مجلة اقرا

سعود الدوسري الإعلامي الأنيق رحل ولم ترحل آخر كلماته

سعود الدوسرى

 

بقلم- أميمة الفردان

بصوت جميل يدخل قلبك دون استئذان وطلة بهية، تربع الإعلامي الراحل سعود الدوسري المذيع الأكثر وسامة خلقًا وخُلقًا وصاحب الابتسامة الجميلة على عرش قلوب المستمعين والمشاهدين، على مدى 25 عامًا هي فترة عمله الإعلامي، متنقلًا بين أثير الإذاعة وشاشات التلفزة، رحل سعود الدوسري عن عالمنا في عام 2015 ليترك غصة في القلوب، وبصمة على جبين الإعلام العربي، وكانت كلماته الأخيرة من خلال منصة تويتر بصوته المميز: ” ليس مهمًا أن يكون في جيبك القرآن بل المهم أن تكون في أخلاقك آية”.

النشأة و الطفولة

نشأ الدوسري في كنف أسرته بمحافظة الخرج، وتعلم من خلال أفرادها معنى التربية الحقيقية في السر والعلن، وعاش طفولة عادية سار بين شوارع أزقة حواري الخرج، موزعًا ضحكاته في جنباتها، فيما عينه تتطلع لمستقبل يصنعه عبر أثير الإذاعة وشاشة التلفزيون؛ انطلق صوته الإذاعي من بوابة إذاعة القرآن الكريم، الحلم الذي بدأه الدوسري مع أول قصاصة لصحيفة اقتصها وعكف بعدها على جمع القصاصات، ومشاهدة الحوارات المتلفزة التي كان يحضرها صغيرًا، ثم يعيد ترديدها على مسامع والديه.

جوائز

سعود الدوسري الغائب الحاضر في إعلامنا العربي، رغم مرور أكثر من 3 أعوام على رحيله، إلا أنه لازال يعطر بذكراه المجالس الإعلامية، وهو الإعلامي الذي ابتعد بأناقة ورقي عن كل ما يمكن أن يضر بمهنيته، وحصل الدوسري على كثير من الجوائز، ربما أهمها جائزة “جوردون أووردز” كأفضل مذيع عربي في عام 2010. ولم تكن هذه الجائزة الوحيدة؛ بل تمكن من حصد جائزة الجمهور كأفضل مذيع عربي من خلال إحدى المجلات العربية في عام 1995.

مسيرة مهنية

كانت العزوبية خيار الدوسري بعدما تملكه الشغف بالإعلام، ليترك سيرة إعلامية كأنها عقد لؤلؤ صاغه سعود بحبات عرق جبينه وأخلاقه المهنية، التي لا يختلف عليها اثنين، والتي بدأها من بعد أثير إذاعة القرآن الكريم وإذاعة الرياض، متوجهًا نحو مدينة الضباب لندن لينقل بصوته أحداث العالم عبر إذاعة mbc FM في عام 1994، فيما تأخذه الأقدار نحو عالم التلفزيون عبر شاشة الشرق الأوسط ، ليطل عبرها من خلال “صباح الخير ياعرب”، محتفظًا إلى جانبه بتقديم نشرات الأخبار.

بعدها تبدأ مرحلة جديدة في حياة الدوسري الإعلامية؛ تأخذه هذه المرة في عام 1996 إلى شبكة أوربت الفضائية، حيث قدم مجموعة من البرامج المباشرة من ضمنها برنامج «حنين» وبرنامج «ليلكم فن» المباشر من القاهرة. بعدها عاد إلى الرياض ليقدم برنامج التوك شو من الرياض وغيره. ثم عاد عام 2008 إلى mbc مرة أخرى، ومن البرامج التلفزيونية التي قدّمها “سمر حتى السهر وليلة خميس وفنون وجار القمر وليلكم فن ومن الرياض ونقطة تحول وحنين وتستاهل وخبايا وأهم عشرة”.

المحطة الأخيرة

فيما كانت المحطة الأخيرة له عبر قناة روتانا وبرنامج “ليطمئن قلبي”؛ البرنامج الذي بدا وكأن الدوسري يودع من خلاله بيته الإعلامي، ويصافح عبره جمهور ظل وفيًا له حتى الرمق الأخير، وكأن سعود الدوسري كان يلقي آخر شعاع من المعرفة العلمية المستندة إلى الدين ويطرح الأسئلة الصعبة، ويتركها معلقة مترجلًا عن كرسي الإعلامي راحلًا عن عالمنا في باريس يوم 7 أغسطس 2015. بعد أن فاجأته نوبة قلبية؛ وهو الذي كان قد أرهق قلوب مشاهديه ومستمعيه حبًا، ليعود من العاصمة الفرنسية ليضمه تراب الرياض، ويتخذ من القلوب مسكنًا له ويعيش في الذاكرة سعود الدوسري الإعلامي المذيع الأكثر وسامة خلقًا وخُلقًا.