بقلم: أميمة الفردان
“يا جاني الورد من الطايف وبكفوف الصبايا / يا كاديانة في وادي وج وإلا في حوايا / والقيم والسد وليـّه والشفا فيها شفايه / ومايس القد حبيب القلب في الردف معايا”، كلمات تجعلك تتساءل هل عادت أيام الطائف؟ المصيف الأشهر في السعودية؛ بعد أن كست مرتفعاتها الثلوج البيضاء؛ التي أسالت أوديتها والبستها حلة خضراء على مد البصر؛ في هذا التقرير نسلط الضوء على أبرز المعالم التي عليك زيارتها في المرة القادمة عندما تقرر فيها قضاء إجازة الربيع فيها.
الطائف المجرور والكسرة
قبل أن تقرر الذهاب اليها؛ عليك أن تعرف الموروث الثقافي والفني لأهل الطائف؛ التي تغنى بها كثير من الفنانين؛ عندما كانت ملتقى لأهل الفن يقيمون فيها حفلاتهم الفنية للمصيفيين؛ في أواخر ستينيات القرن حتى نهاية السبعينات؛ ويأتي طلال مداح على رأس القائمة التي تغنت للطائف في اغنيته الشهيرة “جينا من الطايف / والطايف رخا / والساقية تسقي / يا سما سما”؛ إلى جانب أغنيات كثيرة تغنى بها فنانون منهم محمد عبده الذي تغنى بكلمات الراحل خفاجي في رائعته “إنت في الطايف وكم مرة طلبتك ما لقيتك / كم على الهاتف باردد رقم بيتك”.
ولأن الطائف مدينة عريقة في التاريخ والجغرافيا؛ الأمر الذي انعكس على ارث ثقافي أنتج فن المجرور الطائفي وشعر الكسرة الذي وصلت شهرته لخارج حدود الوطن؛ واستعان به ملحنون كثر، وتعتبر رقصة المجرور من الفنون التي اشتهرت بها عدد من المناطق بالطائف مثل المثناة والسلامة والعقيق وأم الخبز (الفيصلية) والقطبية والجال والحزمان، والهدا ووادي محرم
ويعد فن المجرور من الفنون الغنائية الجماعية الحركية ذات الإيقاعات والشعر الوجداني الرقيق والرقصات التي تؤديها فرق مدربة وبملابس خاصة تضيف له ملامح جمالية، ويُؤدى بتقسيم الفرقة التي يتراوح عددها ما بين (15 إلى20) إلى صفين متقابلين يتميز افرادها بلبسهم زي “الحويسي”؛ وهو ثوب أبيض واسع وحزام يحتوي على الذخيرة الحية بطول محيطه، وفي وسط الصفين وعلى اطرافه يوجد قارعو الدفوف.
أبرز المعالم السياحية.
سوق عكاظ التاريخي:
يقع شمال شرق الطائف على سهول منبسطة يحيط بها عدد من الأودية والجبال على مساحة تُقدر بـ10.572.800م، من أبرز خصائص السوق المناخيَّة اعتدال طقسه، الذي يتنقل ما بين الاعتدال والبرودة طوال العام، وتتراوح درجة الحرارة فيه بين 20 و30 درجة في معظم السنة، عدا فصل
الشتاء، حيث تنخفض درجة الحرارة، ويقام فيه المهرجان المسمى بإسمه بشكل سنوي في شوال من كل عام.
الشفا:
تتميز الشفا بكثرة الجبال الشاهقة المنحدرة بإتجاه سهول تهامة ومن أشهرها جبل دكا ويبعد 28كيلو متراً عن مدينة الطائف؛ ويعتبر دكا ثاني أعلى قمة في المملكة. وتشتهر المنطقة بالورد الطائفي وكثرة السحب والضباب الكثيف الذي يضفي جمالاً على طبيعة المنطقة وتهطل الأمطار على المنطقة أواخر فصل الربيع وخلال فصل الصيف، أما في فصل الشتاء فالأجواء باردة وقد تصل في بعض الأوقات إلى درجة التجمد. وتنتشر في الشفا الآثار والمواقع القديمة ويوجد بها بعض السدود ومن أشهرها “سد وادي عرضه”، و”سد قريقير”، و”سد اللصب”.
الهدا:
منطقة سياحية تقع غرب الطائف، وترتفع عن سطح البحر حوالي 2000 م. وهي منطقة جبلية تكسوها الخضرة على جبالها الشامخة، يربطها خط سريع مزدوج يؤدي إلى مكة المكرمة بطول 87 كيلاً عبر جبال طريق كرا، وتشتهر بجاذبيتها السياحية شتاءً لجمال جوها وعطر رذاذها المتساقط على جيدها بحبات لؤلؤ البرد، ويوجد بها أكثر من 37 شاليهاً ومنتجعاً سياحياً يعتبر مناخ الهدا معتدلا صيفاً باردا شتاءً، وتكثر الأمطار في فصلي الربيع والشتاء، كما يكثر الضباب في فصل الشتاء.
ثقيف.
ثقيف عبارة عن منطقة جبلية على العموم تتخللها الأودية والشعاب وتتحدر غرباً إلى ناحية تهامة انحداراً شديداً والجزء الوحيد المنبسط هي حاضرة مركز ثقيف ترعة التي تكثر بها الأودية الجميلة والبساتين. وتتميز بارتفاع جبالها والتي تتراوح ما بين 2000إلى 3000عن سطح البحر ومنها جبل بيضان العملاق؛ بالإضافة للأودية منها وادي لخمة وعبد الله وغمدا وجلة الهندي والعمار؛ فيما يتواجد بها قلاع وحصون مشهورة من أشهرها حصن العجمة وحمران والمشيرة والوبر.