أهداب صيرفي : الشركات تضخ مليارات لـ (المسابقات الغنائية) وتتجاهل البرامج الهادفة
إقرأ
حوار – آمال رتيب
أهداب صيرفي شابة تقدم نموذجا جديدا لانطلاقة المرأة السعودية في مجالات جديدة في الحياة والعمل، لم تكتف بمشروعها الخاص لتصميم العباءات وإضافة لمسات حداثية للأشكال التراثية٬ لكنها اعتبرته مشروعا وطنيا وتعبيرا عن الهوية٬ وشاركت به في برنامج «ملكة المسؤولية الاجتماعية والإبداع والتميز»، كما أنها صاحبة مشاركات مجتمعية متميزة خصوصاً مع الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة ،
ترى صيرفي أن تجربتها في برنامج «الملكة» أثبت قدرة المرأة السعودية على العمل والإنجاز، وأنه يمكن استنساخ تجارب البرنامج محليا أو تطويرها بما يلائم البيئة الوطنية، وتنتقد ضخ الشركات الكبرى المليارات لـ»المسابقات الغنائية» وتجاهل البرامج الهادفة المفيدة للمجتمع، وتشير إلى أن نظرة المجتمع لذوي الاحتياجات تطورت خلال السنوات الأخيرة، وتطمح صيرفي لإحياء التراث السعودي الأصيل من خلال الأزياء والتصاميم ودعم الأسر المنتجة، وإنشاء مصنع للسيدات الحرفيات العاملات في مجال الزي السعودي.
التطوع منهج حياة غير قاصر على مكان أو زمن محدد
العباءة هوية وليست زيا فقط
المسؤولية والابداع والتميز
ترجع صيرفي مشاركتها في البرنامج ؛ لأنه أول «فورمات» عربي لبرنامج تلفزيوني تنافسي يبحث عن امرأة عربية لتحمل لقب الملكة؛ «ملكة المسؤولية الاجتماعية والإبداع والتميز»، وجرى التنافس بين 40 مشاركة من كافة أقطار الوطن العربي ، تنافسن في المرحلة الأولى بعد حصولهن على تأشيرة دخول لمملكة المسؤولية الاجتماعية٬ حيث قدمت كل مشاركة مشروع مبادرة إنسانية تخدم بها شريحة أو قضية اجتماعية معينة في إطار عمل تطوعي مميز هدفه الوحيد خدمة المجتمع المدني.
3 أهداف بعيداً عن «الاستعراضية»
وتضيف أن ما شجعها أكثر أن فكرة البرنامج وأهدافه تهتم بالمرأة بعيداً عن الأجواء الاستعراضية؛ فهو يدعم المرأة العربية ويسلط الضوء على إنجازاتها، وقد تقدمت للمشاركة من خلال مبادرتها الاجتماعية تحت عنوان « زِيَّنا هويتنا « ، وهدفها الأول منها ؛ العمل على إحياء التراث السعودي الأصيل من خلال الأزياء والتصاميم والأفكار، والهدف الثاني؛ دعم الأسر السعودية المنتجة التي لم يسلط الضوء عليها رغم امتلاكها مهارات حرفية و طاقات متميزة وأفكار مبتكرة في المجال ، والهدف الثالث؛ العمل على إنشاء مصنع للسيدات السعوديات الحرفيات العاملات في مجال الزي السعودي ؛ لجمع طاقاتهن و إبداعاتهن و فتح خطوط إنتاج ومنافذ بيع لمنتجاتهن لدخول السوق المحلية و العالمية.
أحد برامج حملة المرأة العربية
وتشير صيرفي إلى أنها اشتركت في برنامج «الملكة للمسؤولية الاجتماعية» عن طريق الدكتور مصطفى سلامة الأمين العام لاتحاد المنتجين العرب وصاحب فكرة البرنامج، وسفيرة المرأة العربية رحاب زين الدين لأنهما على صفحتها الشخصية بالفيس بوك، وكانت صيرفي متابعة لحملة المرأة العربية، وبرنامج «الملكة» أحد برامج الحملة، ومن خلال متابعتها للحملة قرأت عن المسابقة وشروطها، وكل ما تطلبه الاشتراك ؛ تسجيل فيديو تتحدث فيه المشتركة أو المتسابقة عن نفسها ومشروعها وأهميته للمجتمع، وبالفعل سجلت الفيديو واشتركت بالبرنامج، وتم اختيارها للمشاركة في المسابقة.
اثبات قدرة المرأة السعودية
وتنوه إلى أن تجربتها في برنامج الملكة أضافت لها كثير من الدعم المعنوي من شعب المملكة ومن الوطن العربي٬ وزادتها ثقة في نفسها ومشروعها٬ وأن المرأة السعودية قادرة على الظهور واثبات نفسها في أي مجال، وتأهلت للمرحلة الثالثة من المنافسة نحو لقب ملكة المسؤولية الاجتماعية، ولم تواجه أية صعوبات في البرنامج، على العكس وجدت ترحاب كبير، والتصويت دعمها كثيرا في الوصول إلى المرحلة الثانية ثم الثالثة.
مفهوم أوسع للمسؤولية المجتمعية
وتقول صيرفي إنه أصبح لديها آفاقاً أرحب في مفهوم المسؤولية المجتمعي؛ فكل مشاركة وكل يد تمدها لتخدم المجتمع في مجال من المجالات تطوعا هي مسؤولية مجتمعية٬ فهو مفهوم غير قاصر على مكان أو زمن محدد ٬ لكن من الضروري تنظيمه وتفعيله ليؤتي ثماره.
استنساخ برنامج الملكة محليا
وتلفت إلى أن برنامج «الملكة» حمل العديد من التجارب العربية المتنوعة٬ المشابهة للمجتمع في المملكة٬ وبالتالي يمكن تطبيقها٬ حسب الاهتمامات؛ فتفعيل البرنامج ربما يكون باستنساخ التجارب التي يمكن تفعيلها محليا أو تطويرها بما يلائم البيئة المحلية.
أسباب غياب الزخم الإعلامي
وتفسر صيرفي عدم حصول البرنامج على الزخم الإعلامي كبرامج المسابقات الفنية والمواهب الغنائية؛ بأنه ربما تكون إدارة البرنامج لم يكن لها الأدوات الكافية للدعاية الجيدة للبرنامج٬ ورغم بث البرنامج على عدد من المحطات العربية٬ لكن ربما ليست الأكثر مشاهدة٬ لأن البرنامج لم يظهر على قناة MBC المحطة ذات الريادة في برامج المسابقات على مستوى القنوات العربية جميعها٬ وكانت المشاركات يظهرن في برامج محلية٬ كل مشاركة في دولتها٬ أيضا برامج المسابقات الغنائية تكون رعايتها من قبل شركات عالمية كبرى تضخ الملايين لإنجاحها٬ وربما أيضا لأن «الملكة» النسخة الأولى لم تكن نتائجها معروفة، والمردود من الرعاية الإعلانية للبرنامج لم يكن واضحاً٬ لذلك لم يكن هناك رعاة٬ وهذا لا يقلل إطلاقا من مفهوم المسؤولية الاجتماعية ودورها في تنمية المجتمعات٬ وفي المجمل كل برنامج له إيجابياته وسلبياته، وتنتقد صيرفي ضخ الشركات الكبرى المليارات لـ»المسابقات الغنائية» وتجاهل البرامج الهادفة المفيدة للمجتمع.
الإعاقة الحقيقية
وترى أن التطوع شكل من أشكال المسؤولية المجتمعية٬ التي هي منهج حياة، وأنها وجدت نفسها في نشاطها مع ذوي الاحتياجات الخاصة٬ والتطوع بالوقت والجهد في أنشطتهم المختلفة٬ وحضورها الفعاليات جعلها تشعر أن الإعاقة الحقيقية هي إعاقة التفكير والإرادة؛ لأنه في كل مناسبة مع ذوي الاحتياجات نجد إرادة وعزيمة قوية سواء في الأنشطة الرياضية أو الثقافة والتعليم أو غيرها من مناشط الحياة المختلفة.
نظرة المجتمع لذوي الاحتياجات
وتواصل أهداب صيرفي أن الكبار في السن من ذوي الاحتياجات الخاصة تعودوا على مشاكلهم الشخصية٬ وتعلموا كيف يتعاملون معها٬ لكن الأطفال ما زال لديهم الخجل وعدم ثقة في النفس ، والشعور بأنهم ليسوا كالأطفال الآخرين٬ لذلك تميل للعمل مع الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة ، وتختتم بأن المجتمع في السنوات الثلاث الأخيرة أصبح لديه اهتمام أكبر بالفئات الخاصة٬ وكثير من الشركات الكبرى صار لديها وعي أكبر باحتياجاتهم٬ ويتم تنظيم فعاليات كثيرة لتنبيه المجتمع بهذه الفئة واحتياجاتها٬ والعمل على تذليل الصعوبات التي يمكن أن تواجههم في الحياة العامة٬ مثل مواقف السيارات والدرج الخاص وغيرها من الخدمات.