعتماد أسلوب الدهاء والذكاء، كما يعتمد على المعلومات الحقيقية في روايته، ويعتقد أن هذا هو الاختلاف الذي لم يسبقه فيه أحد من الروائيين العرب.
تأثير وليس اقتباس
ويضيف الحسن أن روايته بوليسية، وأنه قرأ للعديد من رموز هذا النوع الروائي، وبالفعل هناك من أثر به كثيرًا ولكن ليس إلى درجة الاقتباس، ولكن جذبوه إلى الخط البوليسي مثل الكاتب الاسكتلندي «السير آرثر» .
ويرجع تفضيله استخدام «التشويق والإثارة» في أسلوبه الروائي؛ لكي يكون القارئ على أعصابه ومثار فكريًا من خلال قراءته للرواية، حتى يضمن أن لا يترك القارئ الرواية إلا وهو منتهى منها.
مصادر الإلهام
ويشير الحسن إلى أنه غالبًا يستوحي أفكاره من قوانين علمية أو معلومات طبية أو استنتاجية، وأيضًا من البرامج الوثائقية؛ وبعدها يبدأ يفكر بتفكير المجرم وكيف يخطط للجريمة أو جريمة قتل ذكية؛ ومن هنا تأتي أفكار لطرح الألغاز.
فيلم سينمائي
ويطمح في تحول روايته إلى فيلم سينمائي، ويضيف: هذا ما أطمح إليه فعليًا، وإذا جسدت روايتي إلى فيلم سينمائي أو مسلسل حلقات قصيرة ستكون رائعة، وهذا بتقييم النقاد ودور النشر الذين أشاروا إلى أن طريقة الكتابة في الرواية على هيئة سيناريو، ولذلك أعتقد بالفعل أنها ستكون مناسبة جدًا للإنتاج السينمائي.
صعوبات
وبحسب الحسن، الصعوبات التي واجهته في كتابة واصدار روايته الأولى، أن الرواية استغرقت كتابة مدة سنتين وصعوبة إقناع القارئ برواية بوليسية سعودية والعادات والتقاليد في مجتمعنا، رغم أن القارئ السعودي والعربي معتاد على قراءة الروايات البوليسية الأجنبية، كما استغرق سنتين أيضًا في البحث عمن يتبناه لطباعة الرواية .
الحدث «المحفز»
ويعترف بأن هناك حدث معين واجهه في حياته وحفزه على كتابة الرواية، ويردف أن الحدث غريب نوعًا، حيث كان يتابع فيلم بوليسي ذكي، ولكن حل القصة لم يكن مقنعًا، وانزعج من نهاية الفيلم، وكان يقترح مع نفسه في مخيلته بعض الحلول المنطقية، التي يفترض أن تكون في نهاية الفيلم.
الواقع والخيال
ويقر الحسن بأنه في معادلة الواقع والخيال، يميل إلى الخيال أكثر من القصص الواقعية التي تناسب الأفلام السينمائية، ويعتمد على المقاربة بين الواقعية والخيال؛ حتى تكون الرواية منطقية، حيث يأتي بالقصة الخيالية ويطعمها بالتحاليل الواقعية المنطقية.
ردود الأفعال
ويقول رغم أن روايته مازالت في مرحلة الحضانة، إلا أنه يتوقع أن دور النشر لن ترده بعد ذلك، وقد عرضت عليه دار النشر التي طبعت الرواية أن تشاركه في الروايات القادمة؛ بالأفكار والطباعة كمستشارين له.
قلة القراء
