جدة – خديجة العثمان
المال يصنع المشروعات ، والتعليم يصنع الإنسان ؛ يبنيه ويطوره خلقيا وعلميا ومهنيا ، ويعده لسوق العمل ليصنع التنمية ، التعليم أهم الملفات لكل الأمم الهادفة للنهوض والتقدم ، والمملكة منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود – طيب الله ثراه – وضعت نصب عينيها الرقي بأبناء الوطن ،
وفق الإمكانات والمعطيات لكل عصر، ومنذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم ، منح ملف التعليم جل اهتمامه ، حتى أن أول أمر ملكي أصدره جلالته بعد مبايعته ملكا للمملكة ، كان الأمر بدمج وزارتي التربية والتعليم العالي في وزارة واحدة ؛ للقضاء على الفجوة بين التعليم العام والعالي ، كانت تلك خطوة تبعتها عدة خطوات للنهوض بالقطاع ، وتحقيق المرجو بإعداد أجيال جديدة تمتلك الإمكانات للنهوض بالوطن.
الاهتمام بالمبتعثين في الخارج
تقول الدكتورة عائشة أبو شنب المشرفة بمكتب التعليم الأهلي والأجنبي بإدارة تعليم جدة ، إن خادم الحرمين الشريفين اهتم بأحوال الطلاب والطالبات المبتعثين في الخارج ، حيث أصدر بالتزامن مع زيارته للولايات المتحدة الأمريكية ، أمراً ملكيا بإلحاق المبتعثين على حسابهم الخاص ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي ، كما تم تدشين مشاريع جامعية جديدة في جميع مناطق المملكة ، وخصص أكثر من 3 مليارات ريال بالميزانية العامة للدولة لانجاز هذه المشاريع الجامعية التنموية .
رفع مستوى جودة الجامعات
وتضيف أن الوزارة نفذت مبادرات نوعية بهدف رفع مستوى الجودة في الجامعات ، وتمثلت في 3 مشاريع رئيسية ؛ كان أولها مشروع تنمية الإبداع والتمييز لأعضاء هيئة التدريس ، وثانيها دعم إنشاء مراكز للتمييز العلمي والبحث في الجامعات ، إضافة إلى ماهو معتمد لها في ميزانياتها ، أما المشروع الثالث فهو الإسهام مع الجامعات في دعم الجامعات العلمية .
– أول أمر ملكي أصدره كان خاصاً بالتعليم
7 مليارات ريال للابتعاث
وتتابع أبو شنب أن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي جاء لتنويع مصادر المعرفة في إعداد الموارد البشرية ، حيث خصصت الدولة أكثر من 7 مليارات ريال للابتعاث في الجامعات المرموقة في عدد من الدول المتقدمة على مدى 5 سنوات، وسعت الوزارة لتعزيز دور الجامعات في خدمة البحث العلمي من خلال تطوير مراكز البحث العلمي فيها؛ لأن البحث العلمي ركيزة التطوير والتقدم لكل مجالات العلوم.
( آفاق ) خطة لربع قرن
وتنوه إلى أنه للاستمرار في تطوير منظومة التطوير الجامعي، فقد شرعت الوزارة في إعداد خطة استراتيجية مستقبلية في التعليم الجامعي للـ 25 سنة القادمة ؛ هو مشروع ( آفاق ) ، وتؤكد أن التطورات الكبيرة للتعليم الجامعي، تعود للرعاية الكريمة والاهتمام الكبير، من لدن خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والحكومة الرشيدة ، وحرصهم الشديد تجاه العلم والتعليم .
– أمر بإلحاق المبتعثين على حسابهم ببرنامج الابتعاث الرسمي
التعليم و»التحول الوطني»
وتواصل أبو شنب أنه مع انطلاق برنامج التحول الوطني 2020 ، في بداية عام 2016 ، بمشاركة وزارة التعليم ضمن قطاعات الدولة ، تم رصد التحديات التي واجهت التعليم ، وبناء الأهداف العامة ، ومؤشرات قياس الأداء ، إلى جانب بناء المبادرات التعليمية والتربوية المحققة لبرنامج التحول الوطني؛ لأن قطاع التعليم مرتبط بتنمية الاقتصاد الوطني.
ومبادرات ضمن رؤية 2030
وتلفت إلى أن مبادرات التعليم ضمن رؤية المملكة 2030 ، اشتملت على التوسع في فصول الموهوبين ، وتطوير برامج الحضانات ورياض الأطفال، ومبادرتي تعزيز مهنة التعليم ، والتعلم مدى الحياة ، إضافة إلى مبادرة ارتقاء ، وجاء ضمنها مبادرة إنشاء المركز الوطني المتخصص بالتربية الخاصة؛ بهدف دعم وتطوير الخدمات المقدمة في التربية الخاصة ، وفق أحدث الممارسات العالمية المتميزة ، إضافة إلى إنشاء مركز التقنية المساعدة لذوي الاعاقة ، وتطوير 34 مركز خدمات مساندة للتربية الخاصة ، و تقديم خدمات التدخل المبكر للأطفال ذوي الاعاقة والمعرضين للخطر أقل من 6 سنوات ، وتقديم الخدمات التعليمية للأطفال المقيمين في مراكز الأورام والمستشفيات وغيرها.
قوائم التصنيفات العالمية
ويقول وافي بن عبدالله المحاضر جامعي وباحث الدكتورارة، إن رؤية السعودية الطموحة2030 ، أولت التعليم اهتماما ظاهرا ,حيث جاء في الصفحة الأربعين من الرؤية ، توجيه للتعليم بأن تكون 5 جامعات سعودية على الأقل ضمن أفضل 200 جامعة في العالم ، ورأينا بوادر ذلك في تصنيفات عربية وعالمية مختلفة , وقد تبوأت جامعات؛ الملك فهد للبترول والمعادن والملك عبدالعزيز والملك سعود والملك عبدالله ، مراكز عالية في التصنيفات العالمية ، وهذا دلالة ظاهرة على أن السعودية تحرص على التعليم ، حتى وصلت الى مراكز متقدمة في خطتها ورؤيتها الطموحة .
8 أهداف استراتيجية
ويردف بن عبدالله أن برنامج التحول تضمن 8 أهداف استراتيجية للتعليم ؛ الأول اتاحة خدمات التعليم لكافة شرائح الطلاب , والثاني تحسين استقطاب المعلمين وإعدادهم وتأهيلهم وتطويرهم ، والتالي تحسين البيئة التعليمية المحفزة للابداع والابتكار ، و الرابع تطوير المناهج وأساليب التعليم والتقويم ، والذي يليه تعزيز القيم والمهارات الأساسية للطلبة ، و السادس تعزيز قدرة نظام التعليم لتلبية متطلبات التنمية واحتياجات سوق العمل ، والهدف قبل الأخير تنويع مصادر تمويل مبتكرة وتحسين الكفاءة المالية لقطاع التعليم ، والهدف الاستراتيجي الثامن رفع مشاركة القطاع الأهلي والخاص في التعليم .