يشارك حاليا “حافظ جاليري” من جدة في معرض “فن أبوظبي”، حيث تجتمع صالات فنية من شتى أنحاء العالم لتعرض أعمالاً مختلفة لفنانين من الشرق والغرب.
وعلى هامش العرض التجاري المتمثل في صالات محلية وعربية وعالمية، وبمناسبة الاحتفال بمرور عشرة أعوام على انطلاق “فن أبوظبي”، يقيم المعرض برنامجاً كاملاً من المحاضرات والمناقشات و العروض الفنية الحية المبتكرة من تصميم فنانين معاصرين.
يعرض “حافظ غاليري” مجموعة من اللوحات الضخمة التي تصور أجزاء من أعمدة شاهقة، اللوحات للفنان المصري إبراهيم الدسوقي، الذي نقل في لوحاته بشكل بارع ثنائية الظل والضوء.
وفي زاوية أخرى، عدد من المنحوتات الفائقة تمثل فلاحات مصريات منتصبات القامة، رشيقات يحملن الجرار فوق الرأس في تكوين فني بديع وكأنهن أيضاً أعمدة معابد فرعونية، يبدو الفنان سيد عبد الرسول مفتوناً بالطول الشاهق وينقل لنا ذلك الإحساس ببراعة وحساسية متناهية.
في “حافظ جاليري” أيضاً، نجد أعمالاً للفنان السعودي راشد الشعشعي، الذي يعرف باستخدام أدواته الفنية ليجذب عين المتفرج، وعندها يفاجئه بأن الألوان الجميلة والأضواء دائماً تخفي وراءها الكثير.
في عمله الأول وعنوانه “علامات في طريق الجنة” نرى شكلاً هندسياً إسلامي الجماليات، ولكن من قريب نرى أنه يتكون من مجموعة من “المصاف” البلاستيكية التي تستخدم في المنازل، في حد ذاتها هي أداة منزلية قد لا ننظر لشكلها مرتين، ولكن الشعشعي يعرف كيف يوظف تلك الأداة الجافة لتكون شكلاً فنياً جميلاً هندسياً مثل قطعة أرابيسك إسلامي ملون.
بالاقتراب منها نرى أن الشكل الإسلامي الرشيق والملون يتفكك أمامنا لعناصره، ونجد خلف القطع البلاستيكية المثبتة على إطار هناك شاشة وصور ملونة لشعارات ومنتجات استهلاكية، يبدو عمل الفنان تعليقاً بليغاً على المادية واستغلال الموتيفات الإسلامية الرفيعة للترويج والاستهلاك الرخيص.
من حافظ غاليري أيضاً، صور فوتوغرافية للمصور السعودي عادل قريشي، منها صورة مقربة لباب الكعبة وأخرى لمراسم تغيير كسوة الكعبة. المدهش في أعمال القريشي هو توغلها في نفس الناظر لها بتفاصيل قد لا يراها الإنسان لأول مرة، صورة تغيير كسوة الكعبة تأخذ الأنفاس بجلالها، يبدو الأشخاص الذين يقومون بإسدال الكسوة كمجموعة من الحمامات البيضاء التي تجلس على سطح الكعبة، في صورة أخرى مقربة من ستار الكعبة الأسود، الذي انحسر عن جانب من البناء الحجري للكعبة، تتضارب المشاعر وتغلب الرهبة والخشوع عليها.