الفنانة وهبة العطار: بعض الهواة يمتلكون مخيلة أوسع من الأكاديميين
إقرأ
المدينة المنورة- محمد قاسم
الفن سواء كان رسم أو موسيقى أو تمثيل أو نحت، يعتمد على الموهبة والحس الإدراكي الشخصي جدًا للأشياء، بينمـــــا الأدب يعني كتابة الروايات والقصص والســير الذاتيــــــة في تجسيد للأفكار الإنسانية بواسطة الكلمات، والفنانة السعودية الموهوبة “وهبة العطار” ترى أن الفنون كلها أوجه لعملة واحدة، وجميعها تعبر عن حالة إنسانية بطرق إبداعية واحدة في جوهرها ومتعددة ومتباينة في مظهرها، لذلك جمعت بين الفن التشكيلي والشعر والرواية، لتعبر عن مشاعرها، وخاصة القضايا الإنسانية، وأكثرها تأثيرًا فيها معاناة وتشريد وموت الأطفال في بلدان الحروب الشرسة، حاورنا وهبة العطارفي المساحة التالية.
تشابه أسماء
بداية توضح وهبة العطار ردًا على سؤال حول صلة قرابة بينها والأديب الكبير أحمد عبدالغفور عطار، بأنها للأسف ليس هناك صلة قرابة، بل مجرد تشابه أسماء، وفي الوقت ذاته لها الشرف إن كان هناك صلة قرابة بعائلة الأديب أحمد عبدالغفور العطار العريقة.
وجهان لعملة واحدة
تقول إن الشعر والرسم وجهان لعمله واحدة؛ الأول تعبير عن الإحساس بالكلمة والآخر بالفرشاة، وتجد هي نفسها بينهما، حيث تعتبرهما خط واحد؛ الحرف يعتبر تجربه وحوار روحي مع المشاعر، أما اللون فتجربه حسية ملموسة ومنظوره على أرض الواقع.
النخبوية والمنصات الجديدة
وترى العطار أن زمن الثورة الإعلامية وانتشار الثقافة على كافة المنصات قد ساهم في نشر الثقافة والإبداع، بالإضافة إلى الوسائل والطرق النخبوية، وهي شخصيًا تعتقد أن على الموهبة إثبات نفسها، سواء كان ذلك في الوسط النخبوي أو بالتغريد خارج السرب النخبوي، مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي؛ مثلما كانت انطلاقتها عبر المنصات الالكترونية قبل المنصات النخبوية.
الوعي بثقافة المرأة
وتعترف بأن الفنان أو الأديب يواجه تحديات كبيرة في مسيرته، وتكون التحديات أكبر عندما يكون الفنان أو الأديب امرأة، ولكنها تستدرك بأنها “الحمد لله” بالنسبة لمحيط العائلة كان الكل مشجع ومحفز، وكان التحدي الذي واجهها في بداياتها بحكم أنها امرأة هو (شخصنة ) بعض كتاباتها، لكن مع الوقت تلاشت الفكرة وزاد الوعي بثقافة المرأة، وقدرتها على خلق (وعي أدبي) من اللاوعي.
موت الأطفال
«رواية (رجفة) قريبًا على رفوف المكتبات»
وتكشف العطار أن هناك عدة مواقف إنسانية تثيرها للكتابة عنها، وعلى رأسها موت الأطفال وتشريدهم ، مما يستوقفها كثيرًا ويهيج دموعها قبل حروفها؛ بسبب الحروب الوحشية التي تداهم الوطن العربي، وبالتالي جسدت ذلك في كلمات لتعبر عن هؤلاء الأطفال، وفي ذلك تقول:
ماهذا ….؟! اغمضي عينيك ياصغيرتي وقولي جراح غائره وطفولة تسأل ؟ أبقى شئ لم يقال؟ وجدان اختزل وفكر قتل سافر إلى عالم متهالك أم هاجر إلى سراب الذكريات ليس له حاضر يحتوى أو ماض قد تبرأ منه هل لي بسؤال هل هذا زمن الانحسار ؟؟ أم الانكسار ام الانجبار قولي بربك.. جاوبي باستفاضة دون اختصار احتاج الهواء احتاج النقاء قد انعدم عندي قانون الأنقياء وتوارث هذا العالم أهل الغباء جثموا على ذاك الجسد الهزيل فازهقوه غرقًا شنقًا قتلًا لايهم إن كان الإزهاق ماديًا أو معنويًا فالقتل يبقى قتلًا لكل أحلام الصبا قطف لزهور الصبار الصامتة رغم ندرتها وقلتها وصبرها تٌقطف مهلًا ربما الغد أجمل… تترك فيه أزهار الصبار لتينع
الدراما
وتشير إلى أنها تكتب عدة أنواع من الروايات والقصص، ولكنها تميل في الأغلب إلى النوع التراجيدي أو ما يطلق عليه (الدراما)، التي تسبر أغوار ثغرات في المجتمع، حيث أن الدراما تحيط بنا في مجتمعنا العربي أو المحلي .
مدارس الفن التشكيلي
وتقول العطار إن هناك عدة أنواع ومدارس للفن التشكيلي منها؛ الكلاسيكية والواقعية والسيريالية، والتجريدية والمستقبلية وغيرها من مدارس الفن التشكيلي، وهي شخصيًا بدأت بالواقعية وتنقلت بين التأثير الانطباعي وعملت مزج بين اللون والخام (ميكس ميديا ) إلى أن وصلت للتجريد.
حالة إبداعية
ولا تفضل مصطلح “مدرسة أو أسلوب سعودي” في الفن التشكيلي، وتوضح أنه لاشك التراث ولمساته تترك فينا تأثيرًا كبيرًا بحكم الانتماء وحب الوطن، والفن في المملكة العربية السعودية في أفضل أوقاته الآن، لكن يبقى الفن لا يحمل مسمى أو جنسية، هو فقط حالة إبداعية حسية تتملك الفنان، وتتركه منفيًا بين خمائل إبداع أنامله ورقصات بنات أفكاره على أوتار اللون.
الموهبة والدراسة
ووفقًا للعطار الفن التشكيلي شعور وحس قبل أن يكون دراسة، وتجد بعض الهواة يمتلكون مخيلة أوسع من الأكاديميين بحكم التغذية البصرية والممارسة، ويجب أن نترك المتلقي يسهم في التعبير عما يراه دون التدخل وقطع تأملاته بالعمل الفني؛ لنرى إلى أين سيصل به فكره وخياله وتعمقه في العمل الذي أمامه.
«آحدث أعمالها الفنية المشاركة بمعرض في الأوبرا المصرية»
الأوبرا المصرية و(رجفة)
وتختتم الفنانة وهبة العطار بأن آخر أعمالها الفنية المشاركة بمعرض في الأوبرا المصرية وتنظيم معرض فني عربي في الإسكندرية، أما من حيث أعمالها الأدبية فلديها رواية جديدة بعنوان (رجفة) ستكون قريبًا على رفوف المكتبات، و تتمنى أن تنال الذائقة لدى القارئ والمتابع لها.