في نسخته الثالثة يبدو أن القائمين على معرض جدة الكتاب؛ لا يألون جهداً في إبهار زوار المعرض عاماً بعد آخر؛ وهو ما بدا واضحاً في كم الفعاليات المصاحبة ؛ والتي تمتد لمدة عشرة أيام هي عمر المعرض؛ حفل الإفتتاح هذا العام ابتعد كلياً عن الإبهار وتعمد البساطة بحضور امير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل ومحافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد؛ وقامات ثقافية وكتاب ومشاهير السوشيل ميديا؛ اللذين شكّل حضورهم أثراً مباشراً في نقل وقائع الحفل الذي اقتصر على التكريم؛ بعيداً عن الكلمات للمكرمين او للشخصيات الراعية.
الأمير خالد الفيصل يكرم مؤسسة البلاد للصحافة والنشر ويتسلم الدرع مدير عام المؤسسة عبد الحفيظ قاري
التكريم الذي شمل قامات ثقافية وجهات اعلامية وثقافية ساهمت في الإثراء المعرفي والثقافي في الداخل وعلى عدة مستويات؛ كان على رأسها الكبير الراحل ابراهيم خفاجي الذي رحل قبل بضعة اسابيع عن عالمنا؛ لما تركه من ارث شعري وغنائي اثرى بها الساحة الغنائية؛ عبر أصوات سعودية خالدة منها الراحل طلال مداح ومحمد عبده، ناهيك عن كتابة النشيد الوطني الذي تلهج به السن السعوديين في كافة المحافل الدولية.
وضمت قائمة المكرمين لهذا العام الإعلامي والمذيع الراحل خالد اليوسف؛ بالإضافة لعاملين في القطاع المعرفي والثقافي؛ ومنصات اعلامية وثقافية كان ولا يزال لها أثراً في السوق الإعلامية؛ منها مؤسسة البلاد للصحافة والنشر؛ بإعتبارها أول صحيفة سعودية؛ والمجموعة السعودية للأبحاث والنشر ومؤسسة عكاظ وجريدة المدينة؛ فيما لم يغب الإعلام المرئي والمسموع عن منصة التكريم؛ حيث تم تكريم اذاعة الف الف اف ام وتسلم الجائزة بالنيابة المذيع ياسر السقاف.
وقبل بداية التكريم كان الفيصل قد تجول في أرض المعرض؛ التي شملت معرض لكاريكاتير القراءة؛ ومعرض يعرض أرشيف معرض الكتاب بالصور عبر السنين؛ في حين شمل المعرض على صور تاريخية لمدينة جدة؛ يذكر أن عدد العارضين لهذه العام في المعرض بلغ خمسمائة دار عرض عربية وأجنبية؛ بالإضافة لدور النشر السعودية؛ من 42 دولة، بزيادة 30% عن العام الماضي، وبعض المؤسسات والجهات الحكومية
يذكر أيضاً أن المعرض يحتفي هذا العام بحفلات توقيع كتب؛ من خلال منصات التوقيع التي اعدتها اللجنة المنظمة للمعرض؛ خلال مدة إقامة المعرض مثل الدكتور سامي الأنصاري والكاتبة وفاء أبو هادي؛ ومن جهة أخرى يسهم مركز الوثائق والمخطوطات في مكتبة الملك فهد بعرض أكثر من 12 ألف مخطوطة وعشرات الآلاف من الوثائق العتيقة، ومواد تاريخية تعود إلى أكثر من 900 عام بغاز الأوزون، بهدف حفظها من التلف الذي حل بها على مر العصور، وإعادة الاستفادة منها لفترات طويلة في المستقبل.
ويضم المعرض لهذا العام ما يزيد عن 50 فعالية ثقافية متنوعة بمشاركة خمسة دول عالمية، تقدم من خلالها أكثر من 60 لوحة تشكيلية، وعروضاً موسيقية وأخرى حية، .وتشمل فعاليات هذا العام ركن الأم والطفل والعروض السينمائية ومعارض الفن التشكيلي دون أن ننسى الأمسيات الشعرية والثقافية؛ ويفتتح الإتحاد الأوروبي قائمة العروض السينمائية بخمسة افلام قصيرة خلال ايام المعرض؛
بالإضافة للعروض الموسيقية وبعض الأفلام الصينية المنتقاة؛. ويتخذ المعرض شعاراً له هذا العام «الكتاب حضارة» الأمر الذي حمل الجهة المنظمة على أن يكون هناك حضوراً للكتاب ليس فقط في نسخته الورقية؛ بل يسعى القائمون على ايجاد مساحة أوسع للكتاب الإلكتروني من خلال رفع حجم استهلاكه عبر بوابة ايجاد فرصة لتواجد الناشر الرقمي من خلال عدد دور العرض الرقمية سواءً على مستوى دور النشر السعودية او العربية بالإضافة للأجنبية.