إبراهيم الحساوي: اهتمام الجهات الرسمية والمواهب الشابة يصنعان الفارق
إقرأ
اهتمام الجهات الرسمية والمواهب الشابة يصنعان الفارق
حوار- آمال رتيب
” إبراهيم الحساوي” موهبة فنية متعددة الإبداع في المسرح والتلفزيون والسينما٬ ورغم توقفه لفترة من الزمن إلا أنه عاد ليطل من جديد على المشهد الفني بعد تعيينه مشرفا على “بيت السينما” بالدمام٬ وعبر الدراما التلفزيونية من خلال مسلسل “بشر” الذي يراه تجربة حفزته على العودة للمجال٬ بعد فترة توقف بسبب ندرة النصوص الجيدة ، يشير الحساوي إلى أن المسلسل حلقات منفصلة ؛ مما يعد أصعب على الممثل من مسلسلات الدور الواحد ، وينوه إلى أن ورش الكتابة المستخدمة في المسلسل ليست جديدة ، وأن تقديم ودعم المواهب الجديدة واجب ، ويرى مستقبل السينما السعودية واعداً؛ في ظل الاهتمام البالغ الذي توليه الجهات الرسمية ، وحماس جيل الشباب الذي أصبح يحتل مكانة عالية، ويتطلع الحساوي إلى دعم أكبر من القطاع الخاص ، وإلى تفاصيل الحوار.
يقول الحساوي إنه شارك في مسلسل “بشر” حباً في التجربة٬ ولأنه قرأ ما يستحق المشاركة٬ ورغبة في تقديم الجديد المختلف ، واكتشاف مناطق جديدة مع شباب جدد جمعهم حب الفن والنجاح والتميز، ولأن مخرجا سعوديا شابا أسمهُ “علي السميّن ” اختاره ليكون معه في أول تجاربه التلفزيونية ، وانجذب له معجبا به وبرؤيته الإخراجية.
• وأسباب الغياب عن الدراما
ويرجع أسباب الغياب عن الدراما التلفزيونية في الفترة الأخيرة إلى قلة النصوص والأعمال وكثرة اللصوص! ؛ قلة النصوص الجيدة لها ارتباط مباشر بقلة الأعمال ، وقلة الأعمال لها ارتباط مباشر بكثرة لصوص الانتاج الدرامي.
• طبيعة الأدوار بالمسلسل
ويفصل الحساوي طبيعة مشاركته في مسلسل “بشر” بأنه شارك في 7حلقات من أصل 13 ٬ وفي كل حلقة يجسد شخصية مختلفة، لعل أبرزها؛ شخصية الأب الموظف في حلقة ” تقاعد مبكر”٬ وشخصية “الشيخ أبو محمد” في حلقة ” فتاة الهيئة”٬ وشخصية الجد في حلقة “الموت الرحيم”٬ وشخصية المخرج المسرحي في حلقة ” المسرح” وغيرها، ويضيف أن تعدد المشاركة في أكثر من حلقة في مسلسل منفصل يترك مساحة جميلة للممثل للتنوع في الأدوار ولذة اكتشاف مساحات موهبته٬ ويشير إلى أن بعض الشخصيات كانت سريعة التأقلم، استدعاها من الذاكرة من شخصيات مشابهة ، سبق ومثلها في المسرح والتلفزيون والسينما، والشخصيات الجديدة كان يتحاور مع المخرج أو الكاتب وبقية زملائه الممثلين في الحلقة ليصلوا إلى تناغم أجمل في الأدوار.
•الحلقات المنفصلة أصعب
ويؤكد أن الحلقات المنفصلة أصعب في أدائها من مسلسلات الدور الواحد؛ الخروج من شخصية والدخول في أخرى في الوقت ذاته ليس سهلاً في عالم التمثيل، ويتطلب أن يكون الممثل جاهزا ومستعدا٬ وعليه في كل شخصية يمثلها الامساك بتفاصيلها ومكياجها الداخلي، أما المكياج الخارجي فمهمة فني المكياج المختص، بينما مكياج الشخصية الداخلي من اختصاص الممثل، عليه أن يتولى أمر الشخصية التي يؤديها مستعينا بالخبرة الشخصية والمخزون الثقافي والذاكرة٬ وصعوبة هذا النوع من المسلسلات تكمن في قلة الوقت الذي تنتج فيه ونحن محكومون بالوقت٬ لكن المتعة والإيمان بما تفعل يجعلان الفنان يتجاوز وينسى الصعوبات وأن يكون الشخصية نفسها ٬ وفي مسلسل “بشر”عملنا بروح الفريق الواحد مع الجهاز الفني والإداري لكي نقدم تجربة تستحق المتابعة والاهتمام .
• ورش السيناريو ليست جديدة
وبحسب الحساوي ورش كتابة السيناريو والتأليف المشترك في الحلقات المنفصلة ليس بالشيء الجديد، معمول به وناجح في العديد من الأعمال٬ ولدينا مثل شعبي يقول: ” ولد بطني يعرف رطني “٬ جميل أن يكون المسلسل سعودي بدرجة كبيرة٬ ويحمل هوية وخصوصية سعودية ، والأجمل اكتشاف أسماء وأفكار جديدة كتابة وتمثيلا وإخراجا وإنتاجا٬ أن تُنافس عليك أن تأتي بالجديد المختلف٬ سعوديا كان أو عربيا، وفي مسلسلنا ما يؤهله للمنافسة ولفت الانتباه.
• تجربة مختلفة
ويقول إن أبرز ما يميز “بشر” عن النوعية السائدة في الدراما التلفزيونية؛ نوعية التجربة التي تم تناولها كتابيا من قبل فريق ورش السيناريو في مسلسل “بشر” ، والرؤية الإخراجية السينمائية للمخرج “علي السمين” تحتاج إلى تركيز من المشاهد، بعض الحلقات لا تتضح أحداثها إلا في المشهد الأخير، أو في جملة حوارية، أو في لقطة من مشهد مهم، بعض الحلقات لا تعرف إن كان ما تشاهده تمثيلا أو هي الشخصية التي تتحدث، هذا الاختلاف سيشاهده المتابع في حلقتي ” المسرح” و “عقد قران “.
• دعم المواهب الجديدة واجب
ويرى الحساوي أن من حق كل موهبة واعدة من الشباب دخول المجال الفني، وحق على المجال الفني أن يفتح لهم الباب٬ ويمنحهم فرصة المشاركة والتعبير٬ ومن حق المشاهد أن يرى وجوه جديدة تتمتع بالموهبة والصدق، في حياتنا عموما وليس في المجال الفني فقط ، والرهان حاليا على الشباب الموهوب الواعد دون أن نهمل أو نلغي خبرة الرعيل الأول.
• توليفة فنية
ويردف أن “بشر” نموذج لدعم وفتح المجال أمام المواهب الجديدة؛ في المسلسل توليفة فنية جميلة بدءاً من المخرج السعودي الشاب القادم من صناعة أفلام السينما القصيرة والإعلانات “علي السميّن ” والممثلات والممثلين الشباب الجدد، فاطمة البنوي و سمر ششه و سمية و هبة و مرام عبدالعزيز و خالد صقر و محمد الجبرتي و علي الشريف و شبيب الدوسري ، ومن الرعيل الأول تضم التوليفة الفنان القدير علي إبراهيم والفنان عبدالعزيز المبدل والفنانة فخرية خميس من سلطنة عمان، ومن مصر يشاركنا الفنان القدير صبري عبدالمنعم ومصطفى سلامة وفيدره، ومعنا نجم تلفزيوني صغير لكنه كبير الحضور “محمد التميمي ” ، انتهاءاً بالفريق الفني والإداري من السعودية ومن مصر.
• العمل الجيد يستدعي فنانه
ويعلن الحساوي أنه جاهز ومستعد لكل عمل فني خلاق يستحق التحضير والمشاركة٬ ويستحق أن يضاف لقائمة أهم الأعمال مثل مسلسل “بشر” ؛ فالعمل الجيد يستدعي طاقات الفنان ، ويكشف عن مساحات جديدة من الموهبة.
• السينما السعودية واعدة
ويبشر بأن السينما السعودية يوما بعد آخر تحقق قفزات إيجابية ، تتأكد بعد الحصاد الجيد خلال الفترة الماضية٬ التي توجت بعدد من المهرجانات السينمائية العربية والدولية٬ والسينما السعودية أمام انطلاقة جديدة في ظل الاهتمام البالغ الذي توليه الجهات الرسمية ، وأيضا الحماسة العالية لجيل الشباب الذي أصبح يحتل مكانة عالية المستوى.
• دلائل التفاؤل
ويدلل الفنان إبراهيم الحساوي على صدق تفاؤله بأنه قبل سنوات كان لا حديث في عالم الفن السابع إلا عن تجربة المخرجة السعودية “هيفاء المنصور” في فيلم “وجدة” الذي حصد العديد من الجوائز في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي لينطلق إلى فضاءات العالمية، لكن اليوم هناك مساحات أكبر من الاهتمام بالسينما السعودية سواء عبر المهرجانات السينمائية المحلية أو من خلال الدعم والاهتمام الذان يشكلان عناصر إسناد أساسية لهذه التجارب الشابة، ويتطلع الحساوي إلى دعم أكبر من القطاع الخاص على وجه الخصوص.