مجلة اقرا

غياب لأخصائيات الشعر في ظل سعودة الصالونات

بقلم – رانيا الوجيه
مع سعودة قطاع صوالين التجميل ظهرت فجوة كبيرة في توفير الأيدي العاملة السعودية، خاصة في مجال الخدمات التي تقدم في ذلك القطاع، حيث تقبل الفتيات على العمل في تخصص المكياج ” ميك اب ارتيست ” بشكل كبير جدًا، لكنهن يعزفن عن العمل في التخصصات الأخرى مثل الشعر والمانيكير والباديكير وغيرها، التي لها ذات الأهمية، مما يضع مالكات الصوالين في مأزق كبير في ظل نظام السعودة، في هذا التحقيق نجيب على التساؤلات حول: لماذا الإقبال الكبير على الميك اب والعزوف عن الخدمات الأخرى مثل الشعر والمانيكير والباديكير وغيرها، الإجابات سنحصل عليها من سيدات متخصصات وخبيرات في المجال.

أغلب الصوالين مازلوا أسرى لعقدة الأجانب»
و«رواتب الميك اب عالية ولا تقل عن 10 آلاف ريال»

عقدة الأجانب

سحر الشامي أخصائية مكياج تقول : أعمل في مجال المكياج منذ 13 عامًا، ومن خلال خبرتي أجد البنات المتخصصات في style hair ” الشعر”، يتميزن بشخصية جدية خشنة نوعًا ما بعكس بنات المكياج، وهناك فتيات سعوديات يعملن بالفعل في مجال الشعر، لكن مغمورات جدًا ومنطويات على أنفسهن لأنهن لا يجدن الدعم الكافي؛ سواء من الشركات العالمية أو من صاحبات الصوالين، وأعتقد أن أغلب الصوالين مازلوا أسرى لعقدة الأجانب الأقل أجرًا.
الطريق الأسهل
أخصائية الشعر منى فلاته تقول: بالفعل السعوديات في هذا المجال وجودهن نادر جدًا، برأيي يعود السبب أن تعلم الشعر أصعب من الميك اب، وعدد ساعات الدورات لفن المكياج أقل من مدة الدورات الخاصة بالشعر، التي تحتاج الى وقت أطول لإتقان التخصص، حيث أن الشعر يشمل عدة مجالات من تسريحات وقص وصبغات ومعالجات للشعر، والأهم معرفة أنواع الشعر من سيدة لأخرى، لذلك تختار الفتيات الطريق الأسهل وهو تعلم المكياج، بالإضافة إلى أن الإعلام والسوشيال ميديا تضع كل تركيزها على أخصائيات المكياج، ومن جانب آخر هناك سعوديات متخصصات في الشعر بأعداد ضئيلة جدًا، لكن منطويات على أنفسهن ويفضلن العمل الفردي خوفًا من تقليد أعمالهن .
الكسب السريع والشهرة
تعاني سيدة الأعمال رانيا السليماني مالكة صالون من عدم توافر أيدي سعودية عاملة وتوضح قائلة : أرى أن هذا الموضوع مهم جدًا طرحه في الوقت الحالي، فمع سعودة قطاع صوالين التجميل مازلنا نبحث عن سعوديات متخصصات بالشعر، بالإضافه إلى أن توجه معظم الفتيات إلى الميك اب حيث يحصلن على رواتب عالية جدًا لا تقل عن 10 آلاف ريال، ونحن نحتاج سعوديات في جميع التخصصات وليس فقط في الشعر والمكياج.
لم يتقدم أحد
وتضيف السليماني : نشرت منذ أسبوع إعلانًا عن طريق السوشيال ميديا أطلب فيه مجموعة من الفتيات السعوديات في مجال الشعر والخدمات الأخرى التي تخص صوالين التجميل، ولم أجد أي فتاة تقدمت للإعلان، في المقابل يفرض علينا مكتب العمل السعودة 100% داخل الصوالين، ومن جهة أخرى لا يوجد سعوديات متخصصات في جميع الخدمات سوى الميك اب، وبالتالي أجد الحل لهذه المشكلة في تقديم دورات شاملة فيما يخص جميع الخدمات التي تحتاجها الصوالين كما يحدث في الدول الأوروبية.
أسباب العزوف
خبيرة المكياج والمدربة المعتمدة من المعهد السعودي التقني للتدريب والمعهد البريطاني للتدريب الدولي فرح القواسمي تفسر تلك المشكلة موضحة: أن توجه الفتيات إلى مهنة الميك اب أكثر من أخصائية الشعر له أسباب عديدة وجه نظري، وأبرزها:
– قلة الدورات التعليمية المطروحة محليًا وقلة الخبيرات المحترفات.
– صعوبة السفر إلى خارج المملكة لعدد كبير من الفتيات لتعلم التقنيات على أيدي الخبراء سواء في الوطن العربي أو الغرب، وذلك لارتفاع التكلفة، كما تحتاج الدراسة إلى مدة طويلة نوعًا ما، مما يشكل صعوبة على من يرغبن بالتعلم.
– توجه أغلب السيدات إلى الاستايلات البسيطة مثل السشوار أو الريترو عوضًا عن التسريحات المعقدة .
– العائد المادي ليس ثابتًا، وقد يكون غير كاف بعض الأحيان بسبب بساطة الخدمة المطلوبة، حيث يختلف سعر السشوار عن التسريحات بشكل ملحوظ، والتكلفة أقل طبعًا للأول.
– والملاحظ موخرًا توجه بعض الفتيات إلى دراسة كيفية تطبيق معالجات الشعر فقط مثل الكيراتين والبروتين وغيرها، وذلك بسبب ارتفاع سعر الخدمة ومحدودية أدواتها المستخدمة وكثافة الإقبال عليها حاليًا.
وأخرى للإقبال
وتتابع خبيرة المكياج فرح القواسمي أن العكس صحيح بالنسبة لفن الميك اب حيث :
– تتوفر الدورات التدريبية بكثرة
– تميل الفتيات إلى دراسته لقصر المدة، حيث يعتمد على حضور الدورات لمده يومين أو 3 أيّام فقط، سواء كانت الدورات محلية أو خارجية.
– يتطلب احتراف الميك اب التدريب اليومي المتواصل من قبل المتدربة لتستطيع إتقان التقنية المدروسة في الفترة الأولى فقط.
– الدخل المادي ممتاز وثابت نوعًا ما، يختلف فقط باختلاف الأدوات المستخدمة.
قلة وعي
وتؤكد رذاذ فاروق رفه مالكة صالون تجميل: أن قلة الوعي والثقافة السطحية لأغلب الفتيات اللاتي يعملن في مجال الصوالين، يجعلهن لا يلتفتن جيدًا لمدى أهمية التخصصات الأخرى التي ستمدهن بالتميز والشهرة كحال مجال المكياج.
” لبس الطرح”
وتضيف: في الوقت الحالي بالفعل أغلب الفتيات يتجهن إلى مجال الميك اب ارتيست أكثر من الشعر، مما أحدث طفرة كبيرة جدًا في الميك اب مقارنة بغيره من التخصصات التجميلية، ومن الممكن أن تعود الأسباب إلى أن مجتمعنا يفرض لبس الطرح فلا يكون للشعر أهميه لدى اغلب الفتيات، ويرون ان الميك اب يجب أن يكون فائق الروعه بغض النظر عن تصفيف الشعر بتسريحات متنوعة، ومن
أكاديمية متخصصة
وتشير رذاذ فاروق رفه إلى أنه : من جهة أخرى على الصعيد الشخصي والمهني حين تتقدم للعمل في الصالون بعض الفتيات السعوديات أنصحها بالتخصص في الشعر وأقدم لها دورات مجانية، بالإضافة إلى الدعم لكن أجد منهن إصرارًا كبيرًا على أن يكونوا ميك اب وبإلحاح من باب الاستسهال، كما أن برامج اليوتيوب تنشر بكثافة جميع خطوات تعليم المكياج بأشكاله وأنواعه المختلفة، مما يزيد الطين بلة، وبالرغم من انخفاض عدد الفتيات السعوديات اللاتي يتخصصن في الشعر، إلا أنهن يجهلن مدى أهمية التميز في هذا المجال، وقد تشتهر سريعًا لأن الساحة خالية من المنافسة عكس الميك اب، ولذلك أطمح في تأسيس أكاديمية متخصصة لتعليم مهارات خاصة للشعر.
دعم الشركات العالمية
وتقول أخصائية التجميل ساميه محمد : من وجهة نظري انخفاض نسبة السعوديات المتخصصات في الشعر، يعود الى رغبة الفتيات في الشهره السريعه والمكسب الكبير، كما يحظى مجال الميك اب باهتمام ودعم كبير من قبل الشركات العالمية المنتجة للمكياج، من خلال إعداد فعاليات كبرى على مستوى العالم والوطن العربي بشكل مستمر، يقدمن فيها فنون المكياج بالإضافة إلى إغراء هذا المجال لهن، حينما تقدم تلك الشركات العالمية مشاهير وفنانات عربيات ليطبقن عليهن تفوقهن في وضع المكياج، مما يجعل أغلب الفتيات يفضلن الميك اب عن غيره مثل الشعر والمانيكر والباديكير، وفي المقابل هناك أيضا شركات عالمية متخصصة في الشعر مثل شركة رويال تستطيع أن تدعم بنفس دعم شركات المكياج، حتى تتحمس الفتيات لمجال الشعر .
“أيضًا تعاني”

ومن الجانب الأكاديمي توضح المسؤولة الإدارية في أكاديمية نفيسه شمس” مي عمر طيبه” أن الأكاديمية أيضًا تعاني من عدم توفر مدربات سعوديات متخصصات في الشعر، لذلك اقتصرت المقررات الدراسية في الأكاديمية على المكياج والخياطة والتفصيل فقط، ومع السعودة أصبح من الصعب استقدام اخصائيات من الخارج، حيث أصبحت تكلفة المدربة غير السعودية باهظه جدًا .