بجهود أكثر من (100) غواص محترف، بقيادة ابن جدة الكابتن ربحي سكيك ، وبرعاية صاحب السمو الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز محافظ محافظة جدة، انطلقت حملة تنظيف أعماق شواطئ جدة من الملوثات والمخلفات ، تحت شعار” السطح عليكم والعمق علينا ” ، في إطار البرنامج الوطني للتوعية البيئية والتنمية المستدامة، وخطط إنقاذ البيئة البحرية، وزيادة التوعية المجتمعية ، وشهدت منطقة الواجهة البحرية الجديدة بجدة، تدشين فعاليات الحملة ؛ بتطهير جزء من المنطقة المستهدفة ورفع أكثر من (321) كيلو من المخلفات ، في أول يوم من أيام الحملة التي تتواصل كل يوم ” سبت” لمدة 6 أشهر.
أكبر حملة بالعالم لتنظيف الشواطئ
جاء انطلاق الحملة ، بعدما أصبحت جدة عروس البحر الأحمر ، أو “إسكلة مكة” أي ميناء ومرفأ مكة قديما ، مثخنة بجراح تلوث اعماقها الذي شوه جمالها وهدد ثرواتها البيئية والسمكية ، وقد تلاقت ولله الحمد رؤية صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة مع عزيمة فريق الغواصين المحب والعاشق للوطن ، والحالم بوطن أخضر كلون علم المملكة ، ودفعهم احساسهم بالمسئولية بقيادة الكابتن ربحي سكيك ، يؤازره ويدعمه كوكبة من القيادات الشبابية ” الكباتن “:
إبراهيم عرفات وفهد الزهراني ومحمد عبدالجواد وياسر السروري وفيصل الميمان ومروان طيب ؛ليسطروا أروع مشاهد الوطنية من خلال مشاركتهم في البرنامج الوطني للتوعية البيئية والتنمية المستدامة بطريقتهم الخاصة ؛ بتنفيذ أكبر حملة في تاريخ المملكة والعالم لتنظيف أعماق البحر قبالة الشواطئ ، ليثبتوا للعالم أن وطن به هؤلاء الشباب لن يضام مادام هذا ديدنهم ، ومن خلالهم يهب غواصين مبادرين من جميع انحاء المملكة ليكونوا عونا في انجاح هذه المبادرة التي يعجز الجميع عن وصف مشاعر المشاركين فيها وحبهم لمملكة الخير والعطاء ، ويقف المرء حائرا أمام عطاء هؤلاء الغواصين وقادتهم الأشاوس ، لتصبح بذلك اقوى مبادرة بحرية لبيئة جدة عروس البحر ، يسطرها كوكبة من الغواصين خارقوا الارادة عاليين الهمة ليقولوا لمملكة العطاء انت من علمتينا العطاء ولك الحق لرد الجميل.
الوصول لعمق 18 متراً
321 كيلو من المخلفات نتائج اليوم الأول
وقد أظهرت نتائج اليوم الأول، تطهير جزء من المنطقة المستهدفة ورفع أكثر من (321) كيلو من المخلفات شملت؛ مواد خشبية وبلاستيكية وشباك صيد وهواتف محمولة ونظارات شمسية وعديد من المخلفات الأخرى.
وقال قائد المبادرة ومنظمها الكابتن ربحي سكيك لـ(اقرأ) : أن هذه الكميات التي تم رفعها من عمق المياه ماهي إلا جزء يسير من المخلفات الموجودة في المنطقة ؛ لذا فإن العمل يتطلب جهودا مضنية ستمتد على مدار 6 أشهر بواقع يوم عمل أسبوعيا هو يوم السبت ، وأضاف أن المتطوعين نفذوا( 3 ) غطسات مع بداية الحملة ، كل غطسة استمرت حوالي 50 دقيقة ، نظراً للعمق الذي وصل اليه المتطوعون وهو 18 متراً ، والحملة ستستمر حتى يتم تنظيف اعماق الواجهة البحرية بالكامل، بمشيئة الله ثم بهذه الكوكبة المتميزة من أبناء وطننا الحبيب.
وتنظيف الشعب المرجانية
أكبر حملة في تاريخ المملكة لتنظيف أعماق البحر على مدار 6 أشهر
وأشار سكيك إلى أن الفريق أولى اهتماما كبيرا بتنفيذ عملية التنظيف بحرفية عالية وجهود مضنية ، وجاري رفع وإزالة أطنان المخلفات من الأعماق وفق خطط مدروسة، مؤكدا أن الفريق تابع أعماله في تنظيف مقدار لابأس به من الشعب المرجانية التي تم تدمير جزء منها للأسف الشديد نتيجة عدم وعي البعض بقيمة البيئة البحرية وأهميتها .
شكر للمشاركين بالحملة
ولفت إلى أن الفريق اعتاد دوماً التطوع لتنظيف البحر وانتشال المخلفات، وأنه يضم غواصين ذوي خبرات عالية جداً ومؤهلات في التعامل مع المخلفات البيئية، وأنه وفريق العمل على استعداد لعمل جولات استطلاعية للمراقبة، وجاهزين لكل ماله علاقة بخدمة الوطن، معرباً عن شكره وكافة المشاركين في الحملة لسمو محافظ محافظة جدة، صاحب السمو الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز، على دعمه ومؤازرته للبرنامج الوطني للتوعية البيئية والتنمية المستدامة ، وإلى جميع من ساهم في انجاح هذه الحملة، وأشاد بالدور الاعلامي الكبير لجريدة “البلاد” ومجلة “اقرأ “؛ لتوعية الأفراد والجماعات وتسليط الأضواء على أهمية المحافظة على نظافة البحر، وزيادة مستوى الوعي العام وإنقاذ البيئة البحرية من التلوث ؛حيث تشكل النفايات المتراكمة تهديدا حقيقيا للثروة السمكية والمرجانية.
مطالبات بمعاقبة المخالفين
وشدد سكيك على ضرورة معاقبة المخالفين ، وتكاتف الجهود بين الجهات الرسمية والمجتمع المدني، في رفع مستوى الوعي البيئي لدى المواطن وصولا الى الحفاظ على الثروة السمكية والمرجانية، ونوه إلى أن أغلب الملوثات لبيئة المنطقة، تأتي من انتشار الأكياس البلاستيكية (بالونات وغيرها )، وحبال السفن وشباك الصيد وعبوات بلاستيكية وزجاجية ، وأن هذه الملوثات والمخلفات كثيرا ما تصل للشعاب المرجانية، وتغطيها وتمنع عنها الضوء، فتقضي على نشاطها في البحر، ليمتد تأثيرها الى الأسماك والسلاحف البحرية وكلاب البحر، عندما تبتلعها، بحيث لا تعود قادرة على إخراجها فتقتلها ، واختتم الكابتن ربحي سكيك بالتأكيد على أن جوف البحر يحتوى على أضعاف عديدة من المخلفات أكثر بكثير من المستخرجة بالقرب من الشاطئ، وأنها تشكل دمارا حقيقياً للحياة البحرية .