مجلة اقرا

المسيرة نحو «السعودية الجديدة» تتواصل بخطى واثقة

زيارة سمو ولي العهد لفرنسا امتدادا لمتانة العلاقة السعودية الفرنسية
بقلم: فاطمة آل عمرو، رانيا الوجيه
لاقت زيارة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان إلى فرنسا، اهتماماً من قبل اقتصاديون وسياسيون ومهتمون، أكدوا أنها تشكل منطلقاً مهماً للعلاقات بين البلدين، ومحطة جديدة من محطات العلاقات المتميزة بينهما ، خصوصاً على المستوى الاقتصادي، وتمكن من إنشاء شراكات استراتيجية مهمة مع الفاعلين الدوليين ، وإقناع الداخل السعودي بضرورة التغيير الذي تتطلبه المرحلتين الراهنة والمستقبلية، وأشاروا إلى أن الرياض أبرمت مع باريس 20 اتفاقية اقتصادية بقيمة تتجاوز 20 مليار دولار، على هامش الزيارة ، مما سيساهم في تطوير الأعمال والاقتصاد وتوليد وظائف مستهدفة للسعوديين ؛ لأنه لن يكون هناك دور لمشاركة الشركات التي تعتمد على العمالة الوافدة ، “اقرأ” تنقل إليكم آراء عدد من الاقتصاديين والسياسيين والمهتمين.
شراكات استراتيجية
بداية يقول رئيس تحرير صحيفة عكاظ والمحلل السياسي جميل الذيابي إن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تمكن من إنشاء شراكات استراتيجية مهمة مع الفاعلين الدوليين، وإقناع الداخل السعودي بضرورة التغيير الذي تتطلبه المرحلتين الراهنة والمستقبلية، ضمن التطورات والمستجدات على الساحة الدولية، التي أصبحت فيها الموازين تتجه للدول التي تشكل الفارق فقط، ولا مكان فيها للمتقاعسين.
· إعادة هيكلة
ويضيف أن زيارات سموه في عدد كبير من محطاتها، متابعة للتوجه السعودي الجاد إلى التقنية الرقمية، وتؤكد أن السعودية الجديدة متمسكة بخطواتها الواثقة التي ستقودها إلى تحقيق الغايات الكبرى لرؤية السعودية 2030، التي يتمثل عنوانها العريض في إعادة هيكلة جذرية لمجالات عدة بينها الاقتصاد والاستثمار وصناعة الترفيه، وضمان عدم اعتماد الاقتصاد على مداخيل النفط وحدها.
“روشتة” للنجاح
ويشير رئيس تحرير عكاظ إلى أن المسيرة بدأت نحو “السعودية الجديدة” بخطى واثقة، وقد بدأت من حيث انتهى إليه الآخرون؛ ما يتطلب من الشعب السعودي أن يكون بحجم الرهانات، ومستعداً للتضحيات لبلوغ الغايات المنشودة، بما يكتب “روشتة” مضمونة للنجاح ووصفة تضمن للملايين من شباب المملكة غداً مشرقاً ومستقبلاً زاهر.
شريك تجاري رئيسي
وترى مستشارة التخطيط الاستراتيجي والتنمية الاقتصادية الدكتورة نوف الغامدي أن زيارة سموه إلى فرنسا تشكل منطلقاً مهماً للعلاقات التجارية بين البلدين، كما أنها تعد محطة جديدة من محطات العلاقات المتميزة بينهما ، خصوصاً على المستوى الاقتصادي، وتردف أن فرنسا تعد من الشركاء التجاريين الرئيسين للمملكة ، حيث تحتل المرتبة 14 في جانب الصادرات ، والمرتبة 8 من حيث الواردات، كما ساهمت الاستثمارات الفرنسية مساهمة فاعلة في العديد من المشروعات التنموية في مختلف القطاعات بالمملكة، وبلغ حجم التبادل التجاري بين الجانبين أكثر من 9 مليارات دولار، فيما بلغ إجمالي حجم رأسمال الاستثمارات السعودية الفرنسية المشتركة في السوق المحلية نحو 80 مليار ريال، لـ 179 ترخيصاً صادراً لهذه الاستثمارات، بلغت حصة الشريك الفرنسي من هذه الاستثمارات 39 % بـ 31 مليار ريال.
 20 اتفاقية اقتصادية
وتنوه إلى أن فرنسا تصنف في المرتبة الثانية برأسمال 31 مليار على مستوى العالم ، بعد أمريكا البالغ حجم رأس المال الأجنبي لها 76 مليار ريال، في حين جاءت ثالثاً اليابان بـ 24 مليار ريال، وبريطانيا رابعا بـ 13 مليار ريال، وأخيرا الصين بـ 8 مليارات ريال، وتتابع أن الرياض أبرمت مع باريس 20 اتفاقية اقتصادية بقيمة تتجاوز 20 مليار دولار، على هامش زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى فرنسا، وكانت من الصفقات المبرمة مذكرة تفاهم بين شركتي الطاقة “أرامكو” السعودية و”توتال” الفرنسية لبناء مجمع كبير للبتروكيماويات في الجبيل.
توليد الوظائف
ويقول الكاتب الاقتصادي بسام فتيني إن سمو ولي العهد خلال رحلته وقع عدة مذكرات تفاهم وشراكات، مستهدفا تطوير الأعمال والاقتصاد وتوليد وظائف مستهدفة للسعوديين، لافتاً إلى أنه لن يكون هناك دور لمشاركة الشركات التي تعتمد على العمالة الوافدة ، كما هو الحال الآن لأغلب انماط العمل الموجودة، مما يبشر ببدء مرحلة تصحيح حقيقية للسوق السعودي وجعله جاذباً وحيوياً ومفتوحة لمن يمتلك أدوات المنافسة الحرة والعادلة .
مستقبل الأجيال الصاعدة
وبحسب رئيس اللجنة الشبابية للثقافة والإبداع بأدبي الإحساء عبد المجيد آل طلحان، زيارة سمو ولي العهد لفرنسا امتداد لمتانة العلاقة السعودية الفرنسية ، حيث يتشارك البلدان “هم” وسبل مكافحة الإرهاب والتطرف، وقد أشاد سموه بأهمية العمل المشترك بين الجانبين في هذا الوقت بالذات ، كما أن الشراكات بين الطرفين في العديد من الأصعدة ، من شأنها أن تصنع مستقبل جديد للأجيال الصاعدة ، التي تعتبر الثروة الحقيقية ، ومن المهم جدا استثمارها لخدمة الدين والوطن ، بعيدا عما يجعل تلك الطاقات الفذة تذهب إلى ماذهب إليه المخربون وهادمو المجتمع.
لتعريف بثقافة المملكة
وتعتبر رئيس مجلس إدارة شركة العين للعين للبصريات الدكتورة عائشة نتو ، أن زيارة سمو ولي العهد إلى فرنسا ، تؤكد دخول المملكة العربية السعودية إلى مراحل متقدمة جدا، من خلال الاستثمار في التقنية، مما سيقفز بالمملكة إلى الافضل ، ولن تأخذ وقتا طويلا ، بل أمامنا سنتين للوصول إلى مصاف الدول المتقدمة في جميع المجالات ، كما أن اهتمام سموه بنقل الفنون والتراث السعودي إلى الخارج ، سيساعد على فتح الأبواب للتعرف على الفنون السعودية، كما أن مشاركة الطاهيات السعوديات في المائدة التي يرأسها ولي العهد ورئيس فرنسا ، ووضعهن لمساتهن الوطنية على مائدته ، دلالة على حرص سموه على ايصال ثقافة المملكة والتعريف بإنجازات أبناء الوطن إلى الخارج، واهتمامه بالجيل الصاعد، ومن الجميل ألا تتوقف مثل تلك الجولات على الجانب السياسي فقط ، بل ايضا تنوعت بين الفنون والثقافة والسياسة والتعريف بالمأكولات السعودية.