مجلة اقرا

الجوف… أرض التاريخ والطبيعة الخلابة

اعداد- وليد الفهمي
الجوف ؛ أرض الزيتون والتاريخ العريق، موطن التنوع البيئي، وواحدة من أجمل الوجهات السياحية في المملكة، تتميز باعتدال مناخها، وخصوبة أرضها فاستحقت لقب سلة غذاء السعودية، ستبهرك بطبيعتها الخلابة، وتراثها الغني، وحفاوة أهلها، وفعالياتها المتنوعة على مدار العام، ستعيش فيها لحظات فريدة بين جنبات قلاعها العريقة وآثارها الممتدة في عمق التاريخ القديم؛ فلا تترد بالقيام بزيارة إلى منطقة الجوف لتنعم بحفاوة الاستقبال وجمال الطبيعة، وعبق التاريخ.
تاريخ ممتد عبر الزمن
منطقة الجوف من أغنى مناطق المملكة بالتراث الأثري والإنساني وذلك لقدم الاستيطان بها ، وتؤكد الحفريات وجود الحضارة الإنسانية في منطقة الجوف منذ أكثر من مليون سنة، وتدل الآثار على وجود حياة منظمة في هذه المنطقة منذ ماقبل التاريخ المدون للمنطقة قبل العهد الآشوري، كما يوجد في موقع آثار الرجاجيل مجموعات من الأعمدة الحجرية التي تعود إلى الألف الرابع قبل الميلاد، كما ظهرت إبان العصر الإسلامي عندما غزاها الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) ، وكانت دومة الجندل هي المدينة التي احتضنت واقعة التحكيم بين على بن ابي طالب، ومعاوية بن ابي سفيان، إلى أن ضمها الملك المؤسس عبدالعزيز ال سعود إلى الدولة السعودية في عام 1922.​​
طقس متفاوت باختلاف الفصول
تتنوع درجات الحرارة وتتفاوت مع اختلاف الفصول ، بين 5 درجات مئوية في الشتاء و40 في الصيف، وتشهد بعض مناطقها الشمالية هطول ثلوج في بعض أيام العام في أحوال نادرة ، وتهطل الأمطار في فصل الشتاء من أكتوبر إلى فبراير، وتعتبر نسبة الرطوبة في الصيف متدنية وترتفع في فصل الشتاء ، وتعرف المنطقة بالرياح التي تهب عليها من حين لآخر.
طبيعة ساحرة ومتنوعة
وتتمتع منطقة الجوف بالطبيعة الساحرة والغنية ، عند زيارتك للمنطقة سترى التنوع الطبيعي في تكوينها من محميات وصحاري ومزارع وهضاب وعيون المياه العذبة والبحيرات إلى جانب أن طقسها المتنوع على مدار العام ،؛ تستطيع معه أن تحظى برحلة سياحية فريدة أو فرصة للتخييم في صحراء النفود الكبيرة ، أو مشاهدة العديد من الحيوانات البرية والطيور المهاجرة في محية الحرة، كذلك التمتع بعيون المياه الحارة الكبريتية المنتشرة في العديد من مناطقها المختلفة، أو ممارسة رياضتك البحرية المفضلة فوق مياه بحيرة دومة الجندل الواسعة الموجودة وسط الصحراء.
المزارع.. فرصة لهواة الرحلات
تتواجد العديد من المزارع التجارية الكبيرة في منطقة البسيطة حيث تزرع الحبوب والفواكه والخضار ، وتتوفر منتجات الألبان والزيوت وزيت الزيتون ، وتستقبل العديد من تلك المزارع الرحلات والزيارات المختلفة، إلى جانب وجود العديد من مزارع النخيل ذات الطابع التقليدي بوادي سرحان في سكاكا ودومة الجندل وتوفر هذه المزارع فرصة جيدة للرحلات ، خاصة تلك التي تقصد مزارع التمور ، إلى جانب إمكانية قضاء الليل في المزارع والتعرف على نشاطها.
متاحف تحكي تاريخ المنطقة
ينبهر محبو التراث والآثار عند زيارتهم إلى متاحف المنطقة ، إذ تضم المنطقة العديد من المتاحف الحكومية والخاصة ، تعرض روائع ما خلفته الحضارات القديمة التي مرت بها المنطقة من آثار العصور الحجرية والأشورية والبابلية والنبطية والرومانية والإسلامية فهي جميعا تشكل تسلسل فريد لتاريخ المنطقة وبذلك يكون زائر تلك المتاحف قد تمكن من رسم صورة جميلة واضحة المعالم لحضارة المنطقة العريقة ، ستبقى في ذاكرته دائما.
أسواق شعبية وحديثة
تنتشر في الجوف العديد من الأسواق التقليدية إلى جانب بعض المراكز التجارية الكبيرة خاصة في مدينة سكاكا، حيث يمكنك التمتع بتجربة تسوق رائعة في تلك الأسواق الشعبية التي تنتشر فيها الحرف اليدوية.​
عروض سياحية​ متعددة
ستشعر بالسعادة والانبهار مع فنادق ومنتجعات الجوف؛ ففيها ما يناسب كل الأذواق والرغبات والميزانيات من المستوى المترف إلى المعتاد.​​
متعة المغامرة والرياضة
تأخذك صحراء وجبال المنطقة في تجربة سياحية فريدة ؛ حيث تستطيع ممارسة العديد الرياضات والمغامرات الفريدة ، اثناء تواجدك في المنطقة الى جانب مشاهدة العديد من الفعاليات الرياضية المختلفة المقامة فيها باستمرار، حيث متعة المغامرة في تسلق الجبال، وممارسة التطعيس بسيارات الدفع الرباعي في صحرائها المنتشرة، كذلك التزلج على الرمال، وركوب الخيل والتخييم، وأثناء الصيف يمكنك التمتع بأشعة الشمس، ويمكنك أن تمتع ناظريك بالغطاء الأخضر الذي يكسوها في الربيع أو ممارسة تسلق الجبال ، أما أجمل أوقات الخريف فهي في الصحراء والخيام لتتمتع بالهواء النقي والنسمات الرقيقة والسماء المزينة بالنجوم.​
مأكولات شعبية شهية
تنوع الأطباق والمأكولات في منطقة الجوف، حيث يعتمد سكان المنطقة في كثير من الأطباق على الموارد المحلية مثل الألبان والسمن، ويعتبر التمر واللبن الطعام الرئيسي في المنطقة، بالإضافة الى ما تجود به الصحراء من حيوانات مثل الضب والأرانب البرية والطيور، وللفقع (الكمأة) نصيب من الأطباق الشهية ، حيث يقوم سكان البادية بجمعها في مواسمها، ومن أشهر الأطباق وأكثرها شهرة المليحي والمرقوق والمطازيز والوشيق.