بعد إعلان وزارة التعليم السماح للفتيات بممارسة الرياضة في المدارس الحكومية، بداية من العام الدراسي المقبل، بما يتناسب مع أحكام الشريعة الإسلامية، في سابقة هي الأولى من نوعها صدر القرار الذي استقبل بفرحة عارمة في الأوساط النسائية وبين طالبات المدارس، ولكن يبقى السؤال على طبيعة المدارس الحكومية مؤهلة لممارسة الرياضة ؟ في هذا الاستطلاع رصدت (إقرأ) آراء نخبة من المجتمع ممن مارسن الرياضة في المدارس منذ 50 عاما والأهم رأي بعض طالبات المدارس.
الرياضة للفتيات مهمة من الدرجة الأولى:
أولا علقت السيدة سحر نصيف إحدى خريجات مدارس الحنان منذ 40 عاما على قرار اعتماد ممارسة الرياضة في مدارس الفتيات قائلة: قرار السماح للفتيات ممارسة الرياضة في المدارس، يعتبر قرارا صائبا، فحين كنت طالبة في مدارس الحنان بجدة في عهد قديم لم تكن حصص الرياضة متوفرة في جميع المدارس سوى دار الحنان، فالرياضة أمر ضروري خاصة للفتيات لعدة أسباب هامة ،
منها أنها تشغل تفكير الفتيات عن ممارسة الأمور والسلوكيات السالبة وخاصة فئة المراهقات، وتعلمهن كيفية التعامل مع روح الفريق، والتخلص من الشعور الأناني في جميع المجالات، وبالتأكيد السبب الأهم هو حفظ الصحة ورعايتها من خلال ممارسة الرياضة. ومن جهة أخرى يجب على المدارس الحكومية تهيئة المدارس بجميع المرافق الرياضية، وتعيين مدرسات مدربات رياضيا وفي ذات الوقت اصبح لدينا مدربات رياضة سعوديات محترفات يستطعن أن يكنً مدرسات معتمدات في هذه المادة الرياضية.
ممارسة الرياضة في دار الحنان قبل 50 عاما:
الأستاذة سيسيل رشدي مديرة مدارس دار الحنان سابقاً تعبر عن رأيها قائلة: قبل 50 عاما في عهد جلالة الملك فيصل، رحمه الله، حين اعتمدنا حصص الرياضة بالمدرسة كان يهاجمنا العديد في تلك الفترة إلى أن تقدموا بشكاوى ضد ممارسة الرياضة في المدرسة، ولكي نقنعهم بأن هذه الممارسة تعود بالفائدة على الفتيات عددنا فوائد الرياضة من الناحية الصحية للمرأة لجسدها قبل الحمل وبعد الحمل وأنها تمرن الفتاة على المشي السليم ، ورغم أن صدور قرار اعتماد الرياضة في مدارس الفتيات جاء متأخرا جدا فإن يأتي متأخرأ خير من أن لا يقر بتاتا، وبالتالي فهو قرار حان وقته.
سحر نصيف: الرياضة أمر ضروري..والقرار صائب
تشغل تفكير الفتيات عن ممارسة الأمور والسلوكيات السالبة
وعن تخصيص الصالات الرياضية في دار الحنان سابقا تقول رشدي:” كانت لدينا أماكن مجهزة ومعدة بساحات مغلقة لأنواع الرياضة للتمارين البدنية والتنس وكرة السلة وغيرها حيث كنا المدرسة الوحيدة في جدة التي تقدم حصصا رياضية للطالبات، ولذلك تحتاج المدارس الحكومية لإعادة تأهيل البنية التحتية لها من توفير صالات مغلقة ومكيفة لممارسة الرياضة واعداد غرف تبديل الملابس والخزائن وكل ما تحتاجه تلك الحصص من متطلبات.
المدارس الحكومية غير مؤهلة للرياضة:
نادية أبو السعود لاعبة تنس سعودية وحاصلة على بطولات عالمية في رياضة التنس تقترح من خلال خبرتها الرياضية موضحة بقولها: بداية بعد قرار السماح للطالبات ممارسة الرياضة بالمدارس لا يوجد عندي تعبير غير اني سعيدة جدا بهذا القرار الطبيعي جدا ولو اني كنت اتمنى ان يحدث هذا منذ سنين مضت وألف مبروك للجيل الجديد هذا المجال غير المحدود في التميز والالتزام والتنافس الأخوي الشريف.
اتمني بعد ان صدر اخيراً هذا القرار ان يتم توظيف افضل المدربات من كل أنحاء العالم وفِي رياضات قوية تمكن الطالبات من التنافس في كل انواع الرياضات وتمثيل المملكة في جميع المحافل الرياضية العالمية والعربية الخليجية والمحلية.
سيسيل: المدارس الحكومية تحتاج لإعادة تأهيل بنيتها التحتية نادية أبو السعود: أتمنى توظيف أفضل المدربات من كل أنحاء العالم
وعن البنية التحتية للمدارس في الوقت الحالي تعلق أبو السعود قائلة: المدارس الحكومية في المملكة وللأسف طابع المباني لا يختلف عن أية اصلاحية أو جمعية أو سجن للأسف (أنا شخصيا درست الثانوية في مدارس حكومية) وطبعا المدارس غير مؤهلة مطلقا للنشاطات الرياضية، ولهذا كبداية إلى أن يتم إعداد المدارس يمكن أن تجهز نواد على مستوى عال في اكثر من منطقة في كل مدينة وتكون بالمجان للطالبات فقط مع طاقم مميز من المدربين في رياضات مختلفة وفِي نفس الوقت يفتح الاشتراك بأسعار رمزية لكل من يسكن بقرب النادي، ويجب أن يعطى الطالب المتميز ميزات مشجعة وقوية مثل أن يلتحق ببعثة دراسية كما يحدث في أمريكا وأوروبا.
سيسيل: المدارس الحكومية تحتاج لإعادة تأهيل بنيتها التحتية نادية أبو السعود: أتمنى توظيف أفضل المدربات من كل أنحاء العالم
سعادة المرحلة الابتدائية:
ومن خلال استطلاع (البلاد) حول القرار رصدنا آراء مجموعة من الطالبات في مراحل دراسية مختلفة حيث قالت نجود عمر في الصف الخامس الابتدائي برأيها الطفولي البسيط : سأكون سعيدة جدا إذا لعبنا الرياضة داخل المدرسة مع صديقاتي وزميلاتي في ساحة المدرسة، ومن الان سأقوم بشراء الملابس الرياضية والحذاء الرياضي حتى أكون مستعدة”.
الرياضة في المدرسة بشكل يومي:
أما مها عبدالله طالبة في المرحلة المتوسطة فتتساءل هل ستكون الحصص الرياضية تدخل بالامتحانات الشهرية والنهائية وتتطلب المذاكرة والتطبيق ؟! وتعبر بقولها:: أجدها فكرة جميلة فنحن لا نمارس الرياضة الا في النوادي النسائية الخاصة التي تتطلب مبالغ مادية وليس الجميع يستطيع دفعها، وأيضا لا نتردد إلى النادي إلا في الإجازات المدرسية وليس بشكل يومي كما سيكون في المدرسة” .
الرياضة طاقة إيجابية:
ومع سماهر فضل في مرحلة “ثاني ثانوي” تعلق بقولها: اشعر أن القرار تأخر كثيرا وتبقى لي سنة وأتخرج فلن يحالفني الحظ للالتحاق كثيرا بالحصص الرياضية ولكنها خطوة رائعة ستحقق في المكان المناسب، فنحن كطالبات في بعض أوقات الفراغ في المدرسة نلعب سويا فيما بيننا كرة القدم بشكل عفوي وبسيط أو نمارس الجري في الساحة كنوع لاستغلال الوقت في تقوية أجسادنا والشعور بالطاقة الإيجابية”.