جدة – حماد العبدلي
لايزال بعض عامة الناس يرتادون أماكن العلاج الحجامة بالطرق العشوائية، وتشهد هذه المناطق إقبالاً كبيراً من بعض الذين يقعون فريسة سهلة لمصاصي الدماء، ولاسيما أن المشارط الحادة المستخدمة وأدواتها في استخراج الدم ملوثة بالجراثيم،
وسط بيئة تجلب الأمراض والمخاطر من قِبل عمالة وافدة مخالفة، تأخذ من البيوت الشعبية جنوب جدة مقراً لها ونشر الأمراض الوبائية بالطرق التقليدية التي يستخدمونها في الحجامة، وتنتشر وتزدهر هذه الممارسات في أحياء الكرنتينة والسبيل والثعالبة وغليل، وغيرها من الأحياء.
تجربة الكشف بالإصبع
طلب مني أحد الحجامين أن أكشف عن رأسي، ووضع أصابعه فوق رقبتي بقليل، وأتى بمشرط، وقال: شد على نفسك سوف تؤلمك قليلاً. قلت له: توقف، لماذا مشرط؟ أريد الجهاز الطبي الذي يعمل به في المستشفيات”.
أجاب لي: “اذهب للمستشفى، لماذا أتيت لي؟ أنا لي هنا 25 عاماً، وأنا أقوم بالحجامة للمرضى بمشرطي”.
وعند قولي له: “قد تكون ملوثة بالأمراض تلك المشارط”، قال: “الحامي الله!”. حاولت الخروج من الموقف بأقل الخسائر، بدفع مايريد دون أن أعمل الحجامة، وبالفعل غادرت المكان.. وأكملت البحث عن أدق التفاصيل مع أشخاص يتعالجون بالحجامة.. فكانت كمايلي:
مواطنون: الرقابة الحل الوحيد لمنع هؤلاء المخالفين والتداوي بالحجامة ليس مرفوضًا!
ليست مرفوضة
يقول سعد القرني 60 عاما من سكان الكرنتينة: كنت أعاني من الكسل وكثرة النوم وصداع في الرأس قبل عملية الحجامة.. ذهبت إلى أكثر من طبيب في الأمراض الباطنية، ولم يحدث أي تحسن فاضطررت إلى عمل الحجامة بعد أن يئست من العلاج, والآن اذهب إلى عمل الحجامة كل شهر،
ولا اشعر بالراحة إلا بعد إجرائها.. والحمد لله.. تحسنت حالتي، واشار القرني إلى ان الحجامة معروفة منذ القدم؛ شريطة ان يكون الشخص له خبرة في مجال الحجامة حتى لا يحدث ما لايحمد عقباه من انعكاسات خطيرة في حالة أن المعالج بالحجامة “غشيم” في المهنة ويتسبب في نزف دموي- لاسمح الله.
أنصح بعد الحجامة
وأشار الأستاذ احمد السلمي وهو معلّم تربوي، إلى أن التداوي بالحجامة معروف منذ القدم، وله فوائد طبعاً، لكن يجب أن تكون الحجامة في بيئة صحية؛ لضمان مبدأ كيفية استخراج الدم بعد كشف ومعاينة، وليس كما يحدث من البعض، يقوم بشفط الدم بطريقة مخيفة ومقززة بفمه، وقد تحدث مضاعفات للمريض.
ونصح السلمي بعدم اللجوء إلى الحجامة بطريقة عشوائية، مع إبلاغ الجهات ذات العلاقة عن الحجامين المنتشرين – للأسف – في بعض الأحياء الشعبية؛ وهم – بلا شك – يحملون الخطر في مشارطهم. ويجب على الجميع أخذ الحذر والحيطة منهم التسويق الإعلاني للأمراض
سببت لي حساسية
وقال سعيد الشمراني: إنه في فترة سابقة ذهبت إلى أحد الحجامين بجدة، وكان ذلك عند مشاهدتي لوحة إعلانية على أحد الجدران، بها معلومات عن (الحجامة النبوية) ورقم جوال.
اتصلت، وحدد موقع منزله، وذهبت إليه بعد صلاة المغرب، وعمل لي حجامة، وكنت متردداً حينها بسبب عشوائية الأدوات وعدم نظافتها، وبعد فترة بسيطة لا تتجاوز اليومين ظهرت لي حساسية بجسمي وحكة شديدة؛ ما جعلني أذهب إلى أحد المستشفيات. وحذرالشمراني من التعامل معهم.
الأسعار معقولة
وقال أحد معلمي الحجامة، ويدعى أسعد محمود: إن الأسعار تختلف بحسب الأماكن وعدد الأكواب. لكن السعر لايتجاوز 150 ريالا للجلسة الواحدة ، وأشار إلى أن هناك من يجلب عدّة الحجامة من الصيدليات، ويكون السعر أقل للمريض.
وبيَّن أن الأسعار معقولة، وفي متناول الجميع، ولا فرق بين الشخص البالغ في السن أو غير البالغ. وطمأن من يريد الحجامة انها ليست مخيفة، كما يزعم البعض.. هي مجرد سحب دم فاسد في الأماكن المحددة في الجسم بطريقة معقولة ولاتسبب أي أذى.
الطب يحذر
وأوضح الدكتور سعد هلال استشاري الأمراض المعدية، أن الحجامة بالطرق التقليدية تجلب العديد من الأمراض التي قد تكون مميتة؛ بسبب استخدام المشارط من قِبل أشخاص بشكل متكرر وتلوُّث الدم بفيروس. وبين هلال أنه لا يمكن الثقة بما يقدمه مدعو الحجامة في أماكن بعيدة عن البيئة الصحية، وطلب التوجُّه إلى العيادات المتخصصة في الحجامة. في بعض المستوصفات المصرح لها بذلك، وهي آمنه، وتحت إشراف طبي .
وأشار هلال إلى أن الحجامة سُنَّة نبوية، لا يمكن أن نختلف حولها، لكن هناك اشتراطات صحية ووقائية صارمة في هذا الجانب، يجب على كل شخص يرغب في الاحتجام أن يتنبه لها، مثل اختيار المرفق الصحي الآمن من حيث التعقيم والنظافة، وكذلك عليه اختيار الأطباء المتخصصين في إجراء مثل هذه الأمور؛ حتى لا يعرض نفسه للعدوى بالأمراض المعدية من خلال استخدام المشارط والأنابيب غير النظيفة وغير المعقمة.