مجلة اقرا

الرجل العربي (مهووس) بشعر المرأة الأسود الطويل

بقلم– ليلى باعطية

عرف الرجل الشرقي منذ الأزل بعشقه للمرأة ذات الشعر الأسود الطويل، ورغم تطور الحياة، والانفتاح على ثقافات العالم، مازال الرجل العربي يهيم عشقاً وشعراً ووصفاً في جمال شعر المرأة الأسود الطويل، واعتباره شرطاً أساسيا عند اختيار شريكةً حياته، وكثير من مشروعات الزواج فشلت أو لم تستمر ؛ نتيجة اكتشاف الرجل أن شعر شريكة حياته ليس بالصورة التي توقعها، ” البلاد” طرحت على قرائها تساؤلاً حول سبب عشق الرجل العربي لشعر المرأة الأسود الطويل ، بينما أرجع الاستشاري النفسي الدكتور ” عطالله العبار ” الأمر إلى؛ النمطية ومقاومة التغيير خشية من (الرقيب الاجتماعي).

•برمجة منذ الطفولة

” نواف قفاص ” يرى أن الشعر الاسود ليس عشقاً بقدر ما أنه ميزة وإضافة لأنوثتها تتميز بها عن باقي النساء، أما “عبدالله عنايت” فمن وجهة نظره أن الشعر الاسود له جاذبيته وجماله.

ورغم معاناة الدكتورة “رند بدوي” من تساقط شعرها الطويل الا ان زوجها بسبب حبه لطول شعرها يرفض أن تقوم تقصّه بحجة انه جذاب ويعطيها أنوثة.

وترجع ” ايمان رواس ” سبب عشق الرجل العربي للشعر الأسود الطويل؛ إلى “البرمجة منذ الطفولة “بحكم أنه ستايل اعتاد عليه الرجل في بنات مجتمعه؛ وعشق الرجل لمظهر معين في المرأة مثل “الشعر الطويل الاسود” يعود الى ما عتاد وتبرمج عليه منذ الطفولة.

• الطب النفسي: 3 أسباب وراء الظاهرة

الاستشاري النفسي الدكتور ” عطالله العبار ” ، يفسر البعد النفسي الذي يجعل الرجل يتوارث عشقه لصفةٍ ما ولا يغيّر وجهة نظره حيالها، بـ 3 أسباب:

الأول ؛ الصورة النمطية والإطار المرجعي الاجتماعي ، الذي حدد جمال شعر المرأة بلونه الأسود وبطوله، والذي رسخ لدينا هذه الصورة النمطية هم الشعراء الذين ما فتئوا ومنذ العصر الجاهلي لليوم ، وهم يتغنون بجمال الشعر الاسود الطويل .

والسبب الثاني؛ أن مقاومة التغير طبيعة بشرية متأصلة في النفس ، وقليل من يتجرأ على التغيير ، خصوصا التغيير في مسلمات اجتماعية ؛ حيث ان الفرد غالبا لا يرغب ولا يصمد امام ضغط المجتمع ويصبح نشازا ، فيما لو خرج عن هذا الإطار أو النسق الاجتماعي.

والسبب الأخير؛ عدم وجود صورة بديلة يدعمها نخبة المجتمع، من المؤثرين كالشعراء أو الأدباء أو المشاهير ، وبالتالي لا زالت الصورة النمطية القديمة راسخة ، ولم تأت صورة اخرى تشوش عليها أو تزاحمها لتحل مكانها.

• الرقيب الاجتماعي

ويفصل العبار أن” تأطير” المجتمع لأفكار وسلوكيات أفراده ،غالبا يجبر الفرد على الخضوع والالتزام بهذا الإطار خشية من عقاب ونبذ للمجتمع لمن يخالف ذلك، وهذا من شأنه أن يحرم الفرد من قبول وتبني أفكار جديدة، لذلك من الملحوظ أن الكثير من أفراد مجتمعنا ،عندما يسافرون الى الخارج يتحررون من هذا الإطار، ويظهرون رغباتهم ويسلكون ويلبسون ما يريدون بعيدا عن أنظار الرقيب الاجتماعي.