مجلة اقرا

المسرح السعودي في انتظار من يعيد احياؤه !

جدة: اميمة الفردان
يبدو أن المسرح السعودي يخطو خطوات واثقة؛ في الطريق الصحيح؛ بعد توقف عن المشهد الفني دام على فترات متقطعة؛ وهو ما بدا واضحاً وجلياً في اعتماد مسرحيين سعوديين خطوة انشاء صالون نادي المسرح؛ التي يترأسها المسرحي عبد الله باحطاب؛ والذي تم افتتاحه منذ شهر؛ وذلك بهدف طرح افكار ومناقشة لقضايا المسرح؛ وكل ما يمكن أن يساهم في دعم الحركة المسرحية السعودية.
وكان الصالون قد ناقش في اولى لقاءاته؛ المقترحات والأفكار التي يمكن من خلالها اعادة الحياة للمسرح السعودي؛ والتي تمخض عنها ان يكون هناك عروض شهرية للمسرحيات التي يقدمها المسرح السعودي؛ خارج أسوار جامعة الملك عبد العزيز؛ على أن تكون عروض جماهيرية يمكن من خلالها الإستفادة من مسرح أبرق الرغامة؛ ويبدو أن أول الغيث سيكون لصالح مسرحية “في بلاط شكسبير” التي يتم عرضها في مسرح النادي الأدبي بجدة.
من جهته أوضح المخرج علي دعبوش أن نشاط المسرح السعودي الذي حقق في فترات سابقة حضوراً لافتاً في مهرجانات الثقافة؛ على المستوى العربي، وحصد جوائز ذهبية وفضية؛ يعاني ركوداً في الفترة الحالية؛ إلا أن خطوة اشاء الصالون خطوة همة؛ وهي محاولة لإعادة الحياة للمسرح الذي يعد أبو الفنون؛ خاصة في ظل الإنفتاح الثقافي الذي تعيشه المملكة.
ماذا قدّم المسرح السعودي؟
ورغم قلة الإمكانيات والدعم المادي؛ إلا أن المسرح السعودي تمكن في فترة بسيطة من إعداد مسرحيين؛ في مجالات التمثيل والإخراج من خلال الدورات التي كان يقدمها؛ فيما تأتي مسرحيات لاقت حضوراً جماهيرياً في فترة الثمانينات الميلادية؛ من خلال تبني جمعيات الثقافة والفنون آنذاك للعروض المسرحية ورعاية الشباب؛ التي أخرجت نجوم مسرح من أمثال الراحل محمد العلي وناصر القصبي وعبد الله السدحان.
تجربة المسرح في السعودية تعد من التجارب الجديرة بالذكر؛ كونها أخذت منحى جاد في بداية عقد الثمانينات؛ إلا أنه بدايتها الحقيقية كانت في 1928م، عندما تم تقديم مسرحية بعنوان “حوار بين جاهل ومتعلم” التي تم عرضها في القصيم أمام الملك عبد العزيز رحمه الله؛
ولأن الحركة المسرحية؛ لا تجد الدعم الكافي؛ إلا من جهات معدودة ومحدودة؛ كانت مساهمة شركة أرامكو في العام 2012 بدعم من مركز الملك عبد العزيز الثقافي ؛ لتقديم دورات متخصصة في المسرح؛ بالتعاون مع مسرح الشباب الوطني البريطاني؛ ومحاولة استقطاب أسماء في تخصصات مسرحية مختلفة؛ بهدف التبادل المعرفي والثقافي في ما يتعلق بالمسرح .
وتمت إقامة تلك الدورات بمنطقة الأحساء السعودية؛ وتخرج منها ما يقارب الـ 100 شخص في مجالات مسرحية متنوعة؛ إلا أن ذلك لم يكن كافياً فظل المسرح السعودي يعاني ما يعانيه حتى الآن! بعيداً عن المسرح، وقريباً من المهرجانات المسرحية.
رغم تعدد المهرجانات التي تحمل المسرح على كتفيها؛ منها مهرجان الأحساء المسرحي؛ ومهرجان الدمام وجدة والطائف؛ ناهيك عن العروض المسرحية التي يتم تقديمها خلال مهرجان الجنادرية؛ إلا أن الحضور الفعلي والحقيقي جماهيرياً للمسرح يعد خجولاً جداً إذا ما قورن بحضور لافت وطاغي لفنون أخرى ربما منها السينما؛ في انتظار ما يعيد إحياء ميت!