مجلة اقرا

قصر المصمك.. شاهد على تأسيس المملكة

بقلم– رانيا الوجيه
قصر المصمك من مباني الرياض التاريخية القليلة الباقية إلى الوقت الحاضر، ومن أهم المعالم التاريخية في المملكة، حيث كان شاهداً على مرحلة من أهم مراحل تأسيس المملكة وتوحيد البلاد ، على يد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، مما حدا بوزارة المعارف بالتنسيق مع الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض ، لتحويل المكان إلى متحف ، تم افتتاحه أوائل عام 1995.
مسرحاً لمعركة فتح الرياض
قصر المصمك حصن مبني من اللبن (الطوب الطيني) ، و”المصمك أو المسمك” تعني البناء السميك المرتفع الحصين، يقع في وسط العاصمة السعودية الرياض، في الركن الشمالي الشرقي للرياض القديمة قرب السور القديم، “حي الديرة الآن”، بني عام 1895 بأمر الأمير عبد الرحمن بن ضبعان عند توليه إمارة الرياض أيام محمد العبدالله الرشيد، وقد كان المصمك مسرحاً لمعركة فتح الرياض التي استعاد فيها الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود المدينة ، ولا تزال آثار تلك المعركة الشهيرة موجودة على باب القصر، حيث لا يزال الباب الأصلي موجوداً إلى وقتنا الحاضر.
شاهد على تأسيس المملكة
استخدم المصمك منذ عام 1902كمستودع للذخيرة والأسلحة ، وبقي يستخدم لهذا الغرض إلى أن تقرر تحويله إلى معلم تراثي، يمثل مرحلة من أهم مراحل تأسيس المملكة العربية السعودية، وفي عام 1400 هـ أعدت أمانة مدينة الرياض دراسة خاصة لترميم المصمك، ثم تبنت فيما بعد وزارة المعارف (ممثلة في الوكالة المساعدة للآثار والمتاحف) بالتنسيق مع الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض ، برنامجًا لتحويل هذا المعلم إلى متحف، يعرض مراحل تأسيس المملكة على يد الملك عبد العزيز، حيث تم افتتاحه في أوائل عام 1416 هـ الموافق 1995 ، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض آنذاك.
جولة سياحية داخل القصر
يحتوي قصر المصمك على عدة معالم تاريخية أبرزها:-
-البوابة
تقع البوابة في الجهة الغربية للقصر، يبلغ ارتفاعها 3.60م، وعرضها 2.65م، مصنوعة من جذوع النخل والأثل، ويوجد على الباب 3عوارض، يبلغ سمك الواحدة منها حوالي 25سم، وفي وسط الباب توجد فتحة تسمى الخوخة، تستخدم بوابة صغيرة، وهي ضيقة لدرجة، أنها لا تسمح إلا بمرور شخص واحد منحنيا، وقد شهد هذا الباب المعركة الضارية بين الملك عبد العزيز وخصومه، حيث يمكن مشاهدة آثار الحربة التي انكسر رأسها في الباب.
-المجلس (الديوانية)
تقع في مواجهة المدخل، عبارة عن حجرة مستطيلة الشكل، وبها وجار، حسب الشكل التقليدي للوجار في منطقة نجد، ويوجد في الجهة الغربية منها فتحات للتهوية والإنارة، كذلك في الجهة الجنوبية المطلة على الفناء الرئيس.
-المسجد
يقع على يسار المدخل، وهو عبارة عن غرفة كبيرة، يوجد فيها عدة أعمدة، وفي الجدران أرفف لوضع المصاحف، ويوجد داخل المسجد محراب، وفتحات للتهوية في السقف والجدران.
-البئر
يوجد في الجهة الشمالية الشرقية بئر للمياه، تسحب منه المياه عن طريق المحالة المركبة، على فوهة البئر، ويسحب الماء بواسطة الدلو.
الأبراج
يوجد في كل ركن من أركان مبنى المصمك الـ 4 برج أسطواني الشكل، يبلغ ارتفاع الواحد منها (18 مترا) تقريبا، يصعد إليه بواسطة درج، ثم بسلمين من الخشب، ويوجد في كل برج، أماكن للرمي على محيط البرج، ويبلغ سمك جدار البرج حوالي (1.25م)، وفي وسط المصمك برج مربع الشكل يسمى المربعة، يشرف على القصر من خلال الشرفة العليا.
-الفناء
كما يوجد فناء رئيس للقصر، تحيط به غرف ذات أعمدة متصل بعضها ببعض داخليا، ويوجد بالفناء درجات في الجهة الشرقية تؤدي إلى الدور الأول والأسطح، كما يوجد 3وحدات سكنية، الأولى كانت تستخدم لإقامة الحاكم، والثانية استخدمت بيتاً للمال، والثالثة خصصت لإقامة الضيوف.