بعد خبرة بنكية لمدة 8 سنوات، قررت نادين عطار التفرغ لتصميم المجوهرات، واستثمار وقتها وطاقتها نحو شغفها في صنع المجوهرات والتصميم، بعد أن شجعها الأصدقاء والعائلة بالاستمرار بمواصلة شغفها مهنيًا.
” عطار” امرأة شابة مليئة بالطاقة والإيجابية تمتلك موهبة حقيقية، استطاعت إثبات جدارتها في فترة زمنية قليلة؛ لتكون أول سعودية ترتدي شهيرات هوليوود مجوهراتها في محافل عالمية كبرى كمهرجان كان السينمائي، وأيضا شهيرات العالم العربي ارتدين تصاميمها؛ لتعكس بإبداعها طموح المرأة العربية نحو العالمية.
“عطار” لا تصمم مجوهرات فحسب؛ إنما تهدف إلى إنتاج أعمال فنية تعكس الفخامة والأناقة وتتوارثها الأجيال، لذلك تقدم تصاميمها للمرأة بصفة أساسية، وأيضا للرجل ولأفراد للعائلة جميعها، حاورنا المبدعة الشابة في المساحة التالية.
تحول غير متوقع
تقول نادين صديق عطار إنها تخرجت من قسم نظم معلومات، ومن ثم عملت في بنك لمدة 8 سنوات، وكانت سعيدة في عملها بمجال البنوك، ولم تتوقع أنها ستتحول من موظفة بنك الى مصممة مجوهرات.
زملاء العمل
وتضيف أنه بعد سنوات من عملها في البنك اكتشفت أن لديها ذوق خاص وهواية في اختيار وتصميم المجوهرات؛ من خلال زملائها في العمل الذين كانوا يستعينون بها لتصمم واختيار هدايا خاصة لأمهاتهم أو زوجاتهم أو بناتهم، وبالتالي كانت تعد بعض الأسئلة التي تخص الفتاة او السيدة عن شخصيتها وماذا تفضل وماهي ألوانها المفضلة؟، وغيرها من الاستفسارات التي تساعدها على رسم التصميم الذي يتناسب مع كل شخصية.
التفرغ والتميز
وتشير عطار إلى أنها قررت ترك العمل بالبنك والتفرغ لتصميم المجوهرات في نهاية 2015، وتعد هذه اللحظة بداية مرحلة الاحتراف، وفضلت ان تحتفظ بهوية خاصة للتصاميم التي ستعمل عليها من خلال الانفراد والتميز، وعدم تكرار القطعة الواحدة في التصميم.
مجموعة “روح”
وتكشف أن أول مجموعه قدمتها من تصميمها وهي مجموعة ” روح” استوحتها من طفلة عمرها سنتين، حيث طُلب منها تصميم سلسال مكتوب بآيات المعوذات، وبعد تفكير طويل قررت أن يكون التصميم بعيد عن الأشكال الطفولية؛ بحيث تستطيع الطفلة ارتداءه إلى أن تكبر.
ومن هنا خرجت بفكرة روح لتكون قطعة كلاسيكية وأساسية، ومن جانب آخر لا تفضل “عطار”وضع آيات قرآنية على المجوهرات حتى يمكن ارتداؤها في أي مكان، وبالتالي لجأت إلى إضافة كلمات معبرة، مثل كلمات مأثورة من الكاتب والشاعر اللبناني جبران خليل جبران، اسمها ” نصف حياة” ، (لا تجالس أنصاف العشاق، ولا تصادق أنصاف الأصدقاء، لا تقرأ لأنصاف الموهوبين، لا تعش نصف حياة)، وأيضًا كلمات من أشعار المتنبي الغني عن التعريف.
الصعوبات.. الجودة والرسم
والد نادين ” صديق عطار” أحد أشهر التجار في مجال المجوهرات بالسعودية، وبما أن نادين كانت تذهب مع والدها أثناء اختيار قطع المجوهرات، كان يعلمها كيف تقيم القطع الأفضل، وأعطاها من خبرته في المجال؛ مما كون لديها خبره واسعة عن سوق المجوهرات. وعندما فكرت أن تتجه إلى المصانع المحلية، وقفت أمامها عقبة الجودة، لذلك اتجهت للبحث عن مصانع خارج السعودية، ووقع الاختيار على التعامل مع مصانع في إيطاليا.
أيضا من جانب آخر كانت عطار تواجه صعوبة في إيصال فكرتها عن التصميم؛ حيث أنها لاتجيد الرسم جيدًا، لكنها لم تستسلم للأمر ؛ حيث حصلت على دورات متخصصة في تصميم المجوهرات بلندن، حتى يسهل عليها إيصال فكرتها عن التصميم الذي تريده.
“عالمة الأحجار”
ترى عطار نفسها في الوقت الحالي “عالمة في الأحجار”، لكنها لم تمتلك الخبرة بين يوم وليلة، وإنما اكتسبتها بالتدريج ومع الوقت؛ بعدما استقالت من البنك تعلمت علم الأحجار من حيث خصائصه وأنواعه؛ كي تعرف ماهية الخامات التي تتعامل معها، وحتى تختار الأحجار والألماس، وأيضًا لتقييم ما يقدمه لها المصنع من قطع مجوهرات تستخدم في التصاميم، وبالبحث والاضطلاع والتجارب امتلكت معرفة كبيرة بالمجال.
العلاقة بـ”الطاقة”
وعن علاقة الأحجار الكريمة بطاقة الإنسان، وأن لكل شخص حجر يناسبه؟؛ تقول إنه ليس لديها اثباتات فعلية أو علمية تؤكد ذلك، لكنها تؤمن بعلم الطاقة. وتصدق أن هناك أحجارًا تليق على أشخاص عن أشخاص آخرين، ولكن ليست قاعدة ثابته .
“علا الفارس”
وبحسب عطار، اختيار الإعلامية”علا الفارس” لتكون الوجه الإعلاني لمجموعتها من التصاميم له قصة؛ كانت تبحث عن وجه جميل يمتلك جمال طبيعي بعيدًا عن عمليات التجميل والبلاستيك، حيث أن الرسالة التي أرادت إيصالها من خلال عملها، أن تتحدث كل شخصية عن نفسها، وأن تكون طبيعية وتعبر عن ذاتها براحة تامة، في البداية وقع اختيارها على فنانة مصرية شابة، لكن لم يكتمل الاتفاق معها بسبب انشغالها وسفرها، وبعد بحث مطول أُقترح عليها الإعلامية “علا الفارس”؛ ووجدتها هي الأنسب كونها شخصية جميله ولها احترامها في المجتمع، كما رحبت “علا ” بالفكرة واستقبلت نادين بمنزلها في دبي.
مشاهير أجانب وعرب
ارتدت “علا الفارس” تصاميم مجوهرات نادين عطار في مهرجان كان الدولي، وأيضًا الممثلة العالمية أليساندرا أمبروسيو، التي طلبت شخصيًا أن ترتدي إحدى القطع الثمينة من تصميم ” نادين عطار” في مهرجان كان الدولي، وبشكل عام تفضل عطار مشاهير هوليوود ليرتدين تصاميمها. ومن مشاهير العرب الفنانة يسرا ونيللي كريم.
“للرجل نصيب”
نادين عطار لا تصمم مجوهرات فحسب؛ إنما تهدف إلى إنتاج أعمال فنية تعكس الفخامة والأناقة التي تنتقل من جيل لجيل آخر، لذلك لم تكن تريد أن تقدم قطع للمرأة فقط، بل فضلت أن توجه تصاميمها للعائلة جميعها، فكان للرجل نصيب من تلك التصاميم الفريدة، التي يستطيع ارتداءها وتوريثها لأبنائه، وتستوحي “عطار” كثيرًا من التصاميم من خلال لقاء العملاء، حتى تأتي قطع المجوهرات متوافقة مع شخصياتهم؛حيث كل قطعة تعبر عن شخصية ما، والمجوهرات تتحدث عن شخصية من يرتديها رجلًا كان أم امرأة.