حضور مبهر للثقافة السعودية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب

القاهرة – آمال رتيب

جاءت احتفالية القاهرة باليوبيل الذهبي لمعرض الكتاب مختلفة في كل شيء؛ بدءًا من الموقع٬ انتقالًا إلى التنظيم٬ والعرض. وكذلك كانت مشاركة المملكة هذا العام٬ ذات بريق خاص٬ يتناسب وحضور المملكة الثقافي٬ وشهد جناح المملكة “الأكبر” في معرض 2019 اقبالًا جماهيريًا كبيرًا من مختلف الجنسيات وليس المصريون فقط٬ الذين حضروا لمشاهدة الجناح وما يحويه من كتب تراثية لا يماثلها أي جناح آخر.

ودشن السفير السعودي في مصر الدكتور أسامة نقلي، جناح المملكة٬ ووقف نقلي خلال زيارته للجناح على الأركان المشاركة في المعرض، والتي تمثل تراث وثقافة وحضارة المملكة.

وأبدى نقلي خلال زيارته رضاه عن مستوى المشاركة السعودية المميزة؛ إذ مثلت أكبر الأجنحة المشاركة في معرض القاهرة بدورته الحالية، حاثًا مسؤولي الجناح والأركان المشاركة فيه على عرض ما تكتنزه المملكة من تاريخ وحضارة وثقافة ذات بعد عربي وإسلامي وإنساني لزوار المعرض كافة. ونوه بأن هناك انسجام ظاهر بين أهداف المشاركة السعودية في المعرض وما تشهده المملكة من تطور مميز في المجالات الثقافية والتعليمية.

أمسيات وتوقيعات

شهد الجناح عددًا من الندوات والأمسيات الشعرية والثقافية نظمها الصالون الثقافي٬ واستقبل مجموعة من الأدباء والشعراء السعوديين لتوقيع أعمالهم بالجناح السعودي بالمعرض ومن الأمسيات التي شهدها الجناح٬ أمسية للشاعرة حياة بنت حمد الدبيان٬ ألقت فيها العديد من القصائد منها الوطنية والاجتماعية، في حضور الملحق الثقافي بسفارة خادم الحرمين الشريفين بالقاهرة الدكتور خالد بن عبد الله النامي.

وخلال الأمسية أكدت “الدبيان ” أن الشعر السعودي يعيش عودة قوية ليس بالنسبة للرجل بل أيضًا بالنسبة للمرأة السعودية، لافتة إلى أن هناك حراك ثقافي تعيشه السعودية، يتماشى مع التطور الكبير الذي تعيشه المملكة في شتى المجالات.

كما وقع الروائي والناشر صالح بن محمد السويد صاحب دار قلم الخيال للنشر كتابه “أسرار لم تطرق بين الرياضة والصحافة”٬ حيث أكد عقب توقيع كتابه أنه سعيد لتوقيع أحد أعماله بالجناح السعودي، وأضاف “السويد” ان الجناح السعودي بمثابة وهج ثقافي يستضيف الأدباء والكتاب وأن التواجد السعودي في هذه التظاهرة وبهذا الحجم شيء مشرف.

كما استضاف الجناح حفل توقيع كتاب “وطن الحب”، للشاعر والروائي السعودي سعد عبد الله الغريبي، ووقعت الكاتبة السعودية فهيمة الحسن كتابها الجديد “نور تبصر النور”، ومن ضمن الكتب التي تم توقيعها كتاب “أحلام خادعة للكاتبة السعودية إلهام محمد بكر ووقعت الدكتورة نورة العيدان روايتها الجديدة “بطن الحوي”.

ومن ضمن الأمسيات الشعرية ضمت الشاعر عبد الله الخضير والشاعرة بشاير محمد، والدكتورة هند المطيري، ألقى خلالها “الخضير” قصيدة “مرحي أبا فهد” وقصيدة أخري أهداها إلى مصر الكنانة بعنوان “فكان النيل سلوانا” والتي تتحدث عن حب الشعب السعودي لمصر ولنيلها الخالد. والقت الدكتورة هند عبد الرزاق المطيري عدد من القصائد منها” سلمان يا فخر البلاد وعزها”.

سينما سعودية

ولأول مرة في الجناح السعودي ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 50، يشارك من خلال ركن الأطفال بسينما سعودية تعرض أفلام كارتونية مبسطة من إنتاج وإخراج سعودي. من أبرزها فيلم “سعود وسارة ” وفيلم “دانية”، فضلًا عن عرض برامج تعليمية انتجت خصيصًا للأطفال بهدف تعليمهم قواعد اللغة العربية والتعرف على أركان الإسلام الخمسة بشكل بسيط.

وأكدت الدكتورة نورا البقمي المسؤولة عن ركن الأطفال داخل الجناح السعودي أن السينما السعودية المختصة بعرض أفلام الكرتون تشارك لأول بالجناح السعودي بمعرض القاهرة للكتاب، لافتة إلى أن معظم المواد الإعلامية المعروضة في السينما من أفلام وبرامج هي نتاج سعودي، والتي تعرض 4 مرات يوميًا لجميع الأطفال العرب من كل دول العالم.

مشاركة جامعية

شاركت جامعات المملكة بعرض آلاف العناوين المتنوعة في شتى المجالات العلمية والثقافية. وقال عبدالرحمن بن زاهد مدير الشؤون الفنية والتعليمية بالعمادة بجامعة طيبة، إن الجامعة اعتادت على المشاركة في هذا المعرض الكبير بالكثير من الكتب والمؤلفات المختلفة٬ موضحًا أن مشاركة عمادة الجامعة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب تهدف إلى التعريف برؤية الجامعة وفروعها، كما تأتي ضمن حرص الجامعة على الحضور الفاعل بالمحافل الثقافية ومعارض الكتاب سواءً الدولية أو المحلية، مؤكدة أن العمادة حرصت على أن يكون جناح الجامعة في معرض القاهرة جاذبًا للزوار من خلال عرض مجموعة كتب من مختلف التخصصات العلمية بالجامعة.

فن تشكيلي

احتضن الجناح السعودي المشارك ركنًا خاصًا بالفن التشكيلي السعودي، الذي لاقى إقبالًا كبيرًا من قبل زائري الجناح من جمهور المعرض.

وتميز الركن بمشاركة واسعة ضمت عدة لوحات لفنانين وفنانات تشكيليين سعوديين، عبرت عن الهوية الثقافية والتاريخية والحضارية للمملكة العربية السعودية.

وكان الركن الخاص بهذا الفن الذي تتميز به المملكة عن باقي الدول العربية، مقصدًا لجذب زائري الجناح من جمهور المعرض للاطلاع على آخر المستجدات في الفن التشكيلي.