المدربة انجي صباغ: لا نبيع الوهم.. ولكن التغيير يحتاج إلى وقت
إقرأ
الخلطة السرية لتحقيق الأهداف تبدأ بوعي أعلى.. رغبة قوية.. نية ايجابية صادقة
القاهرة ـ آمال رتيب
أصبحت لافتة “مدرب معتمد” الأكثر انتشار في كل وسائل التواصل٬ وبين حملات مؤيدة وأخرى مناهضة للمسمى بل وأحيانا تجرم العاملين بمجال التدريب٬ اختلط الغث بالسمين.
المدربة والمستشارة الأسرية انجي صباغ مدير عام مركز نشرق للاستشارات التربوية والأسرية بجدة٬ والمدربة المعتمدة٬ وعضو اللجنة النفسية في الغرفة التجارية بجدة ومدربة مهارات التنفس الواعي والتأمل، توضح في حوارها معنا كثير من أسرار عالم التدريب وتعتبره علم “الوعي” من خلال مراقبة النفس واكتشاف مهارات جديدة٬ تقول: “عندما يزداد الوعي الداخلي بحقيقة ذاتك تتفتح مسارات الطاقة وتنطلق السعادة في شرايين الحياة”،
*من هي انجي صباغ؟
زوجة وأم لخمسة أبناء، مستشارة أسرية وتربوية، مدربة في تطوير الوعي٬ مدير عام مركز نُشرق للاستشارات التربوية والتعليمية. عملت لفترة بسيطة في التدريس بالقطاع الخاص، وعملت لسنتين في إدارة مركز للاستشارات بجدة، ثم مشروعي الخاص (مركز نشرق للاستشارات) ٬ كمدربة معتمدة من المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني في تنمية الذات وتطويرها، ومن الأعضاء المؤسسين للجنة النفسية بالغرفة التجارية الصناعية بجدة.
*ما هي اهتمامات مركز “نشرق” وأهدافه؟
اهتمامات المركز تنصب على نشر الوعي، وتعديل وتوجيه السلوك، تحرير المشاعر السلبية، نشر السلام والسكينة الداخلية بتعريف الانسان على قدراته ومواطن الابداع، والتي بدورها تعمل على التواصل الداخلي وخلق التناغم والانسجام من الداخل.
أما أهدافه فهي العناية بجودة المنهج وتميز الفكر وتنوير البصيرة ونشر الفكر الإيجابي والحياة السعيدة للبشر وتطوير الشخصية وصقلها والارتقاء بها فكرياً وروحياً وسلوكياً.
*الدورات التدريبية تركز على جوانب معنوية.. لماذا؟
لأن الجانب المعنوي هو ما يملكه الشخص داخله، وهو المعرض الأول للتراكمات والضغوط، كما أنه من الجوانب الأساسية التي تعمل على إظهار شخصية صاحبها سواء بالسلب أو الإيجاب.
*ما هو تعريف علم الطاقة؟
علم الطاقة اشتهرت به بلاد الهند والتبت ومنطقة شرق آسيا، وتتشكل مصادر الطاقة من مصادر خارجية وداخلية، وتشمل المصادر الخارجية الطعام والشراب والتنفس وأشعة الشمس، فيما تشمل المصادر الداخلية التمارين الرياضية والعقلية وعمليات التفكير والأذكار والعبادات، وعن الأفكار وأثرها على طاقة الإنسان، فإننا نتحدث هنا عن عامل مهم جدا في ترك أثر ايجابي أو سلبي على صاحبه، حيث أن تردد الفكرة المصاحبة لها يشكل أكبر أثر على الإنسان، لأن كل فكرة تحمل ترددا إما سلبيا أو إيجابيا٬ وهذا التردد هو ما يعكس حالة الشخص وقت ظهور الفكرة.
*ما هو التنفس الواعي؟
أعمل الآن على دراسة خاصة بمهارات التنفس الواعي والتأمل وأثرها الإيجابي على الإنسان، تهدف إلى نشر الوعي بين الناس بأهمية تمارين التنفس الواعي وما تتركه من فرق على المستوى النفسي والجسدي على كل من يمارسها بشكل صحيح، فالتنفس بالشكل الصحيح يؤمن لخلايانا القدرة على مقاومة كافة الأمراض كما أنه يساعدنا على التخلص من التوتر اليومي والضغط الدائم الذي يؤثر على سلوكنا وانفعالاتنا بشكل غير ارادي، إضافة الى أنه يصفّي الذهن ويخلق استجابات الاسترخاء٬ ويساعد الانسان على التخلص من الأحاسيس والمشاعر المكبوتة مثل الغضب والحزن والخوف والتوتر والقلق والاكتئاب.
*إلى أي مدى العلوم التي تقديمها تلقى استجابة مجتمعية؟
المجتمع بحاجة قوية جدا لنشر الوعي، لأن نشر الوعي والتثقيف به هو دليل التطور وهو المحك الأساسي للنهوض بأي مجتمع.
كما أن ثقافة المجتمعات بشكل عام متجهة لادراك ووعي الخارج، ومن ثم ترسب جميع التراكمات في الداخل، مما يزيد من تقليص وعي الإنسان الداخلي والذي هو الأهم بالطبع، لأن ازدياد الوعي الداخلي عند البشر يقلص من الضغوط والتوترات السلبية المتراكمة في الداخل.
*كيف يمكن للإنسان أن يكتشف قناعاته؟
عن طريق ازدياد وعيه الداخلي يتعرف على ذاته بشكل أفضل، وتحدث هذه المكاشفة الداخلية ومن ثم يكتشف قناعاته الداخلية تدريجياً.
*وما أهمية ذلك؟
تحقق الاكتشاف الداخلي وثبات القناعات يساعد في تخفيف التراكمات السلبية والتي تجعل الحياة أقرب للعيش بضيق وتعاسة، ولأننا نستحق العيش بسعادة وسلام فمن الضروري اكتشاف الذات والتصالح مع النفس.
*أحد أهدافك التخطيط الواعي.. كيف يكون ذلك؟
التخطيط الواعي يكون بالنظرلجميع المؤثرات الخارجية والسماح للمفيد منها بالدخول الى عالمنا الداخلي، وبالوعي بمواطن القوة لدى الانسان والقدرات والمواهب التي وهبه الله إياها. والتي على أساسها تتركز كل أهدافه التي يتم التخطيط لها بعد ذلك بكل جدارة وقوة.
*أطلقت مؤخرا برنامج “تدفق السعادة” .. لماذا نحن شعوب مصنفة عالميا بالأقل سعادة؟
هذا التصنيف لا اقبله اطلاقا، فقد نكون من الشعوب الأقل وعيا (ذلك أفضل برأيي)، وبما أن الوعي هو سبيل الحصول على السعادة ومعرفة مصدرها الحقيقي، فينبغي للإنسان العمل على تطوير هذا الجانب للنهوض بذلك الوعي.
*وكيف يمكن للسعادة أن تتدفق في حياتنا؟
عن طريق معرفة مصادرها الأساسية، وتلمس أثرها ومن ثم العمل على تحقيقها.
*هل الشعور الذاتي بالسعادة تغييب للواقع وتجاهله؟
إن السعادة منبعها داخلي، فكون الإنسان يشعر بذلك حقا فهذا برأيي ليس تغييبا عن الواقع إنما العيش بالواقع المطلوب، أما إن كان ذلك إدعاء وتمثيل خارجي، فذلك له وضع آخر.
* كيف يمكن لهذه الدورات أن تغير من مسارات التنمية في المجتمع؟
بالطبع عندما يتغير فكر الأفراد تلقائيا سوف تتغير تنمية المجتمع.
*تركز غالبية المراكز التدريبية على المرأة.. فهل يحدث ذلك خللا في التلقي والتطبيق؟
لا يحدث هذا أي خلل بإذن الله بقدر ما يحدث تأخر في التطبيق، وذلك لأنه إن تلقى التدريب كلا من الرجل والمرأة فانه سيحدث فرقا عظيما على مستوى الأسرة ومن ثم المجتمع.
*كثير من حضور دورات التنمية والتطوير تنبابهم حالة من الحماس والشعور بالتغيير سرعان ما تنطفئ بمجرد انتهاء الدورة.. لماذا؟
يعود هذا إلى ضعف الجانب التحفيزي، وهذا لضعف ثقافة المجتمع إلى حد ما لتنمية الذات، ولكن الأمر بدأ ولله الحمد بالتطور للأفضل.
*وكيف يمكن الحفاظ على حالة الوهج؟
بالاستمرار على التلقي وتنظيف الداخل من الرواسب المتراكمة وزيادة وعي الانسان الداخلي كما ذكرت.
*ماذا تضيف اللقاءات التلفزيونية للمجتمع؟
اللقاءات التلفزيونية في عدد من البرامج بالتلفزيون السعودي ومجموعة mbc والعربية٬ اضافت لي الكثير سواء بالبحث عن المعلومة المفترض أن أتحدث عنها٬ وأحاول أن أوصل صوتي لأكبر عدد ممكن لأنها الصوت الأكثر استماعا الآن٬ ولا يخفى على أحد تأثير وسائل التواصل والإعلام الحديث٬ والمجتمع يحتاج إلى توصيل المعلومة بشكل صحيح وجيد حتى تأتي المعلومة بثمارها في التأثير.
*ما مدى وعي المجتمع السعودي وتقبله للبرامج التنموية في 2017؟
أستطيع القول إن المجتمع السعودي خلال الخمس سنوات الأخيرة اختلف كثيرا عن ذي قبل٬ على صعيد عملي كمستشارة تربوية وأسرية٬ على مستوى الدورات٬ على مستوى ارتفاع الوعي وتطوره٬ خاصة لدى المرأة٬ هناك طفرة كبيرة في الوعي.
*هل مازال البعض يعتبر العلوم الباطنة نوعا من الرفاهية أو ضربا من الخداع؟
بالفعل قد يعتبر البعض أن علوم الباطن أو ما وراء الطبيعة نوعا من الرفاهية٬ وقد يعتبرها البعض أيضا نوعا من الخداع٬ ولنكن صادقين حول هذه المعلومة٬ أن البعض يتخذ هذه العلوم لأغراض سلبية٬ ومما لا شك فيه أن الاستخدام السلبي٬ أدى إلى وسمها بأنها ضرب من الخداع٬ ولكن أخذنا لهذه العلوم على سبيل أن الحكمة ضالة المؤمن متي وجدها فهي له٬ وحيث أنه لا سقف للتلقي ولا للعلم٬ نحاول فهم ما نستطيع من العلوم الموجودة٬ كل بما يخدم دينه ومجتمعه٬ ووفقا لقيمه ودينه بأن يأخذ المفيد ويترك غير المفيد.
*ما هي الخلطة السرية التي تقديمها لتحقيق الأهداف؟
وعي أعلى + رغبة قوية + نية ايجابية صادقة = تحقيق الأهداف
كلمة أخيرة..
تمنياتي بمجتمع يملك افراده وعي عالي، خالي من السلبيات، تقدير افراده الذاتي عالي بتميزهم وتفردهم، مبصرين لكل ما وهبهم الله من قدرات يستطيعون بفضلها تحقيق كل خير لمجتمعهم ووطنهم.