انطلقت فعاليات مبادرة مستقبل الاستثمار للعام 2018م في مدينة الرياض « بعنوان دافوس الصحراء»، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله، وبرئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، ورئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة، وبمشاركة عدد كبير من الخبراء والرياديين والاقتصاديين.
فرص ثمينة:
وتسعى المبادرة في هذا العام إلى مواصلة استكشاف الاتجاهات والفرص التي ستسهم في تحقيق عائدات وآثار إيجابية مستدامة، وبناء شبكة تضم أهم الأطراف المؤثرين في الساحة العالمية، إضافة إلى تسليط الضوء على القطاعات الناشئة التي ستسهم في رسم مستقبل الاقتصاد العالمي خلال العقود المقبلة.
40 جلسة وأكثر من 150 متحدثًا تأكد حضورهم:
وشارك في المبادرة هذا العام الآلاف من مختلف دول العالم في إطار جدول أعمال غني، يتضمن أكثر من 40 جلسة، ونقاشات مفتوحة، وورش عمل، إضافة إلى منتديات جانبية ينصب تركيزها على ثلاث ركائز أساسية، هي: الاستثمار في التحول، والتقنية كمصدر للفرص، وتطوير القدرات البشرية.
كما تم عقد 12 ورشة عمل متعددة التخصصات، يديرها نخبة من شركاء المعرفة العالميين في قطاعات الثقافة، التواصل، المدن، الاستكشاف، المبادئ، الطاقة، الإعلام، الحياة، الذكاء، المال، الترفيه والمواهب.
وقد حضر أكثر من 150 متحدثًا، يمثلون أكثر من 140 مؤسسة مختلفة، إضافة إلى شراكات مع 17 مؤسسة عالمية. وركز برنامج المبادرة الضوء على دور الاستثمار في تحفيز فرص النمو، وتعزيز الابتكار، إضافة إلى مواجهة التحديات العالمية.
محاور المنتدى:
وناقشت المبادرة 3 محاور وقضايا رئيسة لهذا العام:
1. الاستثمار في التحول: إذ يعمل كبار المستثمرين في العالم على إنشاء مدن جديدة، وتحويل اقتصادات بأكملها.
2. التقنية كمصدر للفرص: إذ تفتح التقنية في عصرنا الحالي آفاقًا وفرصًا اقتصادية جديدة من خلال التخصيص والتصنيع على نطاق واسع.
3. تطوير القدرات البشرية: من خلال إنشاء عالم يستطيع فيه البشر والآلات العمل معًا لخلق عالم أكثر أمنًا وإنتاجية، وتوفير حياة أكثر سعادة وتعاونًا.
مجموعة من القادة والمستثمرين العالميين:
يمرُّ العالم بفترة من التحولات الاقتصادية والتكنولوجية واسعة النطاق، وذلك بعد مُضي عشر سنوات على بدء الأزمة المالية العالمية؛ إذ ستجمع المبادرة هذا العام مجموعة من القادة والمستثمرين والمبتكرين العالميين لمناقشة دور الشركات والحكومات والمؤسسات العالمية في العمل معًا لتحقيق النمو والازدهار على المدى البعيد. وتسعى مبادرة مستقبل الاستثمار لهذا العام إلى استكشاف وتطوير الاتجاهات والفرص الاقتصادية المستقبلية، ورسم ملامح القطاعات المستقبلية، إضافة إلى مناقشة كيف يمكن للاستثمار المساهمة في التطور والازدهار العالميَّيْن.
يذكر أن المملكة احتضنت العام الماضي، أعمال دافوس الصحراء، تحت عنوان “مبادرة مستقبل الاستثمار”، استضافها صندوق الاستثمارات السعودية العامة في الرياض.
وشارك في أعمال منتدى العام الماضي، أكثر من 2500 شخصية رائدة ومؤثرة في عالم الأعمال من أكثر من 60 دولة، ناقشوا الفرص والتحديات التي ستشكل وجه الاقتصاد العالمي والبيئة الاستثمارية في العقود المقبلة.
وقال رجال اقتصاد وأكاديميون في سوق المال، إن مؤتمر “مبادرة مستقبل الاستثمار”، سيحمل خريطة جديدة للاستثمارات بالمنطقة العربية، في ظل المنافسة القوية القائمة من كبرى الشركات والكيانات الاقتصادية الدولية، ما بين الولايات المتحدة وأوروبا والصين وروسيا ودول آسيا، موضحين أن المؤتمر يستهدف مواصلة استكشاف الاتجاهات والفرص، التي ستسهم في تحقيق عائدات وآثار إيجابية مستدامة بالمملكة، وبناء شبكة تضم أهم الأطراف المؤثرين في الساحة العالمية.
وأكد اقتصاديون أن المشروعات المطروحة في المؤتمر أغلبها في قطاعات تعتمد على استخدام التكنولوجيا الحيوية في السياحة، والاستجمام والاستثمار في الابتكار وريادة الأعمال والتحول الرقمي، مع التركيز على مشروعات بكيانات عالمية تفتح مجالاً ضخماً في صناعة وسوق البتروكيماويات، وصناعات لها علاقة بالنفط، فضلاً عن الخدمات والتجارة البينية.
محمد بن سلمان: لا أريد مفارقة الحياة إلا وشرقنا متقدم.
«أوروبا الجديدة»
قال ولي العهدالأمير محمد بن سلمان، إنه لا يريد أن يفارق الحياة قبل أن يرى الشرق الأوسط متقدماً عالمياً.
وجمعت الجلسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ، وولي عهد البحرين، الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ورئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري، بحضور الشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء، حاكم إمارة دبي.
وعن رؤيته لمستقبل الشرق الأوسط، قال الأمير محمد بن سلمان: لو ننظر للشرق الأوسط فإن الدول التي تعمل بشكل جيد كانت تعتمد على النفط. لكن أتى رجل في التسعينات أعطانا نموذجاً أننا يمكننا أن نقدم أكثر.. الشيخ محمد بن راشد. وأضاف أن الشيخ محمد بن راشد رفع السقف ونستطيع أن نرى أبوظبي تحركت سريعاً وكذلك البحرين، وهذا لا شيء مما سيحدث في الخمس سنوات القادمة في البحرين.. وكذلك الكويت، ومصر حققت 5% نمواً في اقتصادها ومعدلات البطالة تنخفض سريعاً، وتزايدت وحدات الإسكان، ووصف ولي العهد السعودي أن إقتصاد دول منطقة الشرق الأوسط بأنه «سيتغير خلال السنوات الخمس المقبلة» معبراً عن تفاؤله الكبير في الخطط الطموحة بجميع دول المنطقة. وقال إن السعودية ومصر والبحرين والأردن والإمارات وعمان والكويت «وحتى قطر التي لدينا خلاف معها» سيكون اقتصادها أفضل بعد 5 سنوات بسبب تنفيذ الخطط الطموحة المعلنة في كل منها. وتوقع الأمير محمد بن سلمان، أن تغير التطورات الاقتصادية الحاصلة في المنطقة إلى جعل منطقة الشرق الأوسط بمثابة «أوروبا جديدة».
وقال إن كل دول المنطقة؛ عليها أن تساهم في رفع سقف التوقعات، والسعودية قامت بذلك وقد بدأت دبي منذ التسعينات برفع سقف التوقعات والطموحات الاقتصادية ونجحت بذلك وتبعتها أبوظبي ودولة الإمارات عموماً «ثم قامت السعودية برفع سقف التوقعات عبر رؤية 2030» ونريد من جميع دول المنطقة القيام بنفس التوجهات.
وواصلت يوم الأربعاء وهو اليوم الثاني لفعاليات «مبادرة مستقبل الإستثمار» بمشاركة واسعة من الخبراء والرياديين عبر العالم في مجالات الذكاء الصناعي والتحول الرقمي، في وقت شهدت فيه البيئة الاستثمارية السعودية إصلاحات جاذبة للاستثمار الأجنبي في مختلف المجالات. ويأتي ذلك في وقت يشهد فيه الاقتصاد السعودي نموا متصاعدا، ومتانة وضع الاحتياطات النقدية التي بلغت 1.8 تريليون ريال (480 مليار دولار) بنسبة نمو بلغت 1.4%، ما يؤكد قوة وأهمية ومحورية الرياض في العالم على الصعيدين الاستثماري والاقتصادي.
400 مليار دولار حجم صندوق الإستثمارات:
وعن صندوق الاستثمارات العامة قال الأمير محمد بن سلمان إنه كان «قبل 3 سنوات بحجم 150 مليار دولار والعام الحالي وصل إلى 300 مليار دولار ونتوقع نهاية العام الحالي الاقتراب من 400 مليار دولار وهو هدف كنا نخطط له بحلول 2020 لكنه يتحقق في بداية 2019 وقد نصل في 2020 إلى 500 أو 600 مليار دولار وصولا إلى 2 تريليون دولار في 2030» ، مؤكداً أن الإصلاحات الأخيرة عكست أرقاماً مهمة، من أبرزها تضاعف إيرادات الدولة غير النفطية بنحو 3 مرات في ميزانية المملكة.
المملكة تخاطب العالم بالأرقام:
وقال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في جلسة مباشرة باليوم الثاني من النسخة الثانية لمنتدى مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض، إن «الأرقام تتحدث عن الإصلاحات التي قمنا بها» كما أن المملكة ستواصل الإصلاحات والإنفاق على البنية التحتية، متوقعا أن ينمو اقتصاد السعودية بنسبة 2.5% هذا العام.
وأوضح ولي العهد السعودي أن الإصلاحات الأخيرة «أثبتت بالأرقام تضاعف الأداء في عدة مجالات خاصة ميزانية الدولة».
أكبر ميزانية في تاريخ السعوديه:
وقال الأمير محمد بن سلمان «نجد أن الميزانية الحالية هي الأكبر بتاريخ السعودية، وفي العام المقبل ستقر أول ميزانية بأكثر من تريليون ريال سعودي».
وأضاف «كما نجد أن نسبة الانفاق الرأسمالي والتشغيلي تتزايد ونسبة الإنفاق على الرواتب تنخفض، فقبل ثلاثة أعوام كانت نسبة الرواتب 50% من الميزانية ونتوقع العام المقبل أن تصبح هذه النسبة 45% مع المحافظة على زيادة التوظيف وكان هذا تحديا بأن تقل نسبة الإنفاق ويتضاعف التوظيف».
وعبر عن اعتقاده بأن «تتحسن أرقام البطالة في السعودية بدءا من العام المقبل حتى تصل إلى 7% بحلول العام 2030». وأشار ولي العهد السعودي إلى تقدم مرتبة المملكة العربية السعودية إلى الرتبة 39 من 140 دولة على مؤشر التنافسية العالمي الصادر من المنتدى الاقتصادي العالمي.
كما أشار إلى النجاحات المتحققة في «إصلاح الجانب الثقافي والترفيه، وهناك قفزات فلكية في السنوات الثلاث الماضية وهذا الشيء سوف يستمر لأننا نعيش بين شعب جبّار وعظيم، فقط هم يضعون هدفا ويحققونه بكل سهولة، لا أعتقد بوجود تحديات أمام الشعب السعودي العظيم».
وقال الأمير محمد بن سلمان: «كل مشاريعنا ماضية بعزم والإصلاح مستمر وحربنا على التطرف وحربنا على الإرهاب مستمرة وخطط تطويرنا للاقتصاد السعودي مستمرة، مهما حاولوا كبح جهودنا لن نتوقف».
وأضاف لقد حققنا قفزة في معدلات النمو الاقتصادي التي «خضعت للتعديل 3 أو 5 مرات هذا العام» بسبب الإنجازات المتلاحقة على مستوى الميزانية والمشاريع والتوظيف والإنفاق العام.
الشعب السعودي كجبل طويق:
وضرب مثالاً في جبل طويق السعودي وقال إن همة الشعب السعودي مثل جبل طويق لا تنكسر ولذلك تتحقق الإنجازات واحدة تلو الأخرى.
كما ضرب أمثلة مهمة في مصر التي يعمل شعبها بجد من أجل تطوير اقتصاد بلاده واستعادة دور مصر الريادي. وقال إن العراق أيضا تعمل على خطط وسيكون لديها قدرات مهمة لاقتصاد المنطقة.
صفقات ضخمه في منتدى الإستثمار:
وشهد اليوم الثاني من المنتدى إبرام صفقات ضخمة أبرزها اتفاقيتان لوزارة الحج و العمرة السعودية بقيمة 2.3 مليار ريال مع شركات تقنية عالمية لتطوير تقنيات إدارة مرافق الحج والعمرة. كما شهد اليوم الثاني إبرام صفقة العقد الاستشاري لبناء جسر موازٍ لجسر الملك فهد بن عبدالعزيز بين السعودية والبحرين بكلفة تقدر بنحو 3.5 مليار دولار، إضافة إلى عدد كبير من الاتفاقيات الضخمة في قطاعات التكنولوجيا والصحة والتعليم وغيرها من القطاعات.