الشيف عمار البركاتي : العادات والتقاليد مهمة.. لكن النجاح والعلم أهم
إقرأ
بقلم– رانيا الوجيه
الشيف” عمار البركاتي”خبير الطبخ والمأكولات الغريبة، استطاع أن يصنع سيرة ذاتية مميزة، من خلال دراسته الفريدة في” إدارة المواد الغذائية”، ومشاركته في برنامج” Top Chef” كأحد النجوم السعوديين الذين اشتهروا وتخرجوا كأفضل طهاه على مستوى الشرق الاوسط.
يحدثنا الشيف ” البركاتي” في هذا الحوار عن بداياته ورحلته مع الطبخ، التي بدأت في أمريكا ليكون شيفًا ناجحًا من الدرجة الأولى، كما يعرض أفكاره ونصائحه وأهدافه وطموحه، البركاتي يقدم نموذجًا للشباب الباحث عن النجاح واثبات الذات.. فإلى الحوار.
حب تطوير الذات
يقول الشيف عمار البركاتي إن الطبخ كان هواية منذ الصغر، لكن ما صنع منه شيفًا ناجحًا” حب تطوير الذات”: بعد أن توجهت للدراسة في ولاية مليئة بتعليم الفنون (رود ايلاند في أمريكا)، اخترت أن أنمي حس فنون الطهي وإدارته، حتى أتمكن من السير في خطوات جديدة في مجال ناجح وغير متداول في بلدي.
التقاليد ونظرة المجتمع
أتمنى تسويق وترويج (الكبسة) عالميًا .. بصورة صحية ومعاصرة
ويضيف أن إدارة المواد الغذائية وفنون الطهي أحد المجالات الجديدة في مجتمعنا السعودي وبالنسبة لتقاليدنا المتوارثة، وكانت هناك ردود أفعال مختلفة مابين المؤيد من الأقارب والأصدقاء و المعارض، وكثيرًا ما سمعت عبارة: “يا ابني ادخل مجال هندسي أو طب “؛ حيث أن هذا مقياس النجاح المتعارف لدينا، لكن بعدما أتممت دراستي بنجاح والحمدلله، بدأت في نشر نجاحي للعامة عن طريق التوظف في مناصب مهمة، أو مشاركتي في تحدي” توب شيف ٢٠١٧”، ومن هنا تحولت نظرة الناس غير المؤيدة، إلى الخجل من نصيحتهم البالية والفخر بنجاحي المستمر.
مجال جديد للشباب
ويشير البركاتي إلى أن مجال دراسته في إدارة المواد الغذائية وعمله في المجال، قد ساهم في فتح مجال جديد في سوق العمل للشباب السعودي؛ بحكم أن مجال إدارة المواد الغذائية فريد، وبالتالي استفاد هو شخصيًا، وبطبيعة قدرته على التعامل مع كل أصحاب المشاريع المتعلقة بالمأكولات بشكل مريح ومفيد، ولأنه من أهل السعودية؛ يجد أن هذا المجال بالفعل قد أتاح فرصًا جديدة للشباب السعودي.
النجاح أهم من العادات
وينوه إلى أن هناك شباب يملكون موهبة الطبخ، لكنهم مازالوا مقيدين بعادات وتقاليد بيئتهم ومجتمعهم، لذلك أنصح كل شاب أو فتاة ممن يملكون الموهبة؛ بالسعي وراء تطوير الذات والموهبة سواءً في الطبخ أو أي حرفة، لأننا لن نرتقي كمجتمع وننجح إلا بعد تحقيق الإنفراد والتميز بمواهبنا، وهذا الأمر لن نصل إليه بدون التعليم، ومن جانب آخر إرضاء الناس غاية لا تدرك، و التمسك بالعادات والتقاليد شيء جميل، لكن ليس على حساب النجاح والعلم وتطوير الذات.
رهبة الأماكن المرتفعة ورفع علم السعودية
ويكشف البركاتي أن أبرز المواقف التي واجهته خلف كواليس “Top Chef”وظلت عالقة في ذاكرته؛ لحظة موافقته على القفز المظلي من طائرة صغيرة تحمل ١٠ أشخاص، حيث أنه من الأشخاص الذين يهابون الأماكن المرتفعة، لكن من أجل النجاح و رفع علم السعودية وافقت على القفز، وكانت من أكثر التجارب المخيفة والمضحكة، حين يتذكر وجوه المتسابقين المتواجدين معه في الطائرة؛ كانت تجمع كل أنواع الخوف والرهبة، وتلك كانت من أكثر اللحظات العالقة بذهنه بشكل مرعب وطريف بالوقت نفسه.
أصناف غريبة على أذواقنا
ويلفت إلى أن هناك أطباق عديدة حول العالم، منها الغريبة والجديدة على السعوديين، لكن بخبرته يؤكد أن شعب السعودية يحب الطعام و تجربته، وبغض النظر عن عالم السوشي و المأكولات البحرية الغريبة، تعد كرات المكرونة بالجبن المقلية من الأكلات المحببة للجميع، تعتبر غريبة على مجتمعنا لعدم توافرها قديمًا؛ وهي عبارة عن (مكرونة صغيرة يتم خلطها مع صوص البشاميل، بإضافة نوع مفضل من الجبن والأعشاب، ثم يتم قليها لتصبح مقرمشة من الخارج على شكل كرة).
ترويج” الكبسة”عالميًا
وبحسب البركاتي” الكبسة” هو الطبق السعودي الذي يتمنى أن يتذوقه الآخرون حول العالم؛ لأنه أكثر طبق نشتهر به كسعوديين، لذلك هو أكثر صنف ممكن أن يعبر عن عاداتنا وتقاليدنا لدى الغرب، لكن يجب تقديمه بصورة صحية ومعاصرة.
العلم قبل العمل
ويؤكد أنه رغم عمره الصغير، يؤمن بحكمة تأكدت لديه خلال مسيرته هي أن( العلم قبل العمل): بكل بساطة من أهم أسباب نجاحي بعد توفيق الله، هو أني اخترت أن أتعلم أصول المهنة و أسرارها قبل خوض أي تجربة في المجال؛ لأن العلم هو المفتاح و الحل لكل عرقلة يمكن أن نواجهها في تجربتنا، يعني مثلًا في تجربتي بالمشاركة في برنامج توب شيف، تم اختبارنا على الهواء مباشرة في عدة أقسام مطبخية ومهام إدارية كـ؛ افتتاح مطعم أوطبخ الحلويات الباردة والحارة والمقبلات والسلطات وغيرها، وبدون العلم لن أتمكن من النجاح في جميع الأقسام؛ لأن الخبرة وحدها لا تكفي، كمثال آخر؛ خلال افتتاح مطعمي احتجت فيه كل درس تعلمته بالمرحلة الجامعية، لأنه بعد الله الموفق قد تحتاج لإصدار قرارات مصيرية، قد تؤثر على نجاح المطعم بشكل كبير من؛ تصاميم هندسية لتوزيع وبناء مناطق الخدمة بالمطعم وغيره، لذلك فعلًا العلم قبل العمل.
حلم طبيب الأطفال
”نصيحتي لكل شاب وفتاة: تطوير الذات وتنمية الموهبة باستمرار”
ويقول البركاتي إنه في حال لم يدرس إدارة المواد الغذائية ولم يصبح شيفًا، كان يتمنى أن يطور الجانب الأكاديمي بشكل أكبر ليصبح طبيب أطفال، ويوضح أن حبه للعلم هو الدافع الأساسي للتوجه للطب، بالإضافة إلى أن حبه للأطفال هو السبب وراء هذا الاختيار البديل لمعالجة مشاكلهم الطبية.
برامج الطبخ المفضلة
ويعلن أنه ليس من الأشخاص المتابعين بكثرة لبرامج الطبخ على القنوات المختلفة، لكن يلفت انتباهه بعض البرامج التي تحتوي على إنتاج مواد غذائية بكميات ضخمة؛ كما في المصانع أو الطبخ في ظروف غير اعتيادية مثل الغابات وغيرها، أو الطبخ بشغف و السفر لأماكن مختلفة من العالم؛ بغرض متعة الغذاء والتذوق.
الطموح والهدف
ويشدد الشيف عمار البركاتي على أنه يطمح لنشر معنى النجاح في المجتمع السعودي، وبالأخص كيفية النجاح عن طريق الإنجازات المتتالية، لكي نستفيد منها جميعا كأُمة عربية.
ويختتم بأن هدفه أن يصبح رجل أعمال ناجح في مجال الأغذية بشكل عام، وممكن أن يندرج تحت هذا العنوان العديد من الأشياء مثل؛ (تصويري في برنامج توب شيف، افتتاح مطعمي الخاص بمدينة جدة ” مطعم امار”)، ويتمنى تصوير برنامج يخص الطبخ و السفر لكي ننشر ثقافات العالم في الأطعمة بشكل سعودي راق.