مجلة اقرا

العيب الخلقي بالقلب الأسباب والأعراض والتشخيص

بقلم– رانيا الوجيه

العيب الخلقي في القلب أكثر التشوهات الخلقية شيوعًا، والمسبب الأول للوفاة في العام الأول من حياة المولود، والعيب الخلقي قد يكون بسيطًا يحتاج إجراءات علاجية محدودة، وقد يكون معقدًا يتطلب تدخلات جراحية تستمر لفترة، الدكتورة ريما البدر أستاذ واستشاري طب أطفال وقلب أطفال وقلب الأجنة، توضح في نقاط موجزة الأسباب المحتملة للمرض والأعراض الدالة عليه، كما تلفت إلى أهمية التشخيص المبكر للمرض وفائدته الكبرى في تحديد خطوات العلاج الناجح التي تتلافى المضاعفات، وتحقق الشفاء بمشيئة الله، وذلك في المساحة التالية.

أسباب المرض

تقول الدكتورة ريما البدر إن الأهل تكون سعادتهم كبيرة عندما يرزقون بمولود، فكما قال الله تعالى (المال والبنون زينة الحياة الدنيا)، ولكن عندما تأتى الولادة قبل الموعد المحدد لها, ويطل الطفل على الحياة قبل أن يصبح جسمه مستعدًا لذلك، هنا تكون نسبة حدوث أمراض القلب أكبر من الطفل الكامل النمو.

وتضيف أن من أسباب العيوب الخلقية في القلب أيضًا تعرض الأم لبعض الفيروسات أو موجات الأشعة في الأشهر الـ 3 الأولى للحمل، أو تناول بعض الأدوية؛ هنا تتزايد احتمالات إصابة الجنين ببعض التشوهات الخلقية في القلب مثل الثقب، وكذلك إذا كان أحد الوالدين أو الأبناء الآخرين قد أصيب بتشوه خلقى في القلب، عندها يجب توقع وجود أمراض عند الجنين أو المولود المنتظر، والتوقع لا يعني ضرورة حدوث المرض، لكن دائمًا الكشف الوقائي يساعد على سرعة التشخيص.

الأعراض

وتقول دكتورة ريما البدر إن كثيرات من الأمهات يسألنها : كيف أعرف أن طفلي لديه مرض في القلب ؟، وتكون الإجابة أن اكتشاف المرض يكون من خلال ملاحظة أعراضه، مثل تعب الوليد الشديد أثناء الرضاعة، وهذا يظهر في عدم القدرة على إكمال الرضاعة فى فترة زمنية معقولة، أو ينقطع الرضيع عن الرضاعة بسبب سرعة في التنفس مصحوبة بعرق شديد، هنا يُنصح بزيارة سريعة للطبيب.

وتستكمل أن الأم قد تلاحظ بعض التغير فى لون الشفاة وتحولها إلى اللون الأزرق الذي يزداد خصوصًا مع الرضاعة أو البكاء الشديد، وهنا أيضا يُنصح بزيارة سريعة للطبيب.

وتشير دكتورة ريما البدر إلى أنه أحيانًا لا يلاحظ الوالدين أيًا من تلك الأعراض على المولود، وعند الذهاب للطبيب في زيارة عادية للتطعيم مثلًا يلاحظ الطبيب أن نمو الطفل أقل مما هو متوقع له، وبالفحص الدقيق يتبين وجود مرض في القلب.

التشخيص المبكر

وتشدد على أن مرض القلب عند الأطفال في عصرنا الحالي، وبوجود الكفاءات الطبية المدربة والأجهزة الحديثة لم يعد كارثة لا ينجو منها الطفل كما كان الحال في السابق.

وتختتم دكتورة ريما البدر بأن الطفل المريض بالقلب لديه كل الفرص لحياة طبيعية مليئة بالصحة والحيوية؛ هذا إذا تم التشخيص في الوقت المناسب من عمر الطفل وبأيدي خبيرة تستطيع بمشيئة الله التدخل بالخطوات العلاجية المناسبة.